كَرَوَانٌ ؛ البِدَايَةُ.

638 60 94
                                    

فوتـ'ز و كومنتـ'ز بما أنَّها البداية 🍁.

.
.
.

الشروط:
5 vote ; 10 comment.
__________

وُضِعَت على شفتيه إبتسامةٌ ذابلةٌ بينما يراقب جروه الصغير يحاول مواساته .. هُو أحسَّ بكونهِ شفافاً في تلك اللحظةِ ، فحتى حيوانه الأليف إستشعر بؤسه !

زفر أنفاسه المتثاقلة بهدوءٍ ، الكدر يحيط به من كلِّ حدبٍ و صوبٍ ، قلبه مغلَّفٌ بالأحزان و لا يستطيع تحمُّل جمرة الفقدان بعد الآن ..

فكيف سيكون الحال لو غدا المرئُ وحيداً بعد أن كان يعيش أفضل أيَّام حياته مع من يحب ؟ .. هو كان سعيداً تملؤه الغبطة ، لكنَّ كلَّ شيءٍ ذهب بسهولةٍ .. و كأنَّه لم يكن ! ..

رفع كفَّي يديه يمعن النظر نحوهما بإنكسارٍ .. هما جافَّتان جافيتان ! .. إستغرب أمرهما فالجوُّ باردٌ هذه الليلة ؟! ، و سرعان ما أدركَ أنَّ صحراء قلبه كافيةٌ لمجابهة صقيع الريف المُوحِش ليلاً مهما بلغ عتيُّه ..

زفر للمرَّة الألف ربما ، و قرَّر الولوج لمنزله .. فلو بقي على حاله هذه أكثر لتجمَّد برداً ..

فتح باب منزله فلفحته نسمة هواءٍ دافئةٍ نتيجة الحطب الذي يتآكل في المدفأة .. نسيَ إخمادَ النار قبل خروجه

لكنَّه بطريقةٍ ما قد كان ممتناً لسهوته تلك ، فلطالما عانى من البرد القارص الذي يمنعه من النوم ليلاً ، و هو شعر أنَّ هذه الليلة ستكون هانئةً له ..

لم يمتلك القدرة على إخماد نار المدفأة فتركها على حالها ، و جلس على الأريكة الموضوعة أمامها حتى يتسنى له مراقبتها بأريحيةٍ ..

لا يدري لمَ أطال النظر للحطب المحترق .. هو على الأقلِّ وجد شيئاً يُلهي به نفسه المنكسرة .. بل هو أحسَّ بروحه المحترقة ، تماماً كذاك الحطب هناك !

ذاك الحطب كان شجرةً شامخةً في وقتٍ مضى ، و لم يتوقَّع مطلقاً أن ينتهي به الأمر محترقاً في مدفأة أحدهم ..

كذلك روح الرجل هنا ! .. كانت سعيدةً شامخةً مستمتعةً للعيش متلهفةً للحياة ، مُحاطةٌ بالرفاق و الأحبَّة .. لكنًَها الآن محترقةٌ في نيران الشوق و الشجن ..

لم يكن في تلك الغرفة ضوءٌ غير ضوء النار المتَّقدة .. ضوئها خافتٌ مريحٌ ، و الجوُّ دافئٌ ، هذا يدعوه للنوم !

نظر إلى الساعة المعلَّقة على الحائط قبالته .. إنَّها الواحدة بعد منتصف الليل ؛ وقتٌ جيِّدٌ للنوم أيضاً !

و هو كالمعتاد لم يمتلك القوَّة للنهوض لسريره .. فقرَّر إمضاء الليلة في هذه الأريكة القاسية .. لم يكن سريره مريحاً على أيَّة حالٍ لذا لم يشكِّل هذا فرقاً بالنسبة له ..

تمنى في دواخله أن يحظى بليلةٍ سعيدةٍ واحدةٍ على الأقلِّ كسائر الناس من حوله .. فقد جزم أنُّ الحزن قد أُلقِيَ عليه كتعويذةٍ ملازمةٍ له في كلِّ آنٍ و حينٍ ، تأبى تركه و شأنه !

داعب فرو جروه لدقائق يحثُّه على النوم .. حتى أغلق جفنيه مستسلماً لملامسات صاحبه بتعبٍ .. فإبتسم هذا الأخير آخر إبتسامةٍ في هذا اليوم و راح يراقب سقف منزله بعقلٍ صاخبٍ ..

كان الهدوء سيِّد المكان ، حسنا .. هذا ما يبدو عليه فقط فلبُّ الرجل كان يعجُّ بالأفكار و الخيوط المتشابكة ! ،

ظنَّ أنَّ جميع من حوله يحظون بنومٍ عميقٍ في أسرَّتهم الدافئة ! ، لكنَّه لم يكن مدركاً لتلك الفتاة اليانعة التي لمحته منذ البداية من شرفة منزلها .. و راقبته حتى ولج منزله ، و بطريقةٍ ما فهي قد إستشعرت حزنه مستغربةً أمره ..

إنَّه جديدٌ هنا ! ، و روحه تبدو كغريقٍ يصرخ طالباً النجدة قبل أن يختفي في بحر الأحزان .. هي لا تعرف عنه شيئاً لكنَّها تمنَّت لو تستطيع المساعدة

لازم الرجل عقلها و تفكيرها حتى سقطت نائمةً .. هي عزمت على زيارته غداً ..

__________

.

جزء أوَّل خفيف لطيف كوصفٍ لحالة تايهيونغ في قصتي .
ما رأيكم ؟ ، توقعاتكم للمستقبل ؟

الكروان نوعٌ من الطيور المغردة حسنة الصوت تشدو ألحاناً حزينةً ، يتميز بساقين طويلتين و الذكور منها تتفرَّد عن الإناث بلون ريشها الأصفر .

•الكروان نوعٌ من الطيور المغردة حسنة الصوت تشدو ألحاناً حزينةً ، يتميز بساقين طويلتين و الذكور منها تتفرَّد عن الإناث بلون ريشها الأصفر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.
.
.

فـَارغـَاس.

كَرَوانٌ ؛ كِيم تَايهيُونغ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن