إقتباس العودة

896 57 24
                                    

ولج إلى المرحاض وغسل وجهه ويداه تلطم وجهه بقوة ڪأنه يعاقب نفسه على ڪل ما فعل، أمسك بحافة الحوض ونظر للمرآة بأنفاسٍ تتسارع ڪأنه وقف بعد ركضٍ لمدةٍ طويلةٍ بأسرع ما لديه، هي الوحيدة التي أطمأنت فِى حضوره بل لم تڪون تشعر بالأمان إلا إذا ڪان إلى جوارها، هذا ما قالت له ذات ليلة

لڪنه ماذا فعل؟ بعد أن صارحته بحبها وضحت بحياتها لأجله، ماذا فعل لها؟ لم يحميها ڪما گان يجب أن يفعل، لم يحميها من الأذى ولم يحميها من الموت

شاهدها تموت ولم يحرك ساقاه اللعينتان ليمنعها، لم يفعل لها شيء، أي شيء، لم يڪن بذلك القدر الڪافي من الشجاعة ليساعدها، لم يڪن جيداً ولا يستحق ذلك الحب الذي وهبته إياه فأخذ حياتها ثمنًا له

ضم قبضته ولكم المرآة بقوة وزمجر فِى حزن يحرق فؤاده لثلاث سنوات مضت، لا يهتم ليده التي نزفت بشدة وتداخلت بعض الشظايا بها، لا يهتم، حقاً لا شيء سيؤلمه أكثر فقد أحترق قلبه

ڪانت قد استيقظت منذ بضع دقائق ولم تراه فِى الغرفة فابتسمت ظنًا منها أنه غادر گليلة أمس، لڪنها تفاجأت بصوت شيء ما ينكسر فِى المرحاض فأنتفض جسدها وصدر منها صرخة مڪتومة منعتها بكفيها الاثنان معًا

رغم ضعف صوتها والذي گان من المستحيل أن يصل إليه لڪنها گانت تخشاه حد الخوف من أقل شيء قد يصدر منها عمداً أو بدون قصد

خرج وعيناه تنظر للأرض ولا يرى ما أمامه فهو الأن لا يرى إلا "شهد" وهي تلقي بنفسها من فوق بناية المستشفى بعد أن أخبرته ڪم أحبته فِى دموع غطت وجهها منذ أن نزعت عنه الضمادات

شهقت "مليكة" لرؤية الدماء على ڪفه فأعادها رؤية الدماء لـذكرى "فريد" وهو جثة هامدة وسط بقعة من دماءه تتسع شيئاً فشيئاً ڪلما مر الوقت أڪثر

همست بـ لا عدة مرات قبل أن تبدأ فِى الصراخ بهستيريا ولطم وجهها بعنف فأعاده صراخها للواقع وتألم لرؤيتها تعاني بهذا الشڪل

لقد قتل الڪثير، فتيانًا ورجالاً وحتى كهولاً، لڪنه لم يرى حزن أحباءهم لفقدهم، لقد تسبب بالألم للڪثير من الناس ويستحق ذلك الحزن الذي يحرق قلبه لأعوام..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إقتباس تشوقي من الفصل الخامس.. لا تنسوا الڤوت وقولولي توقعاتكم للفصل الخامس؟

تابعوا الحساب ليصلكم إشعار بنزول الفصل الخامس amarle_s

أشد من الوتد || آمـارلـسWhere stories live. Discover now