☦︎︎34☦︎︎

1.7K 73 16
                                    

بعد سيل الضربات القوية التي وجهتها إلى صدر جونغكوك ، بانفعال و ثورة.. بغضب و غيظ و قهر.. شعرت بألم في يدي ّ كان هو ما جعلني أوقف ذلك السيل...
رفعت رأسي إليه، فرأيته ينظر إلي بجمود .. لم تهزه ضرباتي و لم توجعه! من أي نوع من الحجر أنت مخلوق؟؟ من أي نوع من المعادن صدرك مصنوع؟؟ ألا تشعر بي؟؟
عيناي كانتا مغرورقتين بالعبرات الحارقة.. تمنيت لو يمسحها.. تمنيت لو يضمني إلى صدره..
تمنيت.. لو أصحو من النوم ، فأكتشف أن سيلا (خطيبة جونغكوك ) هي مجرد حلم.. وهم .. لا وجود له.. و كم كانت أمان ٍ مستحيلة التحقق...
كان جونغكوك ينظر إلي بعمق، كانت نظراته تنم عن الحزن.. و الاستسلام... فهو لم يقاومني و لا يبعدني.. بل تركني في ثورة غضبي أفرغ على صدره دون إدراك.. كل ما كتمته من غيظ مذ علمت بنبأ ارتباطه...
ابتعدت عنه، التفت إلى جيمين، ثم إلى سيلا ، ثم إلى جونغكوك مجددا... ثم ركضت داخلة غرفتي و صافع الباب بقوة...
لم أسمح لجيمين بالدخول عندما أراد ذلك بعد قليل، و بقيت أبكي لساعات...
في اليوم التالي، عندما خرجت من غرفتي قاصد المطبخ، لمحت غرفة هانا سابقا ، الدخيلة حاليا مفتوحة الباب...
اقتربت منها بحذر .. و ألقيت نظرة شاملة عليها كانت خالية من أي أحد ..
أسرعت نحو غرفة جونغكوك.... فوجدتها الأخرى مفتوحة و لا وجود لأي شيء يشير إلى أن جونغكوك لم يرحل...
ركضت بسرعة نحو الصالة، رأيت جيمين يجلس هناك شاردا .. حين رآني ، ابتسم و وقف و ألقى علي تحية الصباح ..
قلت بسرعة :
" أين جونغكوك ؟؟ "
ألقى علي جيمين نظرة متألمة ثم قال :
" رحل "
صعقت ... هتفت :
" رحل ؟؟ متى ؟؟ "
قال :
" قبل قليل.. "
مستحيل ! لا ... غير ممكن ...
صرخت :
" لماذا تركته يرحل ؟؟ "
نظر إلي جيمين بحيرة ..صرخت مجددا :
" لماذا تركته يرحل ؟؟ "
قال جيمين مستاء ً :
" و هل كنت تتوقعين مني أن أربطه إلى المقعد حتى لا يذهب ؟ أخذ خطيبته و و أغراضهما و ولا خارجين دون سلام "
صرخت :
" كان يجب أن تمنعه ! الحق به.. دعه يعود .. أعده إلي حالا "
جيمين هتف بعصبية :
" لا تثير جنوني يا تاي ... ماذا تريد به ؟ لقد تزوّج من أخرى و قضي الأمر "
صرخت بقوة :
" لا "
" تاي ! "
" لن أصدّق.. إنكم تكذبون ... كلكم تكذبون.. جونغكوك لم يرتبط بأحد.. جونغكوك لم يدخل السجن.. جونغكوك لم يقتل أحدا.. جونغكوك لن يتخلّى عني...لن يبتعد عني.. أعده إلي.. أعده إلي..أعده إلي.. "
و انهرت باكية..حسرة على جونغكوك قلبي
و على هذه الحال بقيت أياما... اشتد علي المرض و السقم.. و تدهورت حالتي النفسية كثيرا..كما ساءت حالة جيمين و أصبح عصبيا جدا..و اصبحنا نتشاجر كل يوم..و الحال بيننا لا تطاق..
ما زاد الأمر سوءا هو أننا كلما اتصلنا بوالدي ّ وجدنا الهاتف مغلقا، و عندما اتصلنا بالفندق الذي كانا ينزلان به أُبلغنا بأنهما قد غادراه...
انقطعت أخبارهما عنا عدة أيام و حلّ التوتر الفظيع علينا و امتزجت المشاكل و المخاوف و المشاجرات مع بعضها البعض، و تحوّلت حياتنا أنا و جيمين إلى جحيم... و جحيمنا صار يتفاقم و يتضاعف يوما بعد يوم، إلى أن طغى الطوفان المدمّر و حلّت الصاعقة الكبرى...أخيرا...

YOU ARE MINWhere stories live. Discover now