الفصل الثامِن(الحقيقه).

14 1 0
                                    

يصعب قوْل ما يجيش الصّدر ويحرِقه حسرةً وألمًا.
______

تلعثم لِسانُها وهي تحاول بشتّي الطُّرُق إخراج أي كلمة أو جُمله تستفسِر بها على اللُّغز الكبير القابِع أمامها بثباتٍ رهيب.
تراجعت خطوتين للخلف ثم تقدّمت للأمام وهي تنظر إلى الأميره بتيهٍ ونفس ملامِح الصّدمه مُرتسِمه على وجهها.
تحدّثت اخيرًا قائله
- ازاي؟! ازاي؟! انا اكيد فِ حِلم، اكيد انا فِ حلم مش اكتر، مامت چاسمين ماتت من زمان، مامت چاسمين متوفيه من 15 سنه، ازاااااااااي،ايييييييه اللي بيحصل ده.
وقفت الأميره بهدوء واتّجهت ناحية سُندُس وثبّتتها من كتفيها قائله بصرامه
- قِفي ثابته، وانظري لي الآن.
نظرت لها بدهشه ،لا تستطيع استيعاب الامر اطلاقا، كل شئ تراكم بداخل عقلها وكُل لُغز عليه أصفاد مُحكمه كيْ لا تجِد إجابه له، ويظل السؤال يحوم عقلها، عن طالبًا الاجابه وإلا فتَك بعقلها فتكًا.
تحدّثت الأميره وهي تُنزل كفّيها من فوق كتفي سُندُس وقالت
- اهدي يا سُندُس عشان أقدر أتكلم معاكي بعقل.
نظرت سُندُس الي ريما لتؤكد لها أنّها وبلا شك هي.. هي والدة چاسمين، التي مِن المُفترض أنّها تُوفيت منذ خمس عشرة عامًا!!!
ولكن مَن جاء بها الي هنا، وكيف جاءت من الأساس يا الله.
عقلها يدور.. يدور بلا توقّف.. ستجن لا محاله..
أولاً خُذلت من ابنة عمّها وصديقتها بمثابة شقيقتها التي لم تلِدها أمّها.

ثانيًا... ذهبت إلى عالَمٍ آخر لا تعرِف كيف تتأقلم معه ومع من فيه، لا تعرِف كيف تحيا به، لا تعرِف من هؤلاء القوم، ومن أين يتحدثون اللغه العربيه الفُصحى؟!
على حسب كلام الملكة مارسيليا، انهم يتحدثون اللغه العربيه الفُصحى من بعد الفراعِنه، فهم كانوا يتحدّثون لغة الفراعِنه "اللغه المصريه القديمه" ثم ظهرت اللغه العربيه الفصحى.
وتعلّموها مثلما تعلّموا التي قبلها تخليدًا وتعظيمًا للمصريين والفراعنه القُدماء.
ولكن السؤال الوحيد الذي يُصعب الرّد عليه بحق!
كيف توصّلوا الي المصريين القُدماء؟! أصلًا ؟!
أفعل المصريون القُدماء مثلما فعلت چاسمين؟!
أم مثلما فعلوا هم؟!
أم مَن ذهب للثاني من الأساس؟!
لا تعرف اجابة لأي من تلك الأسئله.

نفضت رأسها بقوه شديده، تشعر انها في دوامه، فهبطت دموعها على وجنتيها بحسره.

اقتربت منها الاميره نور اكثر وعانقتها
بحُب وهي تعرِف ما بها، وكم انّ كُل هذه التساؤلات تؤلمها، وعقلها سيجن مما ترى وتكتشفه يوم بعد يوم.
لم تعرِف سُندُس كيف تُبادلها العناق، فهي في واقعها مازالت ميّته!
واللعنه كيف جاءت الي هنا؟!
ابتعدت سُندُس للخلف بخوف وهي تنظر للجميع برعب.
تبتعد..تبتعِد، حتى استدارت وركضت الي خارِج الكهف بأسرع ما عندها، فصرخ قابيل فيها بقوه أنْ تتوقّف.
وركض خلفها بسرعه رهيبه.

مُشوّهه في عالَمٍ آخر"قيد الكتابه" Donde viven las historias. Descúbrelo ahora