الفصل السادس.

66 14 7
                                    

الثلاثاء٬ الساعَة ٠٨:٣٢ صباحًا.
العشرون من يُونيو لعام ٢١٥٢.
عاصمة الاِتّحاد الاِستحكامي، أران.

واقِفة أمام نافذتِي العِملاقة في غرفة المعِيشة ينتابُني التوتّر نوعًا ما، طلبتُ من بروين أن تقوم بفتحِها لي؛ لأستنشق بعض الهواء النقي، ففعَلت ذلك وجعَلت المنصّة تبرُز من طرف النافذة السُفلي مانحة إيّاي مساحة جلوس مُريحة.
جلستُ علىٰ المنصّة واضِعة وسادة طريّة فوق حجري وأخذتُ أتصفّح أومبرا بينما أشرب باِستمتاع عصير التوت البارد، لن أفهم قط اِستنكار الإنجليز لذوق بوارو العبقري، كان نسيم البحر البارد الرطب يبثّ فيّ بهجة وسرورًا عميقين، وكُل تلك المنشُورات عن كوكب إيڤروس تجعلني أرغب بشدّة في العيش هُناك، وبينما تلفّني هذه الراحة المخمليّة ومض خاطِر في رأسي بغتة، الرسالة! لقد أرسل إليّ داني شيئًا يوم السبت بينما كنتُ مع إيّان!

كنتُ قد فتحتُ المُحادثة دُون تفقّد مضمُونها؛ يُبرر ذلك عدم تذكِير أومبرا لي بها بعد ذلك، لقد نسيتُ تمامًا بشأنِها، ولكن حقًا .. من بين كُل الناس لمَ كان علىٰ شغف أن تطلب منّي معروفًا لأجل نايل؟ الشخص الذي أفتقر لكافّة أشكال التوافق معه أكثر حتىٰ من أبي.

➣ الرسالة 084646-520620
[مسَاء الخير آنسة نانيس، إنّه دانيال نايل، كيف الحال؟ لابُد من أنّ أيامكِ هذه مُملة وروتينيّة بعض الشيء، مرّ وقت لم تكتبي خلاله أي فصُول جديدة في روايتكِ، إنّ الوضع مُمل بدُونها، لازلتُ قارئًا مُخلصًا في حال كنتِ تتساءلِين. بالمُناسبة، أرغب في أن أطلب منكِ المجيء لقِسم الطبّ الشرعِي، لديّ ما أودّ قوله لكِ بشأن الضحيّة سامِر، وجدتُ بعض الأشياء المُثيرة للاِهتمام خلال تشريح جُثّته. إنّي ذاهب إلىٰ نورسِين لترتِيب بعض أمُوري وإحضار ما تبقىٰ من مُتعلقاتِي هُناك ولن أعُود قبل مساء يوم الاِثنين غالبًا؛ لذا سيكون من المُناسب أن نلتقِي يوم الأربعَاء؛ فلتحظِي بعطلة أسبُوعيّة سعيدة، أراكِ حينها].

يرانِي حينها إذن؟ المُتعجرف! إنّه حقًا لم يتغيّر علىٰ الإطلاق؛ لازال ينظر إلىٰ تنفِيذ النّاس لطلباتِه علىٰ أنّه من المُسلّمات.
ولكنّ من المُنصف أن أعترف بأنّه قد أثار فضُولي، هل أعاد تشريح الجثّة؟ أم أنّه قد بنىٰ اِستنتاجًا ما بعد قراءَة التقرير؟ ما الشيء الذي لاحظه هو وفاتنِي؟ في الواقع سيزُول توتّري إن تمّ حل هذه القضيّة المُعقّدة أخيرًا.

تركتُ مكاني عائِدة إلىٰ الداخل وطلبتُ من بروين أن تُغلق النافذة مُجددًا، في الواقِع لقد روّحت هذه الدقائق عنّي قليلاً وبدّدت بعضًا من القلق الذي ظلّ مُلازمًا لي مُؤخرًا، يجعلنِي هذا أتنهّد مُبتسمة في اِرتياح.

بعد حمّام بارد وقفتُ أمام المرآة الكبيرة في غرفة تبدِيل الملابس مُرتدية شورتًا قطنيًا أسود اللون وتي شيرتًا من نفس المادّة له لون كبدي داكن يتزيّن بخطوط سوداء صغيرة تُشبه في اِنثناءاتِها قصاصات الزينة الورقيّة.

 Atramental | أَتْرَامِينْتَالْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن