هي قالت ما في جعبتها من كلماتٍ فإلتفت هو نحوها يريد معرفة مقصدها .. جذبته فأوقعته في فخاخ الحذيث معها فعاد للجلوس بمحاذاتها مستحسناً طلاقة لسانها ، و قرَّر مجاراتها .
« إنكسار جناحي لن يُدَاوَى ببضعة كلماتٍ .. فهل يوجد لديكِ شفاءٌ لما أحذتثه السنوات ؟ »
نطق بنبرة صوته العميقة يبدد سكون الليل ، تأملت الفتيَّة محياه البديع لوهلةٍ ، و أخفضت بصرها عنه محاولةً لملمة شتات نفسها تحيك له الجمل في رأسها .
« و كما قلت أنتَ فكلماتي لن تشفيَ إنكساركَ ، و أنتَ أدرى بهذا .. لكنِّي هنا أحاول مساعدتكَ للتخطي و لو قليلاً ، فلا فائدة تذكر من عدِّ مساوئ الدهر علينا .. إعتبرني رفيقةً و أفرغ ما في قلبكَ من حذيثٍ »
ركَّز حدقتيه العسليتين نحوها يقرأ تقلبات عينيها ، هو إستنكر منها ثقتها و إلحاحها عليه ، فأراد اللجوء للحذيث البصري .. العيون لا تكذب حتى لو كذب اللسان و قلبهما
و هي في المقابل ؟ ، واثقةٌ ! ، نظراتها ثابتةٌ نحوه تجاري سلسلة نظراته العميقة نحوها بشموخٍ ، كانت سريعةً في ملاحظة ما يبتغي ، و أدركت أنَّه يريد إرباكها بصقيع نظراته .. و لم يكن له مراده .
ما كانت هذه المعركة لتنتهي لولا سقوط أولى قطرات المطر عليهما ، فسماء تلك الليلة كانت مثقلةً بالغيوم التي تنذر بهطول غيثٍ غزيرٍ .. هذا لم يكن في الحسبان بالنسبة لكليهما .
أبقى نظراته نحوها ثاقبةً .. بينما إنسحبت هي من هذه المعركة الغريبة مستسلمةً فلا طائل لها من البقاء أكثر و يجب على أحدهما التراجع و هي من بادرت تأخد خطواتها لمنزلها بهدوءٍ .
بقي على حالته لدقائق معدوداتٍ يشغل تفكيره بأمرها ، فزفر أنفاسه بهدوءٍ مبتعداً عن المكان يتوغَّل أكثر داخل جدران منزله الدافئ .
« غريبّ أمرها ! .. آهه »
ألقى بجسده المنهك من جديدٍ على أريكة منزله القاسية ، و سمح لنفسه بذرف تلك العبرات التي كانت تخنقه ، ما كان ليحتجزها لولا هذه الشاعرة الغريبة .. !!
رفع ذراعه يغطي بها عينيه يحجب الضوء المزعج عن بصره ، بينما عقله يصوِّر له هيئتها و يعيد له المشهد الذي حذث آنفاً ، كانت تبدو مصرَّةً ! .. إيه دعنا من أمرها !!
هي لربما خسرت المعركة .. لكنَّها حتماً لن تنهزم في هذه الحرب ..
__________
أوَّل حذيث جدِّي للشاعرة التي أثارت إستغراب الكثيرين مع تايهيونغ رجل الكمان الحزين !
رأيكم في بارت اليوم ؟ ، و ما هي توقعاتكم للقادم ؟
جعلت شروط هذا البارت أقل بقليلٍ عن المعتاد حتى لا تطول مدَّة النشر و حتى لا تنسوا الأحذاث .. بالرغم من أنَّ كرواني المهيب يستحق دعماٌ أكثر
Ops! Esta imagem não segue as nossas directrizes de conteúdo. Para continuares a publicar, por favor, remova-a ou carrega uma imagem diferente.
