الفصل السادِس(موسم الصّيدِ).

41 3 13
                                    

- لا شيء يُعذب الإنسان مِثل كِتمان حُزنه ، أن يتظاهر بالسلام الخارجي وفي داخله معارك دامية ، أن يكون بشوش الوجه وفي داخله عالم كئيب.
^^^^

جلست إيما بجانب شَنَـق وهي تتنفس بعُنف شديد إثر المجهود الذي بذلتهُ في التدرُّب القاسي عليها وعلى الجميع.
نظر لها وقال وهو يُزيل العرق من فوق جبينه بكف يده بتعب
- إذًا عليكِ انْ تستريحي الآن، اصعدي للأعلى.
نظرت له وهزّت رأسها بالرّفض وتشدّقت
- برغم تعبي الشديد الي أنّ صعودي للأعلى سيكون بمثابة وصمة عارٍ على جبيني.
هزّ رأسه بتفهّم وربّت على ظهرها بحنان، فابتسمت له وقالت بحُب
- هيا بنا نستكمل.
^^^^

كانت ريما تجلِس بجانب سُندُس على صخره كبيره تستمع الي صياح الجميع العالي، فـ هُم يتدرّبون مُذّ الصّباح الباكِر ولمْ ترَهُم في استراحه مِن وقتِها.

حكّت سُندُس أنفها بسبّابتها وأردفت بملل
- واحنا لازمتنا ايه هنا دلوقتي ؟! عال عليهم من ساعة ما وِصِلنا هنا، دا حتي يا شيخه السرير اللي بنّام عليه مُش بنرتّبُه!
ضحكت ريما بخفه وأردفت
- اسكُتي ونبي ما تفكرينيش..
عقدت سُندُس حاجبيها وأردفت
- ما أفكّركيش بإيه مُش فاهمه ؟!
-بالأرانِب.
ضحكت سُندُس وتبعتها ريما لتتشدّق سُندُس
- أمّا حِتّة موقِف.
استوقفهما صوتٍ صارِم يتحدّث اليهما قائلًا
- تُريدكما الملِكة مارسيليا.
وقفتا بسرعه وخوف واستدارتا الي صاحِب الصّوتِ فَـ كان مارتن.
يتصبّب العرق جبينه بشكل مُبالغ فيه.. وصدره يعلو ويهبط بقوه..
اتّجهتا معه إلى الملِكة مارسيليا حتى أوصلهما اليها ورحل.

كانت الملكة مارسيليا تجلس على نفس ذات الأريكة المُفضل لديها في شُرفتها الفسيحه، وأشارت الي كلّا من ريما وسُندُس بالجلوس أمامها فانصاعتا لأمرها وجلستا قِبالتها.
تحدّث الملكة باضطراب لم تستطِع اخفاءه في نبرتها
- بالطبّع سمعتما عن الحرب التي ستشتعل بعد أيام عدّه وربما اليوم، مَن يعلم!

هزتّا رأسيهما في حسرة، فحتى في العَالَم الآخر الذي سقطوا فيه المصائب تركض وراءهم بعزيمه.
المصائب تأتي وراءهم الي حيث وُجودهم.
يا للحسره.. يا للحسره..!
استرسلت الملكه حديثها قائله
- اذن انتما تعرفا أنّ وجودكما هنا في هذا الوقت أخطر من أيّ وقتٍ مضى...
نظرت لها سُندُس بخوفٍ وقالت
- أستقتلوننا؟!
شهقت ريما إثر استنتاج شقيقتها المُذهل، فضحكت الملكه وقالت
- بالطبع لا، بالطبع لا.. ولكن سنأخذكما الي سرداب، سرداب في نهاية المدينه سيصلكما الي مدينه خفيّه لا تظهر للملاعين هؤلاء..مدينه لا يعرفها سوانا.
نظرتا لبعضهما البعض باستغراب وردّدا في صوتٍ واحدٍ
- سرداب؟؟؟؟؟؟
______

مُشوّهه في عالَمٍ آخر"قيد الكتابه" Where stories live. Discover now