هروب

8 4 0
                                    

ظللت اهرب واهرب الى ان واجهت، لم يعد علي سوى بالاعباء، فالهروب عار، والمواجه دون استعداد تسبب استسلام، فدائره العار تحبسك دون خروج، نفس الشعور تحت مسمى مختلف ..
استيقظ روبن باحد المستشفيات دون ان يشعر بجسده من شده تعبه، استيقظ على صوت بكاء لأمه وتهدئه من والده واخواته واخيه، ايضًا .. صوت شخصان متعجبان وكانا الحبيبين بريتني ولاين .. لاحظهم باليمين فادار وجهه لليسار لايرد النظر بعين اي احد منهم كارها ونافرا منهم ومن افعالهم كلها، وسرعان ما طلب منهما الخروج قائلا شكرا انا بخير لا يوجد داع لأن تتعبوا انفسكم، لكن الغريب كانت نبرته البارده والتي توضح مدى عدم تحمله لهم كل مافعلته ماري والدته، هي لومه قائلا لماذا تحرمني منك !!؟ ماذا حدث فقط اخبرني؟ لكنه كان فقط يسكت ويسكت الى ان رد قائلا لا اظن ان هناك شيء للكلام عنه في الاساس فخرجت امه بحزن وحيره ورافقوها باقيتهم، فقد كانوا بنفس حالتها، يصعب ان يخرج الكلام من فم روبن، فالصدمه كانت قاسيه جدا، مهما تغير روبن ومرت الاوقات عليه، فحريق المبنى سيظل حريقًا، لن يزول الا اذا ذهبت لمبنى اخر، كذلك روبن فلن تزول اثار ذلك الحريق، الا اذا اصبح شخصا اخر، مولودا اخر، بحياه اخرى تماما، اي ان الحل الوحيد، هو ان لاتكن روبن من الاساس، يُطفى الحريق، فيُسأل الشُهاد، فيقولون نعم، لقد كان .. انتهت فترته بالمستشفى وتعافى لكن ليس فقد تعافى جسديا فقط .. ثم عاد الى منزله يقرا وينام ويقرا وينام الى ان سئم واضاف بعض من الاغاني والكتابات، زاد من اكله قليلا، وثبت على تلك الكميه، في احد الليالي استيقظ من سريره يحاول شرب بعض من الماء وقام بفتح دفتره كاتبًا، لم تكن دموعا كانت شريان محارب حارب بكل قوته ليهزمه وحش دون تعب بضربه صغيره فجسم كل محارب هو بشري وجسم كل بشري به نقطه ضعف، ونقطه الضعف لا تؤدي الا للهزيمه باقل مجهود، فتشعر انك لم تتعب الا بالهباء، وتشعر بالخساره، كمشاعر اثنين كارهان لبعضهما على نفس الفعل، فلا تعلم هل اتخذوا كراهيتهم كعذر للمعركه .. ام كل منهما يعاقب الاخر على الخطأ نفسه ..
اضاف بكلام اخر قائلًا، احشاد الناس تحشد الاحتمالات، ليس معقولا ان ترى اماكن مزدحمه ولا ترى من يشبهك حتى لو بقليل، فأنت اكبر مثال، فأنت تشبه احدهم ايضًا، ليس مؤكدا ان كنت الاصل ام لا، فنحن بشر ذو نفس الاصل، كشركات تصنع نفس المنتج، بترويج مختلف، فكل منا يصنع نفسه، ويروج لها بافعاله بطريقته الخاصه ايضا .. تعب روبن وهو يقول ان التعب يحتاج للراحه وتحتاج الراحه للتعب ايضًا، فلن يكون هناك خير دون وجود شره اساسا، ايضًا، لن تكن هنالك كراهيه دون حبي السابق لهما .. لن ترتاح الا اذا تعبت، لن تتعب الا اذا ارتحت، فالعذاب هو ان تظل على حالك حتى الاعتياد، فلو كان العذاب بالاعتياد .. لن نفرح ثم نعود اسوء من ذي قبل، فوقتها سنكون حقا اعتدنا ..
ترك روبن دفتره وهو يبكي بحرقه يسأل عن سبب ذلك ولماذا قد حدث ذلك متذكرا كل لحظه متألما بها بقوه .. تذكر بريتني بكل حالاتها الجميله وتذكر لحظاتها متحسرا عن كونه خسرها باكيا على تلك التعاسه فالتعاسه ان يتركك شخص كهذا ويذهب لغيرك .. فطعنك وترك السكين وهرب، غار روبن من لاين، فاخذته افكاره قائلا ان غلطته الوحيده .. هي انه لم يكن قويا يوما، كان فقط جبانا وسيئا كان يقارن ويرى كل الفرقات لصالحه ويبكي ويبكي ويزيد بكاءه الى ان نعس ونام مره اخرى .. استيقظ بدموعه وحزنه وقام وخرج، لكنه كان يسمع صوتا ما .. صوت ضحكات وقبلات ليست غريبه عليه .. لا تقل ارجوك ان؟؟ يبتسم خيال روبن ضاحكا عليه يقول له بلى، انهما المقرفان .. كانا بالخارج مع عائلاتهم يقبلون بعضهم باحتفال بعيد ميلاد اخت روبن تايلور .. قامت روبن باحتضان احدهم، وكان اخ لاين الاكبر، وقاما الحبيبين بتقبيل بعضهما بعمق وقوه ويحضنان بعضهما ويجلسان بالقرب من بعضهما، وبضلوع بعضهما البعض .. لاين وبريتني، انهما الالعن والاسوء فعلا لاحظهم روبن وعاد لغرفته يغلقها بقوه لا يستطيع امساك دموعه باكيا بحرقه مره اخرى يصرخ بمخدته من الالم حتى لا يسمع احدهم اخذ يبكي ويبكي ويقول ما ذنبي ان كنت حقا احبها .. ما ذنبي ان كانت كل شيء لي ؟ اخذ يبكي ويلوم نفسه على ضعفه وكرهه لنفسه ايضا، فقد كره كل شيء بنفسه .. انه مؤلم فعلا لكن .. انا لازلت احبها ..

ساحة البلياردو 44حيث تعيش القصص. اكتشف الآن