كَرَوَانٌ ؛ الثَالِثُ.

160 32 80
                                    

فوتـ'ز و كُومنتـ'ز بين الفقرات لطفاً 🍁.

.
.
.

الشروط :
7 vote ; 15 comment.

__________

هو فجأةً شعر بالحنين للعزف ، فإندفع جسده النحيل نحو مجموعة صناديق كانت موضوعةً في إحدى زوايا المنزل ، متأكدٌ أنَّه وضَّب أدوات الموسيقى و العزف خاصته في واحدةٍ منها ..

بينما هو منهمكٌ في البحث ، فكَّر في كونه قد أمضى وقتاً جميلاً برفقة صديقه الجديد اليوم ، و بفضله فهو قد جال أنحاء القرية و إكتشف العديد من الأمور المسلِّية غير البقاء حبيس منزله و أفكاره المتضاربة .

ضحك كثيراً و أكل كثيراً .. تسكَّع كثيراً برفقته و شعر بالحياة تتسلل نحوه رويداً ، كان هذا شعوراً جميلاً .. و كان ممتناً حقاً لجاره هذا .

إستذكر كلَّ لحظات اليوم الممتعة بينما يبحث عن شيءٍ ما داخل كومة أغراضه ، و تذكَّر فجأةً أنَّ سوكجين قد ضرب له موعداً آخر يوم غدٍ للتنزه من جديدٍ ، بالنظر إليه فهو محظوظٌ لحصوله على صديقٍ متشوِّقٍ للحياة مثل جاره الوسيم .

و بالرجوع لحاله ، فهو قد وضع كلَّ أغراضه عند الإنتقال في صناديق كثيرةٍ ، و عندما خطى أولى خطواته لمنزله الجديد لم يقوَ على ترتيب كلِّ هذه الأغراض فتركها على حالها في كومةٍ واحدةٍ في إحدى زوايا غرفة المعيشة خاصته .

والآن ، هو يشعر برغبةٍ عارمةٍ في العزف ، تماماً كالأيام الخوالي .. و ها قد وجد مبتغاه أخيراً !

كمانه العزيز !! ~ ..

حمله بين يديه بإبتسامةٍ تكاد تشقُّ وجنتيه .. و بهذا فقد إنساب عليه فيضٌ من الذكريات المحمَّلة بفيضٍ آخر من المشاعر العميقة ، تسارعت نبضات قلبه .. و أحسَّ برغبته العارمة في البكاء .

لطالما كان عازفاً ماهراً محبَّاً للكمان ، تعود ذكرياته مع هذه الآلة إلى أوُّل مرَّةٍ حملها فيها عندما كان في بدايات شبابه ، تعلَّم العزف عليه منذ سنٍ مبكرٍ فكان رفيقه العزيز في كلِّ لحظات حياته .

حتى بعد زواجه ، كان يعشق نظرات خليلته المعجبة بما يعزف ، هو كان يراها كإلهامٍ له تدفعه لعزف المزيد ..

إعتاد أن يستعرض عليها مهارة عزفه كلَّ يومٍ ، و إعتاد أن يسمع منها عبارات الثناء و المديح على ما يقدِّمه من ألحان جميلةٍ .. قد تكون مجرَّد آلةٍ موسيقيةٍ عاديةٍ للبعض ؛ لكنَّها كلُّ شيءٍ بالنسبة له ، و لزوجته بالتأكيد ..

و الآن بعد أن خطفها القدر منه ، لا يسعه فعل شيءٍ عدا إسترجاع هذه الذكريات بألمٍ كبيرٍ ..

أحكم الإمساك على كمانه بين كفِّ يده و قرَّر التوَّجه للخارج ، هو أضحى يحب الجلوس على عتبة بابه الخلفي بعد غروب الشمس في منزله الجديد هذا نظراً لإعتدال الجوِّ في مثل هذا الوقت ؛ وقتٌ مثاليٌ للحزن ~

أسند كمانه على كتفه الأيسر و أغلق جفني عسليتيه مستعداً للعبث بأوتار آلته ، و بدأ عزفه الشجي الهادئ مندفعاً ..

كان عقله في هذه الأثناء يصوِّر له صورة محبوبته التي وافتها المنيَّة منذ مدَّةٍ ، فإبتسم فجأةً بين دموعه متذكراً إبتسامتها الجميلة ، و كأنَّه بهذه الطريقة يبادلها ..

إنغمس كثيراً في العزف حتى فقد شعوره بما حوله ، مشاعره الجياشة إنسابت فجأةً من محجرها فأخدت تحرِّك أطرافه و تأمره بفعل ما يفعل ..

كانت مقطوعته حزينةً هادئةً تحاكي حزنه الكبير و فراغ روحه ، فقد أفصح عمَّا بداخله من كدرٍ عن طريق العزف ، و كان يوقن أنَّ لا أحد بإمكانه قراءة ما يخالجه من أحاسيس بعد سماعه .

العزف مهربه من مساوئ الحياة ، يمنحه شعوراً رائعاً كلذَّة الصراخ بعد تلقي فواجع عديدةٍ .

معزوفته طالت و طالت معها مدَّة تساقط دموعه السيئة ، فقد زمام نفسه فبكى بهدوءٍ مغمض العين .. قرَّر أخد هدنةٍ مع الحياة ، سينفجر لو لم يحرر دموعه !

و في هذه اللحظات ، شعر بخطوات فتاةٍ ما توجَّهت للجلوس بمحاذاته على عتبة بابه .. هي فقط إنساقت نحو ما يمليه عليها قلبها .. و قصدته منصتةً لنواحه الباكي ..

__________

هل توضح ماضي تايهيونغ قليلاً ؟ ، ماهو إستنتاجكم ؟

تايهيونغ هنا ذو شخصيةٌ حساسةٍ و هو متمسكٌ بالماضي كثيراً ، هذا يفسر بكاءه المتكرر و مشاعره المفرطة ..

ماهي القصة التي سوف تدور بين تايهيونغ و تلك الفتاة في رأيكم ؟

رأيكم في البارت بشكل عام ؟ ، و بتسلسل الأحذاث لحدِّ الآن ؟

إنتظروا البارت الرابع ؛ كونوا بخيرٍ ❤.

إنتظروا البارت الرابع ؛ كونوا بخيرٍ ❤

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

.
.
.

فـَارغـَاس.

كَرَوانٌ ؛ كِيم تَايهيُونغ.Where stories live. Discover now