الفصل السابع

93 28 10
                                    

(كل ظالم سيبلي بظالم)
بعض الوجع ضروري لأستكمال الحياه
الألم أحياناً يجعلنا أقوى يجعلنا مستعدين لمواجهه الحياه بكل مافيها من صدمات
إن نظرنا للألم والصدمات من الناحيه الإيجابيه سنجد أن له ميزه أيضاً أعلم أن الوجع ااطب يصحب الصدمات يجعلنا في حاله ضعف وشاعرين أن هذه هي النهايه ولكن لماذا لا نجعل ذلك الوجع والألم خطوه في البحث عم ذاتنا في تحقيق الأحلام المؤجله نأخذ منه الدرس فقط لنأخذ حذرنا بعد ذلك حتي لا يتكرر الألم ومن ثم نعطي كافه الأهتمام لتطوير أنفسنا وتحقيق أحلامنا مثلما فعلت حور
شعرت حور بالدهشه عندما رأت رقم علياء يظهر علي شاشه هاتفها نظرت إلى والدتها بإستغراب شديد فطلبت منها أن تجيب وما إن اجابت حتى يمعت صوت علياء وهي تبكي وتطلب منها أن تراها الآن لم تفكر حور كثيراً وذهبت لمقابلتها فقط شعرت إنها بحاجه إليها ولم تستطع منع نفسها عن مساعدتها دعنا نقول أن من أهم قواعد حور في هذه الحياه هي الوقوف بجانب من يحتاجنا دون النظر إلى الخلافات
قابلت علياء فوجدتها منهاره من البكاء
لم تتمالك نفسها إلا وهي تحضتنها وتطلب منها أن تتوقف عن البكاء
هدأت علياء قليلاً ثم قالت:
أنا اسفه ياحور علي كل حاجه عملتها معاكي صدقيني أنا ندمانه آنتي مكنتيش تستاهلي كل ده حقيقي أنا آسفه
ثم أنهارت في البكاء وهي تقول أنا كنت واثقه في دينا أوي
وكانت من اقرب صحابي لحد ما أكتشفت امبارح بس إنها متستاهلش الثقه دي أنا أكتشفت إن دينا بتخوني مع خطيبي آنا عرفتها عليه لأني كنت بعتبرها أختي وكانت في أي مشكله بيني وبينه بالجألها علشان تحلها بس اكتشفت في الاخر إنهم مرتبطين وسابني عشانها
أزداد بكاءها وقالت انا لما فكرت شويه حسيت ان ربنا بيردلي كل اللي عملته معاكي ده انا حتي لما سليم سألني عنك وقالي إنه بيحبك حاولت أخليه يشوفك وحشه عشان ميحبكيش
المشكله إن وانا بعمل كل ده مكنتش شايفه نفسي ظالمه أو آنا اللي بأذيكي وكنت بحاول اخليكي تحسي نفس إحساسي لما خالد محبنيش أنا كنت مقتنعه إن أنتي اللي اذتيني لما خالد حبك بس بعد كده اكتشفت إن دي حاجه مالكيش ذنب فيها وربنا فوقني لما ردلي اللي عملته معاكي من دينا وخطيبي أنا ايفه ياحور أنا بس عايزاكي تسامحيني
بكت حور لم يكن بكاء فرح برد الحقوق بقدر ماكان بكاء حزن علي ماحدث لعلياء
ودون تفكير اخبرت علياء بأنها تسامحها علي كل ماحدث وتتمني لها التوفيق في حياتها من كل قلبها وقامت بالتخفيف عنها
وما إن غادرت حتي قامت بالإتصال علي سليم وإخباره بكل ماحدث فأخبرها إنه كان علي يقين تام بأن الله عز وجل دائماً مايرد المظالم لأصحابها وكان علي علم بإنه حين يأتي ذلك اليوم ستقوم حور بمسامحه كل من أذاها لأنه يعلم أن قلبها لا يتحمل القسوه

تعود حور إلى المنزل وتقرر بدأ صفحه جديده في حياتها
تقرر فبها التركيز فقط علي تطوير ذاتها والنجاح والإبتعاد عن أي شخص يجعلها تشعر بإنها لا تستحق الأفضل ولن تسمح فيها لأحد بالتقليل منها أو من أحلامها
تفرغ كل طاقتها في الدراسه والاهتمام بنفسها وعائلتها فهم من يستحقون الاهتمام أكثر من أي شيء آخر في العالم
تكتب جمله لنجيب محفوظ تقول ( من يحمل الماضي تتعثر خطاه)
وتقوم بتثبيتها علي حائط غرفتها لكي تظل أمام عينيها طوال الوقت وتذكر نفسها بإنه يجب عليها النركيز في مستقبلها وترك الماضي حتي تستطيع التقدم في حياتها
ومن ثم قامت بالتخلص من دفتر مذكراتها حتي لا تتذكر أياً مما حدث لها ولكن قبل التخلص منه أحتفظت لنفسها ببضعه أوراق والتي تحتوي علي أعتراف سليم بحبه لها
مرت الأيام وتقربت حور من سليم أكثر أصبحت تبتسم حين تراه وتتخدث إليه كثيراً عن كل مابداخلها
أصبحت أكثر ثقه بنفسها وبالأخرين تعلمت كيف تختار الأصدقاء بعنايه
ولم تخجل من شخصيتها حتي إنها أصبح لديها أصدقاء كثيرون ليس ثلاثه فقط
كونت أيضاً علاقات وصداقات بكل من حولها وأصبح الجميع يحبها دون أن تقدم شئ لتجعلهم يحبونها هي فقط كانت علي طبيعتها
(ما أجمل الغرباء حين يصبحوا أصدقائنا بالصدفه وما أحقر الأصدقاء حين يصبحوا غرباء فجأه)
مر الوقت وتخرجت هي وسليم من الجامعه وحصل كل منهم علي تقدير وفي أحد المرات وهي تجلس مع سليم أخبرته إنها منذ أن كانت صغيره وهي لديها حلم تتمني أن تحققه عندما تكبر سألها عن هذا الحلم فأخبرته إنها منذ أن كانت طفله وهي تعشق الرسم وكانت تتمني حين تكبر أن يكون لها معرض تنشر به لوحاتها فرحب سليم بذلك جداً وأخبرها إنه لما لا تفعل ذلك الآن إن أرادت أن تحقق حلم فلتأخذ الخطوه وتحققه دون خوف
وبالفعل بدأت حور في أخذ أول خطوات لتحقيق حلمها إلى أن تفاجئت بدينا تأتي إلى منزلها وتريد الحديث معها
سمحت لها حور بالدخول
فأخبرتها بأنه لبست حور السيئه وأن الشخص السيء والشيطان الحقيقي هي
وأخبرتها بإنها كانت تكرهها وتغار منها علي أشياء لا ذنب لحور فيها فمثلاً كانت دينا تدرس طوال العام وتأتي حور وتدرس فقط قبل الإختبارات وفي النهايه تحصل حور علي تقديرات أفضل بكثير من دينا
وبإنها كانت تري أن حور فتاه جميله ومحبوبه وهي لا
لديها أصدقاء وعائله تحبها
إن ذهبا إلى مكان ما تخطف حور الأنظار ولا أحد يري دينا
ثم بكت وأخبرتها إنها حين أنشأت الحساب المزيف بإسم حور لم تكن تفكر في أي شيء سوي تدمير حياتها وأن الغيره دفعتها لذلك دون تفكير
وأن فكره استقرار حياه حور وبإنها تملك كل ماتتمناه دينا كان الدافع الأساسي لفعل ذلك
بكت وهي تخبرها بأنها غفلت عن أهم شيء وهي تفعل كل ذلك وهو أن الله لا يقبل الظلم وأن كل ماستفعله مع حور سيأتي يوم ويأتي شخص أخر ليفعله معها لأن الله عز وجل عادل
أنهارت في البكاء وهي تخبرها أن مافعلته لها من نشر صورها والحساب المزيف وتدمير علاقتها بكل من حولها رد إليها بصوره أصعب وأن الشخص الوحيد الذي أحبته ووثقت به في هذا العالم هو من فعل كل ذلك معها
تردد في عقل حور في تلك اللحظة جمله ( كل ظالم سيبلي بظالم )
أخبرتها دينا أيضاً بكلمات متقطعه من البكاء إنها تعتذر وتود لو أن حور تسامحها عما فعلته معها وبإنها شعرت بكل مامرت به حور ولا تعلم كيف أستطاعت أن تجعلها تشعر بذلك الألم
فأخبرتها حور بأنها تسامحها وأن تأخذ حذرها بعد ذلك ولا تثق في أي شخص دون أن تتأكد من إنه يستحق الثقة وأن تتعلم من أخطاءها ولا تعيدها مره أخرى
وطلبت منها أيضاً أن تعتذر لكل شخص قامت بإيذائه يوماً ما بالأخص تلك الفتاه التي كانت دائماً ماتتنمر عليها وعلياء فوافقت دينا وقامت بإحتضانها.
مرت الأيام وحور لا تفعل شيء في حياتها سوي الأهتمام بحلمها

والتركيز علي تحقيقه وسليم بجانبها يساندها في كل خطوه إلى أن جاء اليوم وأفتتحت أول معرض لها لتعرض رسوماتها ونالت رسوماتها إعجاب كل من حضر
وكأن القدر أبتسم لحور وأصبح يعطيها سعادات متتاليه تعويضاً عن كل الحزن الذي مرت به وحدها ولم يكتفي بذلك بل تصادف إكمال حلم حور مع إكمال رد حقها من كل من ظلمها وتفاجئت بملك تأتي إليها بوجه يملأه الحزن وخيبه الأمل وتجلس أمامها في حزن وهي تقول :
انا خسرت كل حاجه ياحور خسرت شغلي وحبيبي وأهلي بقيت حاسه إني لوحدي مش عارفه أروح لمين واحكيله علي كل اللي حصل مش لاقيه حد احكيله لاقتني جيالك زي مااتعودت دايمًا إني لما أحس اني عايزه احكي او تعبانه أجيلك
عمري ماحسيت إني لوحدي زي لما بعدتي عني بالرغم من أن كان فيه ناس كتير في حياتي إلا اني كنت دايما حاسه إني خسرت أهم حد كان بيحبني وبينصحني من قلبه الحد ده هو انتي ياحور انا مبقتش عارفه أعمل اي حاجه في حياتي
شغلي خسرته بسبب صديقه ليا كنت واثقه فيها نصبت عليا وسرقتني
الشخص اللي بحبه وكل صحابي اللي كانوا حواليا بعدوا عني أول ماوقعت
حتي أهلي علاقتي بيهم أتدمرت من كتر عصبيتي بعد اللي حصل وبقوا شايفيني وحشه
أنا ملاقتش حد اجيلك غيرك ومتأكده إنك حتي بعد كل ده عمرك ماهتشمتي فيا صحيح أنا اذيتك كتير بس أنتي احسن مني وقلبك أنضف من قلبي ومتأكده إنك هتسامحيني حتي لو مش قادره تسامحي دلوقتي في النهايه هيجي يوم وتسامحيني عشان انتي ألطف من إنك تشيلي كره في قلبك لحد.
لتجيب حور قائله:
أنا نسيت كل حاجه حصلت زمان ياملك ومسمحاكي عشان مش عايزه يبقي فيه اي زعل في قلبي عايزه اكمل حياتي الجديده اللي ببنيها من غير أي حاجة قديمه كانت سبب في وجعي أنا مسمحاكي ووقت ماهتحتاجيني هتلاقيني موجوده دايماً

عادت حور إلى غرفتها ذلك اليوم وهي تحمل مشاعر مختلطه بين الفرحه والحزن على ماحدث لأصدقائها وبين الراحه
ولأول مره منذ زمن تخلد حور إلى النوم وهي سعيده وتشعر بالأرتياح ولكن قبل أن تغمض عينيها أمسكت بهاتفها وأرسلت رساله لسليم كتبت فيها :
أنا بحبك ياسليم
كانت هده هي المره الأولى لحور التي تخبر فيها سليم بإنها تحبه
شردت بضعه ثواني ثم أرسلت رساله أخرى له قبل أن يجيب :
آنا عايزه اشوفك بكره ضروري ياسليم علشان حابه أطلب منك طلب مهم

الفصل التامن والأخير هيكون موجود بكره الساعه 9❤

نصف شيطانه Where stories live. Discover now