كَرَوَانٌ ؛ سٍرْدَابُ الذِكْرَيَاتِ ¹.

98 17 32
                                    

فوتـ'ز و كُومنتـ'ز بين الفقرات لطفاً 🍁.

.
.
.

الشروط :
5 vote ; 15 comment.

__________

وطأت قدماه خارج مبنى شركة الإلكترونيات التي يعمل بها .. و يمناه إمتدت لترخي وثاق ربطة العنق التي تشد على مجرى تنفسه ، يمشي بهدوءٍ دون وجهةٍ محددةٍ .. يريد الخلاص فقط من مكتبه المظلم و من الأعمال التي تنطوي تحت عاتقه

سرح في مخيلته بينما يستنشق رائحة الفحم المحترق من سيجارته الرفيعة التي يدخنها ، و راقب الناس يمشون حوله بكثرةٍ فأدرك أنه وصل لوسط المدينةٍ دون علمٍ منه ؛ هو مرهقٌ من التفكير أيضاً .

و أخيراً ، وجد نفسه أمام مقهى صغيرٍ يقع على قارعة شارعٍ ما لا يدري حتى متى وصل إليه .. بالتفكير في الأمر فهو لم يحتسِ فنجان قهوةٍ مرَّةٍ منذ مدةٍ ، سيكون في أمسِّ الحاجة إليها لتهدئة كيانه المضطرب .

ولج المقهى بهدوءٍ بعدما داس على سيجارته التي رافقته طيلة هذا المسار و جلس على أقرب منضدةٍ شاغرةٍ منتظراً النادل ..

و بينما هو كذلك ، جالت عيناه تلقائياً تتأمل المكان ، إنَّه هادئٌ و مريحٌ بحقٍ ! .. شعر حينها بأنَّه سيقصد هذا المقهى مراراً و تكراراً فهو يعشق الهدوء .

كان منغمساً في التفكير شارد الذهن لأبعد الحدود ، كل ما يشغل عقله حالياً هو العمل و العمل و المزيد منه .. كجسدٍ بلا روحٍ ، حتى أنَّه لم يلحظ النادلة التي ظلَّت تنادي عليه ، و إستفاق فقط عندما هزَّت كتفه بخفَّةٍ .

« أوه و أخيراً .. أهلاً بكَ في مقهانا المتواضع ، ما طلبكَ سيدي ؟ »

رفع بصره نحو محياها فإبتسمت له بإشراقٍ تحثُّه على البوح بطلبه ، كلُّ ما أراده في بادئ الأمر كان فنجان قهوةٍ مرَّةٍ .. لكنَّه وجد نفسه يطلب الكثير ~

« آه ، أبتغي فنجان قهوةٍ ، و كعك كراميل .. لا تضعي سكراً في قهوتي أحبِّذها مرَّةً لو سمحتِ »

راقبها لفترةٍ وجيزةٍ بينما تدوِّن ما طلب في دفترها الصغير ، و راقبها لفترةٍ أطول بينما تطوف على الزبائن لأخد طلباتهم .. و فكَّر في دواخله عميقاً ؛ ألا يتعب فكُّها من الإبتسام ؟

ظلَّت تستوطن أرض عقله إلى حين أن قدَّم مبلغ ما تناول لها ، لكم أن تتخيلوا فترة مكوثه هناك متأملاً إياها .. لقد وقع أسيراً معجباً بأصغر تفاصيلها !

قوله في السابق أنَّه يشعر بكونه سيقصد هذا المقهى مراراً و تكراراً كان بحجَّة الهدوء و الأجواء المميَّزة و الجميلة فيه ، لكنَّ هذه الحجَّة أُزِيحَت و أُسْتُبدِلَت بكونه يزور المقهى لرؤية ذات عيون البندق !
.
.
.

كَرَوانٌ ؛ كِيم تَايهيُونغ.Where stories live. Discover now