الفصل الأول.

250 31 172
                                    

السّبت، الساعَة ٠٦:٢٢ صباحًا،
التّاسِع من يُونيو لعام ٢١٥٢،
عاصمة الإتحاد الإستحكامي، أران.

- ˒˒نانيس! أتُمازحينني؟ لن أدخُل هذا المكان لشراء كُوب قهوة، المكان مُزدحم كاِزدحام يوم الحشر، تبًا لكِ ولكوبكِ!˓˓.

يا لها من مُتذمرة حمقاء !! أقول لها أنّه أفضل مقهىٰ في العالم فتقول لي أنّه مُزدحم للغاية، بالطّبع هُو كذلك!

- ˒˒شغَف أرجوكِ، لا تدعيني أدخُل بمُفردي، أخبرتُكِ بأنّه أفضل مقهىٰ في العالم، يُقال أنّ لقهوتهم مذاقًا آتيًا من النّعيم˓˓.

أقول لها هذَا بنبرة رجَاء وكفّين مضمُومين واِنحناءة صغِيرة، أعلم أنها لن تتمسّك برفضها لأبعد من بضعَة ثوانٍ.

- ˒˒سأندم علىٰ هذا حقًا، أوف، كما تُريدين!˓˓.

كنتُ أعلم! أطلقتُ ضحكة قصيرة وأنا أجذبها من يدها بينما أتمتم بكلمة ٫٫شكرًا٬٬ لها، ولكنّها توقفت فجأة وجعلتني أتعثّر حتىٰ كدتُ أسقط، اِستعدتُ توازني بسرعة ثمّ اِلتفتُّ إليها غاضبة.

- ˒˒ماذا الآن؟˓˓ قلتُها بسخطٍ ونفاذ صبر

تراجعَت شغَف إلىٰ الوراء خُطوة وقد اِلتمعت عيناها ببريق لطالما عرفتُ معناه، تبًا ستطلب شيئًا!

- ˒˒سنحصُل لكِ علىٰ تلك القهوة أيتُها المُدمنة، وسنذهب بعد ذلك إلىٰ ليمِيرانس، وهذا شرطٌ لن أتراجع عنه˓˓

تنهدتُ بقوة، تريدُ منّي الذهاب للشركة الزائفة التي تُنظّم العلاقات الغراميّة تِلك، فقط لأنّها وجدَت هُناك حبيبها ذاك.

- ˒˒شغَف! الأمرُ برُمّته زائف، كم مرة عليّ قول ذلِك لكِ؟ لمَ لا تُصدّقين؟˓˓.

وضعَت شغَف يدها علىٰ خصرها وبالأخرىٰ أزاحت خُصلاً من شعرها البُنّي الذي عبثت به الرياح عن جبهتها وقد بدَت عليها الثقة والتصميم.

- ˒˒لأنّني قد جربتُ الأمر بنفسِي وأجدُه ناجحًا للغاية، لقد قابلتُ رهان هُناك ومازلنا نذهب في مواعِيد أسبوعيًّا، وأنا لم أكن أسعد في حياتِي˓˓.


نفسُ الشيء قالتهُ لي حِين أخذتُها لمحل الدُمىٰ الجديد في الشارع المُقابل لمنزلي. مسحتُ علىٰ جبهتي بكفّي، تنهّدَتْ ثمّ عادت تستأنِف كلامَها بنبرة صوتٍ رقِيقة اِمتزجتْ بشيءٍ من القلق.

- ˒˒عزيزتِي، كُل ما تفعلِينه هُو العمَل، تقنيًا لا علاقاتٍ اِجتماعيّة لكِ سوىٰ هذه التِي تربطُنا، ولكنّ هذا غير كافٍ، نحتاج جميعنا لشخصٍ يُشاركنا الحياة بمسرّاتها وآلامها، وأنا أرجُو أن نخرج معًا في مواعِيد مُزدوجة، رجاءًا نانِيس، لأجلي؟˓˓.

 Atramental | أَتْرَامِينْتَالْМесто, где живут истории. Откройте их для себя