بعد كل مِحــــنة مِنـــــحة
_______
يوجد شعور مذل في كون المرء مريضاً ومتعباً. قد لا يكون هذا الشعور حقيقياً للجميع .. لكن هذا ما يحس به جونغداي.
يكره أن يُقعده المرض أو أن يتحكم بقراره في لحظة ما، في يوم ما من حياته.
أن يكون جونغداي الإنسان، الرجل، الصديق، الأب، جونغداي بكل تجسّداته العاطفية الفاعلة فيما حولها .. أن يكون منصاعاً لعطب أو ضرر في الإناء الآدمي الذي يحوي روحه؟
هذه مذلّة!
وإهدار للعطاء الذي يستطيع منحه.
المرض قيد، الضعف قيد، والحاجة لمساعدة الآخرين قيد، وهو رجل حرّ يكره القيود.
أن يباغته الوهن فتضعف عزيمته ويُضطر لسؤال شخص لا يحس بألمه، أن يرغب في عطف قلوب عمياء .. مهانة!
التحنّن المُصطنع الذي يمثّله البعض بواجب اللباقة مقزز ومُنفر ويشعره بنقيصة لا يحتملها فيتهرب منها ويسعى لإخفاء ألمه قدر ما يتحمّل.
أصحابه المقربون يعرفون طبعه فيتظاهرون بأنهم لا يرون ولا يلّحون عليه فيما يكره.
وهو حصّن نفسه
من الآفات، نزلات البرد، العدوى، نقص المناعة .. جونغداي يتحصّن ضد كل مرض يجلبه الإهمال البشريّ
لكن ما العمل ووجعه من خارج كل الحدود المعهودة؟
ليس ميكروباً فيطرده، ليس عضواً واحداً فيبتره، ليس جرحاً فيغلقه.
الآن، في هذه الساعة المتأخرة على الدرج .. صار رأسه يزن وزن حجر ضخم، ولم يعد يستطيع حمله،
كبّل الإعياء حركته،
تلكأ في الصعود، وفجأة نظرت الآنسة سونغوان نحوه
فأغلق جفنيه بكف يده يواري ما قد تعكسه عيناه من إعتلال يُثير الشفقة.
"أنت متعب" سألت، بمقدار من الرأفة لا يظهرها الناس عادةً سوى أمام شخص يحتضر.
والغريب أنه لم يكره تواجدها بينما هو في الحال التي هو عليها، هل ربما .. لأنها رأته في حال أسوأ؟
لأنها رفيقة بطبعها؟
أم لأنها سونغوان وحسب؟
"أنا" استجر صوته من حنجرته الجافة .. "بحاجة لفنجان قهوة إن أمكن، وأظنني غير قادر على إعدادها بنفسي، أو حتى الوصول لأعلى .. أنا أعني ما أقول" قهوة وحسب، تمنى في نفسه ألّا تسأله عن السبب.
"قهوة؟" تكلمت وسط سكون وفراغ البناء، من أعلى الدرجات متوجهة بكلامها إلى الشاحط السفلي حيث جونغداي.
تردد صدى صوتها خفيفاً بارداً.
كانت سونغوان قد وصلت أعلى الدرج، ووقفت أمام باب بيتها وبقي جونغداي في الأسفل يسند جسده إلى الحائط الأقرب إليه. تذكر كلام الطبيب .."أي منبه يفي بالغرض، القهوة جيدة" رده خرج جافاً خشناً.
ВЫ ЧИТАЕТЕ
EXO || Kim Jongdae أنين القمر
Fanfictionالنوع : #رومانسية #واقعية #حب بطيء شخص مثله، ما كان يجب عليه أن يتزوج أو ينجب. شخص مثله، لا يناسبه العيش وسط شبكة معقدة من العلاقات. شخص مثله، لا تلائمه السعادة الرتيبة، المعتادة. وربما لا تلائمه السعادة مطلقاً.
