الفصل التاسِع(الشّياطين السُّود).

15 1 0
                                    

أراكَ هَجَرتَني هَجرًا طَويلًا
‏وَما عَوَّدتَني مِن قَبلُ ذاكَا

‏- البهاء زهير.

^^^
جلست سُندُس ارضًا بتعب، لم تقدِر قدماها على حملها لأكثرِ من ذلك.
تشعر كأن رأسها ستنفجر، وضعت يديها على رأسها وأغمضت عينيها بقوه، الأفكار تعصف رأسها بقوه، لا تستطيع تحمّل كُل هذا البتّه، صرخت بكُل ما أُوتيت من قوه وقد انتفض جسدها بقوه بطريقه غريبه، فاتّجه الجميع ناحيتها واحتوتها ريما في محاولة منها لتهدئة روعتها، ولكن سكن جسد سُندُس فجأة واستكانت رأسها بحضنِ ريما وأغمضت عينيها والدموع تخرج منها ببطئ على وجنتيها هبوطًا الى رقبتها.
نظرت لها ريما باستغراب وصدمه، وربّتت على وجنتها بخفه تُناديها ببحة صوت مُتعب.
ولكن لم تُجِبها سُندُس، فصرخت ريما تهزّها بعُنف، ولكن اقترب مُراد ووَضع يده أسفل ذقنها بقليل ثم أردف بهدوء
: متقلقيش، اهدي.
ترتعش شفتاها بقوه إِثر بُكائها، وقالت
: يعني ايه اهدى يعني ايه، اختي ما بتنطقش.. اختي ما بتنطقش!
تحدّث الأميره وقالت بصرامه لِقابيل
: فلتحملها إلى الكهف وتجلب لها 'داني' بسرعه.
هزّ رأسه بإستجابه وحملها بسرعه وخرج لخارِج الكهف ينظر إلى السماء برُعب حقيقي تخلّل ثنايا روحه، وخلفه ريما تستنِد على مراد غير قادره على السير بالمره.

^^^
دخلوا الكهف جميعًا وأراح قابيل جسد سُندُس على الفُراش ثم خرج منه مُسرعًا وعاد بعد دقائق معه شخص غريب.

قصير القامه، حاد الملامح، جلس أرضًا بجانب فراش سُندُس وظلّ ينظر لها ثوانٍ بدون حركه، ثم ضاقت عينيه بتفكير وبعدها فتح عينها اليُمنى مره على آخِرها ثم الأخرى بنفس الطريقه، كان معه حقيبه صغيره زرقاء اللون فاقِعه.

فتح تلك الحقيبه وأخرج منها حافظه صغيره وفتحها، كان بها شيئ أشبه بالعُشب، لونه اسود.. نظر الى قابيل وقال له بصوت مرتفع
: اعدِل جلستها!
أطاعهُ قابيل مُسرعًا وأسندها على الحائط من خلفها ثم ابتعد ليُكمل داني عمله، جلس داني بجانب سُندُس وهو مُثني ركبتيه ثم فتح فمها على مِصرعيه وقام بوضع العُشب به وأغلقه بسرعه واضعًا كفّه على فمّها بقوه.
بعد ثوانٍ فتحت سُندُس عينيها على مصرعيها ثم ارتدّت للأمام تسعل بقوه فوقف داني وأغلق حقيبته وحملها ورحل.
بدأت تسعل بقوه شديده حتى أنّ وجهها أصبح يُعادُل لون الطماطم.
اقتربت منها ريما بعد أنْ هدأت الا من صوت أنينٍ خافِت، عانقتها بقوه وهي تحمد الله حمدًا كثيرًا على سلامتها.
: انا سأذهب لأُطمئن الاميره ثم سأأتي.
تشدّق بها قابيل بصرامه
فهزّت ريما رأسها فخرج من الكهف مُسرعًا.
اقترب مراد منهما وقال
: مش هنقدر نعدّي كُل اللي احنا فيه لو على كل حاجه هتعملي كده يا سُندُس، تماسكي شويه عشان خاطر نفسك.
هزّت رأسها بتعبٍ ثم قالت وهي تنظر حولها
: عايزه انام.
نظرت ريما إلى مراد فوقف وخرج من الكهف دون إخراج كلمه.
فتمدّدت سُندُس على فراشها مرة أخرى بإرهاق وتعب، ملامحها مُرهقه.. مُتعبه.. يأكلها الحُزن يومًا بعد يوم.
إلى متى التعاسة؟
إلى متى الحظ السيئ سيُلاحقها حيث ذهبت!
لم تحلم بأقل من حياه.. حياه طبيعيه.
تحياها بكُل حُب.. لم يتحقق أي شيئ مما رسمته في مخيلتها.
لم تلتحق بوظيفة أحلامها..لم تكُن لها صاحِبه تستند عليها اذا عجزت عن الوقوف..لم تلتقِ بفارسِ أحلامها بعد.. أم أنّه لا يُريد رؤيتها!!
أغلقت عينيها بقوه بسبب الأفكار التي عصفت رأسها بقوة، لم ترحمها أفكارها ولو ليومٍ واحد.. لم ترحمها.

مُشوّهه في عالَمٍ آخر"قيد الكتابه" Место, где живут истории. Откройте их для себя