3

184 28 3
                                    

أقفُ أمامَ منزلِ خالتي مُترددًا مِن طرقِ البَاب، بِجدية لم أَرها مُذ أُصِبتُ بذلِك الحَادث.

لقد كَانت لطيفةً معي، أو يجدرُ بي القول أنها الشخصُ الوحيد الذي كُنت اليه ألجأ.

في الحَقيقة، الحَادثة بشكلٍ أوضَح لم تَكُن المُسبب الوَحيد لنفورِ أقراني عَني.

لم أفهمِ السببَ جيدًا لكنهُ كَان يتمحورُ عن كَوني انطوائيًا وأسبابٍ آُخرى كما سَمِعت.

يبدوا أنني لم أَقتنع يومًا بهذا العُذر، لذا وضعتُ وضعي الحَالي كَسبب، لم يكُن ذلِك ليغيرَ الأمُور، لقد كُنت أقُدم لذاتي تَفسيرًا فحسب، أردتُ شيئًا لأضع عَليه اللومَ غيرَ نفسي.

لقد كُنت خائِفًا، كُنتُ أفكر، ماذا لو أنها تَخلت عَني أيضًا؟، بل ماذا لو أنَها لم تُحبني يومًا وكانت تُجاريني فَحسب.

أعتقدُ أنها تمتلكُ سببًا مُقنعًا للتخَلي عَني الآن، رغم أنني أتوقعُ هذا وأؤمنُ به، الا أنني أُحاولُ بأملٍ يائس أن ما أُفكر فيه مُجرد تحليلاتٍ حمقاء مِن عَقلي الباطِنيّ.

«بُومقيو طِفلي، لا أُصدق لقد اشتقتُ لكَ حقًا»، نبرتُها كَانت صادِقةً حَقًا.

مِن دونِ شعورٍ قد رأيتُ ذاتي أذرفُ دموعًا، أن تَكونَ مُهمًا لأحدِهم؟، أن يكترثَ ولو قَليلًا؟، هل الأصدِقاءُ يشعرُون بهذا الشُعور أيضًا؟.

استغربُ البشرَ الذين يمتلكُون أسُرة وأصدقاء جَيدين ولكِنهم لا يزالونَ يتمنونَ الأَكثر.

هَل أنا الغَريبُ هُنا أم هُم، أؤمِن أن الشَخص لا يشعرُ بقيمةِ الشيء الا عِندما يفقده، اذًا لم ينتظرون لحظةَ الندم؟.

أليسَ غباءً؟، أن تملك أصدقاءً يحبونك، يسألون عَنك، يهتمون لرأيكَ ومشاعرك وتكون مِن أولوياتِهم في حين أن كُل ما تفعلهُ هو هَدمهم وتدميرهم؟.

أن يتركك الكَثيرين ليسَ شرطًا أنهم سيئون لربُما أنت السيءُ هُنا، ومن يدري لرُبما أنا السيءُ في قصتي ومُهمشٌ في قصصِ الآخرين.


السابِع مِن يوليو للعام 2018.

تَلاشي.Where stories live. Discover now