الفصل الأول

3.9K 231 100
                                    

Jennifer's POV:
بعد خمسة عشر سنة

(للبيع)
وضعت اللافتة في الباحة الأمامية للمنزل، لقد وصلت للتو من لوس أنجلوس ، قرر أخي جيمس بيع المنزل ، فهو بحاجة إلى المال لحفل زواجه ، وبناء على ذلك عدت إلى جورجيا لإتمام عملية البيع، لقد مضى وقت طويل منذ آخر زيارة لي للمنزل ، اشتقت إلى أصدقائي، جيراني، وكل شيء مرتبط بهذا المكان.

تخلل صوته إلى أذني، متسائلا عن هويتي، فالتفت إليه وبابتسامة كبيرة صرخت:
- مفاجأة!
وقف مذهولاً:
- جين؟!
أجبته بابتسامة تعلو شفتي:
نعم ديرل ، إنها أنا!
- لقد اشتقت إليك يا فتاة ، لماذا لم تخبرينني إنك قادمة؟!
قال ذلك وهو يضمني إليه.
- ديرل!
صاح أحدهم بجوارنا، وفورًا عرفت صوته المميز.
- من هذه الفتاة الحلوة؟!
ابتسمت عندما سمعت صوته مرة أخرى ، ثم التفت لأراه يهرول نحونا، قلت مبتسمة ابتسامة كبيرة:
- لا تخبرني أنك لم تعرفني بعد، سيد ديكسون؟!
- اوه .. هل هذه أنت يا أميرتي الصغيرة؟! تقدمي واعطي صديقك القديم عناق كبير!
ركضت نحو ميرل وعانقته، الأخوان ديكسون ليسا مجرد صديقين بالنسبة لي، بل هما أكثر من ذلك، يسكنان أمام منزلنا الكائن في جبال شمال جورجيا، لقد تربينا سويًا ، كانت أمي صديقة مخلصة لأمهما ، إنني أثق بهما أكثر من نفسي، بالإضافة الى أنهما أنقذاني، وقاما بحمايتي عدة مرات.

- هل عرضتما المنزل للبيع؟
سألني ميرل بنبرة حزينة، وأومأت رأسي بحزن، لم أكن أريد أن أبيع المنزل ، لقد نشأت هنا، إنني احب هذا المكان فهو يحتوي على كل ذكرياتي الجميلة ، على الرغم من أنني نادرًا ما آتي لزيارة المنطقة ، إلا انني اشعر دائمًا بسعادة كبيرة هنا.

قاما بدعوتي للعشاء ، لقد اقترح ديرل أن يطلب البيتزا فهو يعرف جيدًا إنني أحب مطعم البيتزا في جورجيا، وعدتهما أنني سأزورهما للعشاء بعد بضع ساعات حالما أنتهي من بعض الأعمال التي كنت سأقوم بها اليوم.

بعد بضع ساعات ، ذهبت إلى منزلهما، فتح ديرل الباب ، كان وجهه بشوشًا، اعرف أنه سعيد جدًا لرؤيتي في المدينة ، كنا بانتظار البيتزا عندما جاء ميرل وجلس بجانبي ، سألني عن الحياة في لوس أنجلوس، فأجبته:
- ان الحياة في لوس أنجلوس تختلف عن جورجيا، يجب أن تقوما بزيارتها يومًا، انها مدينة رائعة ، لماذا لا تنتقلان وتتركان هذا المنزل ؟ فقط امضيا بحياتكما!
تطلع كل منهما الى الآخر ثم التفتا الي، رن جرس المنزل، قام ميرل واتجه نحو الباب، ظهر فتى آسيوي يحمل علبة البيتزا بيده، وبعد لحظات تقدم ميرل حاملا علبة البيتزا ، ووضعها فوق طاولة المطبخ ثم صاح قائلاً:
- وقت العشاء !
أحضر ديرل المشروبات وجلس أمامي، بينما جلس ميرل على رأس الطاولة، سألني عن أخي ،إن كان لا يزال يضربني، هززت رأسي نافية وانا اجيبه على عجل:
- لا ، انا بخير الآن!
- من الأفضل له ألا يفعل ذلك، لأنني حينها سأقوم بقتله!
- سيتزوج قريبًا!
ابتسم قائلاً:
- خبر جيد!
ثم تمتم قائلاً:
- لا يهم!!
أعرف ان ميرل لطالما كره جيمس، لم يكونا على وفاق أبدًا، كانا يتشاجران دائمًا في صغرهما، كان أخي يقوم بضربي عندما كنا صغارًا، لقد كنت الفتاة المدللة وكان جيمس يغار مني منذ الطفولة، تعارك ميرل معه عدة مرات لهذا السبب.

- ماذا عن أميرتي الصغيرة؟
سألني ميرل، والتفت اليه ، اردف قائلاً بابتسامة:
- أي صديق أو خطيب؟!
هززت رأسي نافية:
- لا
صمت للحظات ثم أكملت وانا أحدق بالصحن:
- لقد خانني مع صديقتي المقربة!
- ماذا؟!
صرخ ميرل:
سأقوم بقتله ابن ال ....!

أطبق الصمت لعدة دقائق، سألني ميرل بصوت هادئ:
- ماذا تعملين في لوس أنجلوس؟!
- كنت أظن أن أخاك الصغير يقوم بنقل أخباري إليك!
- لا، فأنت تعرفينه جيدًا، أنه قليل الكلام!
قال ديرل مدافعًا عن نفسه:
- أنت لم تسألني عنها أبدًا!
- أنا عارضة أزياء، في مجال الفاشن بلوق.
قال مندهشًا:
- عارضة أزياء؟!
ثم سألني بمكر:
- أتعنين كالعارضات المثيرات اللاتي نراهن في أغلفة المجلات ال...؟!
صرخت به مقاطعة بنبرة عصبية:
- ماذا؟! أهذا هو رأيك بي؟!
وقفت غاضبة متجهة نحو باب المنزل، لم اتوقع ان تصدر تلك التساؤلات منه، رغم انني اعرف نظرته للمرأة جيدًا، الا انني لم اتوقع ان يظن انني قد اكون احداهن، سمعت صوت ديرل:
- جيني، انتظري!
ويليه صوت ميرل:
- تعالي يا أميرتي الصغيرة، تعرفين جيدًا انني كنت أمزح معك!
فتحت باب المنزل، لكنني تسمرت في مكاني، ثم اطلقت صرخة صمت المكان، ثم أغلقت باب المنزل والرعب يمتلكني، خطوت مبتعدة من الباب، ركضا نحوي بعد ان سمعا صياحي، كنت ابكي بهيستيريا، لم أصدق ما رأته عيناي خارج المنزل، جلست على الأرض باكية، وجلس ميرل بجواري، سألني بلطف:
- ماذا هناك جيني؟! هل أنت بخير؟!
لم تستطع شفتاي أن تنطق شيئًا مما رأته عيناي، اتجه ديرل الى باب المنزل ليستطلع عن الأمر، لانني رفضت ان اجيب على تساؤلاتهما، لكنني صرخت به متوسلة:
- لا تفتح الباب، أرجوك!
حدقا بي متسائلين ما الذي يخيفني لهذه الدرجة، كنت ارتجف خوفًا، اخبرتهما انني رأيت رجلاً يأكل لحم انسان آخر، لكنهما لم يصدقا ما قلته لهما، ضحكا علي، اعتقدا انني كنت أمزح معهما، لكنني كنت لا ازال ابكي بحرارة، اتجه ديرل الى النافذة ليتأكد مما اخبرتهما به، تسمر امام النافذة للحظات، ثم نادى أخاه الذي وقف بجانبه، تسمرا لدقائق دون ان ينطقا بكلمة، ثم عاد ميرل الي، ولف يده اليمنى حولي، قال بلطف:
- ستكونين بخير!
ساعدني على الوقوف، واتجهنا الى غرفة المعيشة، فتح ديرل التلفاز، لم اكن استمع الى ما يقوله مذيع الأخبار، كان يتحدث عن انتشار مرض ما، سمعت صوت ميرل قائلاً:
- ان المكان ليس آمنًا هنا! علينا ان نخرج من هنا وحالاً!
كنت هادئة، لم اتفوه بكلمة واحدة ولم أقرر ماذا سأفعل، كنت مشوشة، فكل تفكيري منحصرًا بأخي في لوس أنجلوس.

لقد قررا المغادرة الى مدينة أتلانتا، لكنني رفضت الذهاب معهما، كنت ارغب بالسفر الى لوس انجلوس، اتصلت بأخي عدة مرات لكنه لم يرد على اتصالاتي، كنت قلقة عليه، انه الشخص الوحيد الذي تبقى لي من عائلتي.
لكن ميرل اعترض على قراري، وصرخ بي:
- لا ، لن ترحلي الى لوس انجلوس الآن، ووحدك! المكان خطر في الخارج، ألم تستمعي الى نشرة الأخبار؟!
أجبته باكية:
- لكنه لا يرد على اتصالاتي!
صاح ديرل:
- سيكون بخير يا جيني، قد يكون نائمًا أو ..
قاطعه ميرل قائلا:
- لا تقلقي، انا متأكد أنه بخير .
كانا يحاولان ان يهدآ من روعي، لكنني لا ازال ارتجف رعبًا.

.............................

شكرًا على القراءة
أتمنى أن تنال على إعجابكم
وبانتظار تعليقاتكم ودعمكم
ولا تنسوا التصويت فضلاً
انتظروا الفصل القادم

وداعًا .. لأيام مضت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن