الفصل الرابع

3.8K 150 1
                                    

*******

الفصل الرابع:

فتحت راجية باب شقتها ثم شهقت بارتياع وهي تري عمار يحمل جويرية الفاقدة لوعيها..... فهتفت
_ماذا حدث يا عمار؟!
هتف عمار بخشونته المعتادة:
_أخفضي صوتك يا أمي.
تنحت راجية عن طريقه فسار بها إلي غرفته ليضعها علي سريره برفق...
لحقته راجية بسرعة وهي تقول بقلق:
_أخبرني يا بني ما الموضوع؟!!!
جلس عمار علي طرف فراشه وهو يقول بتوتر:
_لقد وجدتها فاقدة للوعي في غرفة المدخل الصغيرة...لقد استدعيت لها طبيباً لكنني لا أريد أن تراها العمة فريدة...إنها تكاد تموت حزناً علي آسيا ولا تنقصها صدمة جديدة...دعيها هنا حتي يأتي الطبيب ونطمئن عليها...

أومأت راجية برأسها في تفهم وهي تقول:
_عين العقل يابني...فريدة لن تحتمل رؤيتها هكذا...
قالتها وهي تتقدم نحو جويرية التي كان وجهها شاحباً كالموتي...
سالت الدموع من عينيها غزيرة وهي تهتف:
_حبيبتي يا بنتي!!

ابتلع عمار غصته وهو يقاوم فيض مشاعره...
إلي الآن هو لم يتمالك رعبه منذ رآها تسقط فاقدة للوعي بين ذراعيه...
لم يصدق أنه يحبها إلي هذه الدرجة إلا عندما وجد نفسه لحظتها يتمني لو يفتدي حزنها بعمره كله...
ربما تعانده طبيعته الجافة...
وقلة خبرته مع النساء...
وخشونة ألفاظه التي لا يقصدها...
لكنه يتمني لو تشعر يوماً بما في قلبه نحوها!!!

قطعت راجية أفكاره وهي تهتف في لهفة:
_لن أنتظر الطبيب سأحضر لها كوب ماء بالسكر ...

تركته مسرعة ذاهبة للمطبخ فيما تأمل هو ملامحها الشاحبة بقلق يمتزج بالترقب...
ثم تلفت حوله في دهشة...
لا يصدق أن جوري...حبيبة قلبه التي طالما كانت ملكة أحلامه هنا معه في غرفته علي سريره...
حتي لو رحلت بعدما تفيق...
سيظل عطرها عالقاً علي وسادته يحمل له بعضاً منها...!!!!

أخذ نفساً عميقاً وهو يقول لنفسه...
الصبر يا عمار ...
الصبر...
سنضطر للانتظار لكثير من الوقت حتي تفيق العائلة كلها من صدمة آسيا...
بعدها ستكون جوري لي...
طوال العمر!!!!

زفر بقوة وهو،يتذكر آسيا...
رغم ما يعلنه دوماً عن حنقه علي تلك الطائشة...
لكنه في نفسه حزن كثيراً لموتها بهذه الطريقة...!!!
لازال لا يصدق أنه لن يراها بعد الآن...
لقد تربت معه وكبرت أمامه يوماً بعد يوم...
حتي لو كانت أخطأت بفعلتها المشينة ليلة زفاف ياسين..
ورغم أنه كان حانقاً عليها بشدة خاصة بعد هروبها...
لكنه يتمزق وهو عاجز عن تخيل العذاب الذي واجهته قبل أن تلقي هذه الميتة البشعة...
كان الله في عون العمة فريدة وبنتيها...!!!

عاد ينظر لجويرية المغشي عليها بشفقة حانية...
مد أنامله برفق ليتحسس وجنتها التي لازال يذكر ملمسها...
لكنه تذكر همسها الراجي يومها...
_لا تلمسني يا عمار!!

قبض أنامله بقوة وابتعد بها عنها وهو يهمس في نفسه...
ليس بعد يا عمار...
ليس بعد...!!

دخلت راجية بالكوب في يدها عندما رن جرس الباب فانتفضت بهلع ...
قام عمار يهتف بسرعة:
_لا تخافي ...لعله الطبيب...
توجه عمار يفتح الباب بسرعة...
ليطالعه وجه الطبيب الشاب المبتسم:
_مرحباً...أنا دكتور زياد...أين المريضة؟!
========================================================================
استيقظت من نومها وابتسامة سعيدة تشق طريقها إلي شفتيها...
لقد كانت تحلم به...
حمزة ...!!
الرجل الغريب الذي دخل حياتها فجأة ليقلبها لها رأساً علي عقب...
غريب؟!!!
لا لا...
إنها لا تشعر به غريباً علي الإطلاق...
علي العكس...
هي تشعر وكأنها تعرفه منذ سنوات طويلة...
ضحكته الصافية تشعر نحوها بالألفة وكأنها تحتضن جفاف روحها لتمنحها السكينة بسخاء!!!
رغم ما يبدو،بينهما من اختلافات في الفكر...
ورغم البون الشاسع بين عالميهما...
لكنها تشعر بشئ يجذبها نحو عالمه...
لعلها الرغبة في المغامرة...؟!!!
حب الاستكشاف؟!!!
لا تدري...
لكنها تحب وجوده وصحبته والاستماع لأوامره الحنون التي يلقيها عليها بمرح فتجد نفسها منصاعة له كالمسحورة!!!!

جارية في ثياب ملكيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن