14

1.8K 159 36
                                    


أصوات صُراخ تتعالى من الغُرفة المِجاورة لها
جالسة على الفِراش الخاص بها بجسد مُرتجفًا وأنامل باردة لشدة خوفها .

"لستُ كذلك
لا أستطيع الصمود معك أكتر
هي كبيرة الأن يُمكنها تحمل كل شئ بِمُفردها"

صوت البُكاء كان يتعالى مع كُل صفعة يَقوم بِفعلها لوالدتها

"هي أبنتكِ أنتِ
ماذا قلت لكِ عن مجيئها

أنا لم أكن أريدها أنتِ من تَمسكتي بها
هي كانت مُجرد غلطة وأنا طلبتُ منكِ أجاهضها لننتهي من كُل هذا "

وضعت الصغيرة رأسها تحت الوسادة تحاول تَجنب حديثهم السام بالنسبة لها

صراخات والدتها كانت تتعالى حتى أصبحت هي الأخرى تشهق بقوة مع هذا الإرتجاف الذي طغى على جسدها الهَزيل

نهضت من مضجعها مُقتربة نَحو الباب تفتحه بأنامل مُرتجفة

لتركض نحو والدها تحتضنهُ من الخلف

"أرجوك أتركها أسفة لأنني أتيت أرجوك كفاك"

كانت تتكلم بتقطع مع نَحيبها

ألتفت لها الأخر رافعًا حاجبيهِ

"ماذا قلت لكِ نورسين أذهبي نحو غرفتكِ اللعينة ولا تَتدخلي"

نظرت الأخرى بالدموع العالقة بِرموشها نحو والدتها

شعر مُبعثر
وجنتاها المُحمرة
وجهها الملئ بالخدوش
شفتها المُرتجفة .

"أبي أرجوك لا تَفعل بها شئ"

هو نظر لها بمعنى أذهبي
لتبدأ الأخرى بأصدار شهقاتها راكضة نحو غُرفتها تَنظر لما يَحدث من خَلف الباب بِصمت

كان اليوم أشبهُ بالسواد .
سواد طغى عليها مُنذ الصغر
فتاة تَبلغ من العمر أثنى عشر عامًا
وتشعُر بشئ بِداخلها يبتلعها حتى تُكاد تَختفي .

أستيقظت اليوم التالي
ملامح باردة
شاحبة الوجه
بقعة سوداء أسفل أعينها
وعندما نَظرت لإنعكاسها أقسمت أن تكون مُحققة .
مُحققة لا تَسمح لأي رَجُل بِفعل أي شئ للنساء
محققة تحاول الحفاظ على النساء من مُجتمع وبشر مُعاقين .

ذهبت بِخطوات مٌتثاقلة وأعينها الي ترمش بِهم بصعوبة مُبالغة نحو غرفة والديها المَفتوحة

الطَّابِقُ الرَّابِعُ || TAEHUNG +18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن