الفَصلُ الرَابِع والعِشرُون: مُختلٌ عَقليًا

137 31 6
                                    


أستيقَظت إيڤا باكرًا بِتَعب فهى قَد مَضت النهار بأكمله أمس بِرفقة يونهو و أصدِقائها فى موقع التَصوير و بعدما أنتهى ذهبوا لِلتجول سويًا.

أرتدت زيها المَدرسى بِكسل لتتفاجئ بِـ باب غُرفتها يُفتح فجأه و لحُسن الحظ أنها كانت أنتهت من ارتداء ملابسها.

نظرت جهه الباب لتجد والدها هو مَن يَقف امامِها و خلفه والدتها التى هى قَلِقه للغاية.

« صباح الخَير أبى »

ذلك ما صَدر مِنها بِخمول لتشعر بِالتوتر يَتجول حَول الغَرفة أكثر.

« أين كُنتِ أمس؟ »

سأل بِجمود لتتوجه بِخطواتِها نحو حَقيبه ظَهرها.

« كُنت بِموقع التَصوير الموجود بِـ أولسان بِرفقة أصدقائى »

تحدثت و هى تَرتدى حَقيبتها و تَتعمد ألا تَنظر بِوجهه.

« دون أخباري؟ »

سأل بِجمود مُجددًا لتنظر إيڤا جهه ساعة الحائط و التى تُشير بأنها إذا أنتظرت دقيقه أخرى ستتأخر على الحافلة.

« أخبرتُ أمى بالفعل لأنك لم تَكُن بالمنزل و الأن عُذرًا سأفوت حافلة المُد.. »

« عندما أتحدث معكِ تَقفين بأدب و تَستمعين لِحديثى »

قاطعها والدها بِصُراخ عالى و هو يَنتشل الحَقيبة مِن ظهرها و قام بألقائها مِن شُرفة غُرفتها!

نَظرت نحو الشُرفة بِذَعر مِما حدث للتو ، لقد ألقي بِحقيبتها التي تحتوي علي كُتبها و أقلامها و كُل شئ يَخُص المَدرسة و الدراسة ، لقد ألقي بِمُستقبلها!

« لا يوجد مَدرسة و لن تَذهبِ خارج المَنزل بَعد الأن أتفهمين! »

أمَر والدها بِصرامة و هو يُلاحظ أضطراب تَنفُسها و إدماع عينيها.

« كيف لا يوجد مَدرسة! هذا مُستقبلى يا أبى! »

تحدثت بِنبرة عالية قليلاً و دموعها لا تتوقف عن السقوط لتُحاول والدتها التَدخُل.

و لكن فورما تَخطت عَتبة باب غُرفتها أخرجها السيد چيون و أغلق الباب بِصرامة بِرجله.

« هل تَقومين بِالصراخ بوجهى؟ هل رَفعتِ صوتكِ عليَّ للتو!! »

تحدث بِنبرة هادئة للغاية ، هي تَعلم تِلك النبرة جيدًا و ما يَحدُث بعدها.

و لكن والدتها لم تَسمح بحدوث شئ و أقتحمت الغُرفة مُجددًا.

« أياك ولمسها! هي أخبرتنى بأن أُعلمكَ بالأمر و انا مَن نَسِيت لذا اياك ومُعاقبتها على شئ لم تَفعله! »

صرخت والدتها بِنبرة عالية لتزداد ضربات قَلب إيڤا.

هى لا تَتحمل الصُراخ و الأصوات العالية مِنهما.

نظر السيد چيون نحو والدتها ليضحك بِسُخرية.

« حسنًا إذًا ، لكنها لازالت لن تَخرُج من المنزل »

القي بأخر كلماتهِ ليهُم خارج الغُرفة و المَنزل بأكمله.

جَريت إيڤا بِسرعة لِشُرفة المَنزل لِتُصدَم بِشدة عندما لم تَجد حَقيبتها أينما القاها ، أيُعقل أنه أخذ الحقيبة ليتخلص منها؟

جَلست إيڤا فوق أرضية الغُرفة تَبكى بِحُرقة علي مُستقبلها الذى قام والدها بِتدميره للتو.

للمرة المليون ، هى لن تَكره أحد مِثلما تَكرهُه.

خَرجت والدتها مِن الغُرفة تاركة الصَغيرة تَبكي بِمُفردها ، هي لا تتحمل رؤيتها تَبكي لذا دائمًا ما تبتعد.

_____

« ألم تَأتى إيڤا؟ »

سألت كاث ذلك الجالس شاردًا بِأرضية حَديقة المَدرسة حيثُ مكان ما يَجتمعون دائمًا ليومئ لها بالنفى.

« إذًا كَيف حَقيبتها مَعك؟ »

سأل سأن بعدم فهم ليَنظُر الأخر إلى حَقيبتها المُلونة بالعديد مِن الألوان المُبهجة.

هو وجدها مَلقيه أسفل شُرفتها عِند خروجه مِن الحى و عندما ذهب لأخذها سَمع كُل شئ.

نظرًا لِمَ سَمعه أستوعب لِما كانت حَزينة عندما حادثتها والدتها تِلك الليلة و أخبرتها عن مجئ والدها ، هى ليست على وفاق معه.

تنهد يونهو بِحُزن رافعًا رأسه جهه السماء ، هو الأن يَشعُر بالندم الشَديد لِـ أصراره على مجئ إيڤا معه ، لقد جَعل يومها كَئيبًا و فى المُقابل جعلت هى يومه فى غاية السعادة.

ذلك ليس عدلاً البته!

عليهِ أن يُغير الوضع ، كما هى تَجعله سعيدًا كلما رأها عليهِ أيضًا بأن يجعلها تَشعُر بالمثل.

الأصدقاء لا يَتركون أصدقائهم فى تلك الظروف دون مُساعدتهم ، لذا هو و بدون تفكير كَثير جَمع الرفاق ليُخبرهم بالأمر.

هو لَم يَحكى بِغيه إفضاح أمرِها و ما الى ذلك ، بل حَكى بِغيه مُساعده صَديقته المُقربة.

و عند أنتهاء فتره الأستراحة كان الجميع على عِلم بما يتوجب عليهم فِعله.


T U R B U L E N C EWhere stories live. Discover now