☦︎︎33☦︎︎

2K 83 12
                                    

الآن.. و في هذا الصباح الجميل .. و تحت أشعة هذه الشمس الجديدة ، أشعر بأنني شخص آخر .. رجل ولد من جديد...
ابتداء من هذا اليوم، دخلت عالما جديدا.. و ودعت عالمي الماضي .. للأبد
أنا اليوم ، .. المزارع البسيط الذي يعمل مع خطيبته و عائلتها في مزرعة صغيرة .. في مدينة بعيدة عن مدينته و أصله و أهله ..
الحياة الماضية قد انتهت ، لا تاي و لا حب و لا جنون.. لا ألم و لا عذاب و لا معاناة.. و لا حرب...
الذكرى الحزينة أجبرته على مغادرة رأسي ،، فأنا لا أريد لدمعة واحدة أن تسيل من عيني على ما فات.. و لأعش حياتي الجديدة
تخرج خطيبتي من المنزل.. مقبلة نحوي ، تحمل صينية تحوي طعاما...
كنت أقف في الساحة أتنفس الصعداء و أشم رائحة الزهور الفواحة ...
إنه مكان يستحق أن يضحي المرء بأي شيء من أجل العيش فيه ...
" صباح الخير .. جونغكوك "
تبتسم لي و يتورد خداها خجلا.. فيجعلها كلوحة طبيعية بديعة من صنع الإله..
أدقق النظر إليها .. فاكتشف أنها آية في الجمال.. جمال لم ألحظه مسبقا و لم أكن لأعره اهتماما ..
ملونة مثل الزهور.. و خصلات شعرها الذهبي تتراقص مع تيارات الهواء.. لامعة مثل أشعة الشمس..
أحقا ..هذه الحسناء هي زوجة مستقبلي ؟
تقبل إلي و تقول :
" أعددت فطورا خاصا بنا "
ابتسم ، و أقول :
" شكرا .. "
ثم نجلس على المفروش في الساحة، و ننعم بفطور شهي لذيذ.. فمخطوبتي هذه ماهرة جدا في الطهو !
ميزة أخرى تجعلني أشعر بالزهو ...
إضافة إلى كونها طيبة القلب مثل والديها و خالها..
لقد لعبت الأقدار دورها الدرامي معي.. و حين ألقت بي في السجن لثمان سنين ، عرّفتني على رجل عظيم، أصبحت في نهاية المطاف
زوجا لابنته !
أكثر ما شدّني في الأمر ، هو أنها اعترفت لي البارحة بإعجابها بي !
برغم كل عيوبي و مساوئي، و رغم جهلها بالكثير عن ماضي و أصلي .. إلا أنها ببساطة قالت :
" أنا معجبة بك ! "
اعتقد أن لهذه الجملة تأثيرها الخاص ... و خصوصا على رجل يسمعها للمرة الأولى في حياته من لسان فتاة !
تحدّثنا عن أمور كثيرة... فوجدتها حلوة المعشر و راقية الأسلوب، و اكتشفت أنها أنهت دراستها الثانوية و درست في أحد المعاهد المحلية أيضا ...
قلت :
" كان حلمي أن أدرس في الجامعة ! "
" أي مجال ؟؟ "
" الإدارة و الاقتصاد ، كنت أطمح لامتهان إدارة الأعمال .. تخيّلت نفسي رجل أعمال مرموق ! "
و ضحكت ُ بسخرية من نفسي ...
قالت :
" و هل تخلّيت عن هذا الحلم ؟؟ "
قلت بأسف :
" بل هو من تخلّى عنّي .. "
ابتسمت و قالت :
" إذن فطارده ! و أثبت له جدارتك ! "
" كيف ؟؟ "
قالت :
" لم لا تلتحق بمعهد إداري محلي ؟ أتعرف.. زوج السيدة التي كانت معنا البارحة يدير أحد المعاهد و قد ييسر أمورك بتوصية من أمي ! "
بدت لكي فكرة وهمية ... كالبخار.. إلا تحدثت بجد أكبر و جعلتني انظر للفكرة بعين الاعتبار.. و أنميها في رأسي...
~ ~ ~ ~ ~
أتتني هانا و أنا لا أزال على سريري و قالت :
" أحضر جيمين الفطور... ألن تشاركنا ؟؟ "
لم أجب عليها، فانسحبت من الغرفة..
بعد قليل ، طرق الباب مجددا و دخل جيمين هذه المرة ، و أغلق الباب من بعده ..
أقبل نحوي حتى صار جواري مباشرة ، و قال
بصوت حنون أجش :
" تاي ... هل ستبقى حبيس الغرفة هكذا ؟؟ "
و لم أجبه ...
جلس جيمين على السرير و مد يده نحو رأسي، و أخذ يمسح على شعري بحنان...
" تاي .. "
لكنني لم أتفاعل معه ..
أدار وجهي نحو وجهه و أجبرني على النظر إليه ...
نظراتنا كانت عميقة ذات معنى ...
" تاي .. أنا أتعذب برؤيتك هكذا ... أرجوك .. كفى "
و لم أجب ..
قال :
" أ تحبه لهذا الحد ؟؟ "
لما سمعت جملته هذه لم أتمالك نفسي.. و بدأت بالبكاء ...
جيمين أخذ يمسح الدموع الفائضة من محجري... بلطف و عطف .. ثم قال :
" أنا .. لا أرضى عليك بالحزن .. لا أقبل أن أكون سبب تعاسة أحب مخلوق إلى قلبي ... "
اعترى نظراتي الآن بعض الاهتمام ..
تابع هو حديثه :
" تاي .. سوف .. اتصل به الآن ، و اطلب منه الحضور .. لأخذك معه "
ذهلت ، و فتحت جفوني لأقصى حد .. غير مصدقة لما التقطته أذناي ...
قال :
" لا تقلقي.. فأنا لن أجبرك على الزواج .. و بمجرد عودة والدي ّ .. سأطلق سراحك ... "
شهقت ...
نطقت :
" جيمين .. !! "
جيمين ابتسم ابتسامة واهنة حزينة .. ثم قرب رأسي من شفتيه، و قبّل جبيني قبلة دافئة طويلة ...
بعد ذلك قال :
" سأتصل به في الحال..، هيا.. فهانا تنتظرك على المائدة .. "
و قام و غادر الغرفة ...

YOU ARE MINWhere stories live. Discover now