الفصل الثامن.

18 7 0
                                    


الأربعاء٬ الساعَة ١٠:٢٣ صباحًا.
الحادِي والعشرون من يُونيو لعام ٢١٥٢.
عاصمة الاِتّحاد الاِستحكامي، أران.

كانت ليلة الأمس طويلة حقًا، بعد سهرة طويلة قضيناها أنا ووالدي في شد وجذب؛ نُناقش أتفه الأمور بكل جديّة. شعرتُ بإنهاك شدِيد؛ لذا اِنتهىٰ بي الأمر بالمبيت في منزله، في غرفتي القدِيمة.
لازالت حوائط الغُرفة مطليّة بالأخضر الداكِن الباهت في النّصف العلوي منها بينما اِتّخذ النصف الآخر لونًا أبيضًا لازال ناصعًا جدًا كما عهِدتُه.

وجدتُ في خزانة ملابسي القديمة بعض المنامات التي تركتُها سابقًا؛ بغرض اِستخدامها في أيام كهذه، اِرتديتُ واحدة فضفاضة ذات لون أخضر فاتِح، قمِيصُها قصِير الكمّين أمّا بنطالها فالبكاد يصل إلىٰ ركبتيّ، بعدهَا قمتُ بربط شعري علىٰ شكل كعكة عشوائية، ثمّ اِرتميتُ مُتعبة علىٰ سريري الذي مازال عابقًا برائحتِي حتىٰ اليوم، ورحتُ في نوم عمِيق هانِئ.

أيقظنِي والدي في الصباح مُتعمدًا بأن أخذ يُحدث جلبة لا داعي لها في الغُرفة المُجاورة لغُرفتي مُستخدمًا السمّاعات المُكبّرة، كان يستمِع إلىٰ الأوبرا رافعًا الصوت لحُدوده القصوىٰ تقريبًا.
في الواقع أنا مُستعدة للموت في سبيل معرفة أي شيء سيخسر بالضبط لو أنه طرق الباب كأي شخص طبيعي، حتىٰ أنه يعرف كود رُقاقتي؛ كان بوسعه ضبط منبّه عليها فحسب، ولكن كلا؛ فأبي لن يكون زيك أبدًا إن هو اِختار الطريقة السهلة والأكثر طبيعية في التّصرف.

كانت عضلات ذراعيّ مُتصلبة تقريبًا، وشعرتُ بأنني مازلتُ مُرهقة، رُبما أكثر ممّا كنتُ بالأمس حتىٰ، ولكنّ عليّ الاِستعداد للذهاب إلىٰ العمل أبكر من المُعتاد قليلاً؛ فأنا أريد الاِنتهاء من أمر ذلك اللقاء المُنتظر مع دانيال في أقرب وقت مُمكن.

بعد أخذ حمّام ساخِن واِرتداء بنطال جينز ذي لون أزرق سماوي وقميص أبيض قصير الكمّين ذي أزرار بيضاء اللون ذات حواف ذهبيّة، وضعتُ بعض العطر القوي وبعضًا من المسحُوق المُضاد للتعرق، ثمّ خرجتُ من المنزل مُهرولة تقريبًا؛ فقد تبيّن لي أن الساعة في غرفة المعِيشة مُتأخرة بنصف ساعَة عن التوقِيت الفِعلي!!

ينتابُني حماس غريب بينما أخطُو علىٰ مهل عبر باب مبنىٰ قِسم الطبّ الشرعِي، وردتنِي رسالة من دانيال في وقت سابق تطلب منّي أن ألتقِيه في غرفة التشريح رقم 9، لا أعلم فِيما إذا كان يُحاول إضفاء جو درامي أثناء الحدِيث عن اِكتشافاته، ولكنّ الأمر بدأ يُصبح مُثيرًا للفضول أكثر فأكثر، أرجو فقط ألا تكون هذه الزيارة محض إضاعة لوقتِي.

بعد طرقتين سمعتُ صوته يطلب منّي أن أدخل جاعلاً الباب يُفتح دُون صوت تقريبًا، كان يقِف أمام سرير من الكريستال الفضّي فوقه جثّة مُسجّاة، جثّة الشاب سامر التِي أضحت شاحبة للغاية بشكل يعكِس مقدار البرودة التي تسكُنها الآن، برودة الموت.
عندما رآني أدخُل اِرتسمت علىٰ محيَاه اِبتسامة جانبيّة صغِيرة ثمّ مرّر يده علىٰ القارئ اللوحي فتغيّر لون بقعة ضوء صغِيرة في طرف السرير من الأحمر إلىٰ الأزرق الفاتِح وخرج من جانبيّ السرير لوحان مقوّسان صنعا قبّة زجاجيّة فوق السرير، ثمّ تسربت من حوافّه غازات الغرض منها الإبقاء علىٰ الجثث في حالتها الأصليّة.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 03, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

 Atramental | أَتْرَامِينْتَالْWhere stories live. Discover now