49

6.7K 113 48
                                    

‎وقت خرج ما لمح طيّفها هالمرة على أطراف الشبّاك
‎فتبّسم بسخرية وأرسل لها رسالة مكونة من كلمتين وبس ، كلمتين نقيّض شعوره تماماً " دربّك خضر "
‎وأخذ يتنهد وهو يسحب شماغه ويرميه على مقعد الراكب وهو يغمض عيونه بخفوت ويناظر لباب بيتهم : الليلة هذي إنتهت الرواية الي إبتدت لأجل غيرك يا ضرار ؟
‎بعد لحظات بسيطة فتح عيونه وأخذ يثبت كفوفه على الدريسكون وهو يمشي عن البيت ويتنهد بضيق : وأنت متى بتبدأ روايتك؟ متى بتعيّش بكتاب تنتمي له ، لمتى بتعيّش حياة شخص غيرك لمتتتتتى؟
‎تأفف بعصبية وهو يكمل طريقه للمطار بشعور مُضطرب تماماً وضيق عنيّف ، لإنه كان يحس نفسه مثل المظلة الي متشبثيّين فيها بقوة بوسط المطر ولما وصلو لسقف الأمان إنرمت تحت الأقدام ، جاهل تماماً عن شعورها هاللحظة
‎جاهب طيّفها الي ماغادر من خلف الستار ؛ ولكنها توارت عن أنظاره هو
‎جاهل عن دموعها الي تفّجرت بمحاجر عيونها بهالليالي الي ماعدت عليها بسهولة ، جاهل إن ردّه على رسالتها زلزل كيانه وقهرها فوق قهرها منه! أكدّ لها أكثر وأكثر إنها حمّل على قلبه عجز يشيله بيوم من الأيام
‎من ركب السيّارة تسللت بجسدها لأطراف الشبَاك وأخذت تسترق النظر له بدموع تغطي أهدابها ، كانت تدري إنه كان مثل شجرة متورط بوقوفه وكانت تدري إنه كل رغبته يستريّح من عناء هالوقوف
‎كانت تدري لأجل كذا كان قطع الوصّل منها ، لإنها موقنة إن شخص مثل ضرار بيكمّل هالعلاقة لو على حساب باقي أيام عمره لإنه كان يخاف"يخاف من كسَرة الخاطر ، يخاف يكون ندَبة بقلب أحد" لأجل كذا كان يضحي دائماً
‎قلبّها مسكين بس عقلها أقوى كانت مترددة مابيّن عادي بيحبني مع الأيام ومابيّن قلب عايف تنتظرين وصله؟ مترددة لأسباب متعددة
‎على كثر ماكانت تبي وصله إلا إنها هاللحظة ماعادت تبيه ..
‎ماكانت تبي تعيّيش مع شخص يعتبرها مثل واجب وفرض منزلي بكل مرة يؤدي هالفرض تبّان الضيقة وعدم الحب بعيونه ، ماكانت تبي تكون مثل مادة بغيّضة يدرسها ويخوض بدروبها لإنه كان مجبور لإنه كان يخاف من الرسوب في باقي المرحلة يصحى كل صبح بكرهه عميق على صوت المنبة لأجل يدرسها يتأفف بكل مرة يطري طاريها ، تبي تكون مثل مادة يحبَها حيل يصحى كل صبّح من لمايشع النور وهو يضحك ومبتسم لإنه راح يتعلمها ويعيش يوم جديد معها ، مثل مادة لافتّح صفحاتها يلاقي بكل صفحة ضحكة متخبيّة لباقي أيامه مثل مادة كلها لطف يرسمها بخطوات البّهجة يلونها بنظرات الحب مثل مادة يسمع شرحها ينعاد ملاييّن المرات ولا تصدر من قلبه غير تنهيّدة فرح بكل مرة ، مثل مادة يقدرها ومن كل قلبه وده ينجح فيها لإنه يحبها .. يحبها وبس!

‎هالحب مالقته بعيون ضرار ، برغم كل الشهور اللي قضوها سوى لأجل كذا ماكانت مستعدة تضيّع باقي أيام حياتها بمرارة ولا كانت رح ترضى تخليه يعيش هالحياة الموحشة بنظره لإنها طلبت منه بس !
‎كانت تبي تخلصه من حمله بيدينها ، تدري إنها خيَبة أمل بالنسبة له ولا تلومه
‎هي كانت سبب بنزع كرامته عن جلده بكل وحشيَة وبدون يرق لهم فؤاد ، هي كانت سبب بلياليه المُرة وماكانت بترضى تبّقى حمل على قلبه
‎ولإن حتى لو كان المقص بيدينه وكل أفكاره تجبره يقطع هالعلاقة كان بيرضى يقطع كفوف يدينه ولا يقطعها لأجل كذا كان ودها يكون قطع الوصل منها ، لأجل يعرف إنه أدى الأمانة على أكمل وجهه وإن الدرب إنتهى بالموادع الي ماعقُبها لقاء
‎لأجل يعرف إنها ماتبي تعاني وما تبي تكون سبب بمعاناته
‎ولكن مع ذلك كان لدموعها نصيّب من مشاعرها هاللحظة ، ماكانت تبكي حُبه!
‎كانت تبكي الأمان الي عاشته بسببه ، تبّكي كل اللحظات الي كان سند لها وعزوة للأيام الي نامت فيها قريرة عين بدون خوف بس لإن حسّه كان حاضر فيها ، للوقت الي عاشته ك زوجة ضرار ولو إنه بالإسم للسكون والطمأنينة والضحكة الي كان بيوم من الأيام سببّها
‎كانت تعد خيَباته بفراقه كونه كان خلال هالشهور عمُود لهالبيّت عقُب محمد ..ولكن عمُود إندق المسمّار على رأسه بدون رضا قلبه من يضمن إنه ما يطيَح ويهد البيت على قلبه ؟

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن