الفصل الثامن (الأخير)

110 31 15
                                    

(كل ما لا يقتلني يجعلني أقوى)
بعض الأشخاص يخافون من الحب لذا يقومون ببناء اسوار عاليه حول قلوبهم كي لا يتأذوا ولكن دعوني أخبركم أمراً الحب الحقيقي هو وحده القادر على هدم تلك الأسوار.
أمسك سليم هاتفه وكاد قلبن أن يخرج من مكانه ويطير في كل أرجاء الغرفه من السعادة عندما قرأ رساله حور بإنها تحبه
وفي الصباح ألتقي سليم بحور وطلب منها أن تخبره عما كانت تريده
قالت حور بإبتسامه : أنا عايزه أعمل خطوبه تاني
نظر لها سليم بدهشه وهو يبتسم
فأكملت : أنا في الخطوبه أول مره مكنتش مبسوطه وكان باين عليا أنا حابه أني أعيد اليوم تاني وأنا مبسوطه عشان تفضل ذكري حلوه في حياتنا
فرد سليم دون تفكير قائلاً :
وأنا موافق إيه رأيك بكره؟
شعرت بالفرحه وأجابته : موافقه
أخبر سليم عائلته وعائلتها وأصدقائهم والذي بدا عليهم الدهشه عندما اخبرهم ولكنهم في النهايه رحبوا بذلك جداً وأخبروه بأنهم سوف يحضرون بكل تأكيد.
ولكن ليس دائماً مايحالفنا الحظ ودائماً ماتكون الكلمه الأخيره للقدر والنصيب.
قبل أن أخبركم بأي شيء حدث في ذلك اليوم دعوني أخبركم أنا لماذا أحبت حور سليم
يوجد جمله لنجيب محفوظ تقول (أقصي درجات السعاده هو أن نجد من يحبنا فعلاً يحبنا علي مانحن عليه أو بمعني أصح يحبنا برغم مانحن عليه)
وهذا هو ما فعله سليم مع حور ظهر سليم في حياه حور في وقت كانت هي فيه تري نفسها سيئه وشيطانه ولا تستحق أي شئ جميل في هذه الدنيا فلم يمنعه ذلك عن حبه لها بل وجعلها أيضاً توقن بإنها تستحق الأفضل دائماً وأعاد لها ثقتها بالعالم وبنفسها
الحقيقه أيضاً أن المرأه دائماً ماترغب أن تري شريك حياتها يتقبلها بكل مافيها ويكون داعم لها فب خطوات تحقيق أحلامها
والأهم أن تكون ثقته بها أكبر من أي شيء في العالم
وكل هذا وجدته حور في سليم وجدت فيه الصديق الذي لا تخاف من إخباره بكل ماتشعر
والحبيب الذي يعطيها الحب والإهتمام والتقدير والكثير من الحنيه والتفاهم لذا وقعت حور في حبه وأستطاع حبه أن يهدم كل الجدران التي بنتها حور حول  قلبها كل تلك السنوات وأزال خوفها من الحب
لذا دائماً مايفوز الحب الصادق في النهايه.
دعونا الآن نكمل ماحدث في هذا اليوم
عادت حور إلى المنزل وهي سعيده ومن ثم أمسكت بهاتفها وفتحت حسابها على الفيسبوك وبدأت تكتب:
إذا كان من الضروري علي المرء أن يلتقي بشخص واحد علي الأقل يكون بمثابة الجزء السيء في حياته فيسعدني أن أكون أنا هذا الشخص السيء في حياتكم
أسمى حور وأنا من أكثر الأشخاص السييئين علي الإطلاق بشهادة كل المقربين مني إذا قمتم بسؤال اي شخص من أصدقائي او عائلتي عني سيحكي لك قصه سيئه في حياته انا سببها ستسمعون عني أنني شخصيه غير سويه ومؤذيه إلى أبعد الحدود وربما حقوده أيضاً ومن هواياتي الكذب ولكن أخبركم سراً: لست حزينه علي رؤيتهم لي بهذه الصورة ولا أحمل في قلبي ذره ندم واحده علي كل مافعلته حتي وإن عاد بي الزمن مره أخري سأختار أن أكون نفس الشخصيه المؤذيه والغير سويه التي تروها امامكم
دعوني أؤكد لكم فخري بكوني الجزء السيء في حياه كل المقربين مني ولست نادمه ربما إن لم أكن تلك الشخصيه السيئه ماكنت لأجد اكثر رجل أحبني في هذا العالم.
نشرت حور تلك الكلمات علي صفحتها ثم تركت هاتفها وذهبت لتنهي تحضيرات الخطبه مع والدتها
وما إن عادت حتى وجدت هاتفها وقد امتلأ بالرسائل والتعليقات علي هذا المنشور
بالنسبه لسليم عندما رأي هذا المنشور لم يفعل شيء سوي إنه أبتسم بحب لأنه يعلم ماذا تريد حور أن تقول
نظرت خور إلى التعليقات التي كانت بعضها يدافع عنها ويطالبها بأن لا تقول هذا الكلام وبإنها شخصيه رائعه والبعض الآخر يطالبها بتوضيح لما تقول هذا الكلام عن نفسها فهو لا ينطبق عليها
أبتسمت حور ومن ثم خرجت في فيديو لتجيب عن كل التساؤلات وتوضح السبب من نشرها هذا الكلام
فقالت:
بصراحه انا لما نزلت الكلام ده كان عندي هدفين الهدف الأول هو إني أتأكد إن الناس اللي في حياتي دلوقتي أختارتهم صح ومش هيصدقوا إني ممكن اكون الشخصيه السيئه دي والهدف التاني بقى وده الأهم بكتير واللي انا طالعه في الفيديو ده عشانه هو إني اقولكم أوعوا تخلوا أي حد في الدنيا يقنعكوا انكم وحشين ومتستاهلوش الحب ولا تستاهلوا إي حاجه حلوه
خليني احكيلكم حكايتي الأول علشان تفهموني
انا لحد فتره قريبه كنت مقتنعه اني شخصيه غير سويه وفيا كل الصفات الوحشه اللي في العالم بمعني أصح شيطانه زي ماكنت شايفه نفسي كنت شايفه أن كل كلمه من اللي كتبتها دي كانت بتوصفني فعلا
وده بسبب الإختيار اختيار الصحاب والناس اللي حواليك ده أهم سبب في الدنيا ممكن يدمر حياتك
انا للأسف كانت كل اختياراتي غلط اختارت ناس في حياتي كانت بتأذيني كتير أوي وكنت بعدي علشان بحبهم اتأذيت مره واتنين وعشره منهم وكنت بسامح وأعدي لحد ماجي اليوم اللي قررت فيه أعاتب وأعرف ليه بيعملوا معايا كده علي الرغم من إني بحبهم
وقتها كانت ردودهم كلهم إن انا السبب في كل حاجه وحشه في حياتهم وانا اللي بأذيهم وأنا الشيطانه وللأسف صدقتهم وكرهت نفسي بس اللي اكتشفته بعد كده هو إن محدش بيحب يشوف نفسه ظالم كل بني ادم بيحط لنفسه أعذار ويحسس نفسه أنه مظلوم علشان يأذي الشخص اللي قدامه بضمير مرتاح وده اللي حصل معايا
الناس اللي قابلتها كانت من نوعيه الناس اللي مش بتشوف نفسها غلطانه أبداً وبيحطوا خطط ومبررات سخيفه علشان يقنعوا نفسهم إنهم الضحيه
من جواهم بيبقوا متأكدين إن الحقيقه ليها وجه واحد بس لكن هما بيقعدوا يحطولها وجوه كتير ويفسروها حسب مزاجهم عشان بس ميحسوش بتأنيب ضمير
وعلشان يخلوا الشخص المظلوم هو الظالم وبكل أسف بينجحوا في ده وبيعرفوا يطلعوا في الآخر هما الملايكه اللي اتأذوا ويطلعوا الشخص المظلوم هو الشيطان
ويخلوه يصدق علي نفسه كده وأنا واحده من الناس صدقت اني شيطانه بسببهم لولا إني صادفت في طريقي شخص يستاهل كل الحب اللي في الدنيا فوقني وشدني من الوهم اللي كانوا معيشني فيه ورجعني من تاني أشوف الحقيقه
اللي انا عايزه اوصلهولكو من كل ده هو أنكو تختاروا صح الناس اللي حواليكو لأن دول هما اللي ممكن يدمرولكو حياتكو لو اختارتو غلط وأنتو مش حاسين وممكن تفوقول بعد فوات الأوان والأهم من كل ده هو أنكو تبقوا واثقين في نفسكم واوعوا تخلوا اي حد في الدنيا يخليكم تشوفوا نفسكم وحشين طول ماانتو متأكدين أنكو بتتعاملوا بنيه صافيه وبتخافوا من ربنا
و أوعوا في يوم تسمحوا لأي حد في الدنيا يكون هو اللي أذيكوا ويخليكوا تحسوا ان انتو اللي غلطانين
متسكتوش علي الأذى واختاروا انكو تبعدوا عن أي شخص بيأذيكو مهما كان هو مين ومهما كان هتتعبوا أد إيه تتعبوا فتره وتعدوها وتبقوا أحسن افضل بكتير من إنكم تفضلوا تعانوا منهم طول حياتكو
منكرش إني ساعات بشتاق للناس اللي كانوا في حياتي دول وبتمني لو مكانوش وحشين ومأذونيش كده علشان نفضل أصدقاء لحد دلوقتي
بس لما ببص لحياتي دلوقتي وبلاقي إن ده كان لازم يحصل علشان افوق من الوهم واركز في حياتي
بشكر ربنا إن كل ده حصل
وخليكوا متأكدين دايما إن ربنا عادل وكل أذى بيترد وأضعاف كمان بس الأهم انكوا متفضلوش عايشين حياتكم مستنين تشوفو حقكوا وهو بيجي لا كملوا حياتكو وركزوا في مستقبلكوا وهيجي اليوم اللي الحقوق ترجع فيها مش شرط ترجع في الدنيا بس الأكيد إنها هترجع في الآخره لو أنتو  نسيتوا ربنا مبينساش
حابه أقول كمان إني لو هتشاف الجزء السيء في حياه حد علشان بعمل حاجات قصدي بيها خير وإني أساعده بس هو شايفها وحشه علشان مش عارف يستوعب إن فيه ناس بتحب الخير لغيرها عادي فا انا مبسوطه إني الجزء السيء في حياتكوا.
واخر حاجه هقولها إن مش معني كلامي ده إني ملاك مش بغلط لا طبعاً مفيش حد مبيغلطش بس أهم حاجه إن الغلط ميوصلش لأذيه الناس وإننا نندم علي الغلط ونحاول نصلحه
علشان كده انا عايزع أقول إني مش شيطانه زي ماخلوني أشوف نفسي ولا حتي ملاك علشان انا بغلط عادي أنا ممكن أكون نصف شيطانه.
أبتسمت حور ومن ثم اغلقت الفيديو وعادت لتنهي باقي تحضيرات حفل الخطبه وما إن أنتهت حاي عادت وأمسكت بهاتفها لتجد جميع الناس تفاعلوا مع ذلك الفيديو الذي قامت بنشره ومع كلماتها أيضاً وقاموا بشكرها علي النصائح وأخبروها بإن كلماتها لمست قلوبهم ولن ينسوها أبداً أبتسمت وظلت تبكي من فرط الشعور بالسعادة وأخذت قرار بإن تكون دائماً مصدر طاقه إيجابيه لكل من حولها وتستمر في نشر نصائح وكلمات إيجابيه للناس حتي لا يحدث مع أي شخص مثلما حدث معها أمسكت حور بهاتفها وأرسلت رساله الي سليم الذي وجدته يخبرها بإنه فخور بها وبكل ماقالت فكتبت له : شكراً ياسليم علي كل حاجه حلوه عملتها معايا أنا بحبك.
خلدت حور إلى النوم وهي تشعر بالسعاده والأرتياح والرضا عما وصلت إليه وكأنها لأول مره منذ زمن بعيد تنام هادئه البال  وسعيده هكذا دون تفكير وأرق وبكاء
وكأنها حصلت علي كل ماكانت تتمني في حياتها
وفي الصباح دخلت والدتها الغرفه لتجعلها تستقيظ وتستعد لحفله الخطبه اليوم فلم تستيقظ حاولت ايقاظها أكثر من مره ولكنها لم تستيقظ شعرت بالقلق هي ووالدها وجاءوا بطبيب تلو الأخر علي أمل أن يكون كل ذلك حلم أو أن الطبيب أخطئ ولكن ذلك كان واقع حاول سليم إيقاظها كثيراً ولكن دون جدوي فقط فارقت الحياه ولن تستيقظ إلى الأبد جلسوا جميعاً حولها والدموع تنهمر من أعينهم وعلمات الحزن والفزع وعدم التصديق ترتسم على وجوههم
وكأن قلوبهم انطفأت إلى الأبد
كان من المفترض أن تكون خطبتها اليوم وتكون حور عروسه ولكنها ذهبت إلى أكثر مكان ستكون سعيده فيه وأصبحت حور عروسه في الجنه
ماتت حور ماتت لتثبت لنا مقوله أن الطيبون يغادرون الأرض سريعاً وكأنهم يقولون للناس لا مكان لنا بينكم .
كان من الصعب عليها أن تكمل حياتها بقلب طفله وسط كل ذلك السوء الذي يملاء الدنيا
وبالتأكيد لن ينساها سليم طوال حياته وظل يكمل مابدأته حور ويعلم الناس درساً في التسامح وحب الخير والثقه بالنفس وعدم السماح للأخرين بإيذائهم والأهم الإختيار الصحيح لمن حولهم.

إلى هنا أنتهت قصه حور ليست كل النهايات سعيده النهايات السعيده ربما توجد في الأفلام أكثر.
كل شخص سيقرأ هذه الروايه سوف يشعر بإنها له وبإنه أحد شخصيات هذه الروايه ربما يكون حور وربما يكون ملك او علياء او دينا وهو لا يدري
ولكن الهدف الأخير والرساله من هذه الروايه هو أن لا تجعلوا إي شخص في هذا العالم يشعركم بأنكم سيئين ولا تستحقون الحب او شياطين
ثقوا بأنفسكم والأهم من كل ذلك لا تكونوا سبب في وجع اي شخص في هذا العالم لا تكسروا قلب أحد فكسر القلوب ليس بهين
غيروا دائماً من أنفسكم للأفضل لكي نعيش هذه الحياه القصيره مطمئنين علي أمل أن نلتقي في الجنه جميعاً.

نصف شيطانه Where stories live. Discover now