|1|_ذِكريـات!!

84.2K 2.4K 802
                                    

"رَجفَة مِن نوع خاص"
"الحلقة الأولى_ذِكريات"

"______"
خرجت من تلك الورشة بغضب شديد، وهيَّ تلعن "باسم"بغل شديد، و تُتمتم ببعض كلمات الإنفعال، لتجد شابان يعترضان طريقها بطريقة مزعجة مقصودة وهما يضحكان، لتحاول تخطاهم لكنهم ساروا وراءها وأصوات ضحكاتهم تتعالى مع سخريتهم بصوت مسموع، استمعت إلى أحد منهم خلفها يـدندن بـِأغنية تُشبه، أغنيـة ثـَفيقـة!!، مثلهم تمـامـًا!!

أسرعت في مشيتها وهى تُـحاول الإبتعاد عنهم بخوف ظاهر، لتجد الشاب الأول يقترب منها ويقف امامها مُتحدث بأستهزاء، مُشير على غطـاء شعـرِها"طب مش تحترمي الحجاب ده، طب حتى إحترمي أمك، او فكري في ربنا".

أبتعدت عنه بِـفزع وهى ترجع بـِظهرها لتصتدم بالثاني، وكادت أن يختل توازنها، ليمسكها من ظهرها ببسمة ساخرة متشدق"إسم الله عليكي يجميل، مالك خايفة ليه؟، ده انتِ المفروض تخافي من "باسم" مِـش مننا"

أبعدته عن ظهرها بإرتعاب حاولت عدم إظهاره، ثم تحدث بـِجراءة مصطنعة"إبعد ايدك عني ياحيوان، والله العظيم لا هروح أفضحكم في الحارة"

_هأوو أوو.
اردف بها الشاب الأول بِــتهاُزؤ وهو يتفحصها من أعلاها لأسفلها مستكمل"هتفضحينا بأيه بقا!، ده احنا اللي هنفضحك يابنتي، وهنقول إن انتِ بتسهري مع "باسم" كل يوم بعد شغلك، لاء وكمان ماشية على حل شعرك"

رغم الرعب الذي تملكها من تهديدهم هذا، إلا إنها شعرت بِـغليان بداخلها أثر حديثهم هذا عنها، لتقترب من الشاب المُتحدث وفي ثانيةٍ كانت أصابعها تقع على وجهـه تاركة أثر خلفها، لتقول بعيون حمراء مُتعلق بها الدموع:

_انت إنسان زبالة، انت مستحيل تبقا أخو "عبـد الرحـمن" المُـحترم إللي مش بيرفع عينـه على بنت، انت متعرفش إن الخوض في أعراض بنات الناس من الكبائر، ما بالك بقا إنك موقفني في وسط الشارع ووسط الليل وانا راجعة من شغلي وبتقول عليا انت وصحبك كلام محصلش، منكم لله فوضت أمري لله.

أثناء حديثها اجهشت بالبُـكاء بنبرة عالية، تشعر أنها أصبحت رخيصة للغاية بسبب حب ليس له معنى، وسبب كل ذلك هو "باسم" ليسمح لأشخاص لا تعرفهم ولا يعرفونها الحديث عنها وطعن سُمعتها وشرفها.

حك الشاب الواقف وراءها ذقنه بسخرية، ليقف أمامها متحدث"ولما انتِ شريفة اوي كدا، ليه كنتي خارجة دلوقتي من عند "باسم"وكل يوم بنشوفك معاه"

حاولت السيطرة على دموعها، لتتشدق بأسف"دي أسباب شخصية، محدش ليِه الحق إنه يعرفها، سيبني أمشي بقا"
ختمت حديثها وهي تشعر بـأنهزام يحاوطها.

ورغم إنها الآن صفعته إلا إنه شعر إنه يُـشبه "باسم"بتصرفاته الهوجاء، ليتحدث بهدوء وهو يبتعد عنها ويبعد صديقه عن طريقها:
_اتفضلي أمشي يا أنسة "ساجية".

رجفة من نوع خاص.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن