10/ صــفــقــة

333 12 0
                                    

ـ رهان؟
أصغت فيبى ذاهلة إلى جيب وهو يخبرها ما قالته له مالورى شارحاً كيف توصلا هو و جوش إلى هذا الرهان
وعندما أنتهى قالت بصوت مرتجف :"إذاً هذا ما كان الأمر عليه! مجرد رهان ؟ كل ما قلته عن الصداقة وأهميتها بالنسبة إليك كان مزحة"
ـ لا , لم تكن مزحة
قال جيب هذا معترضاً وهو يمرر أصابعه بشعره محبطاً . لقد ظن انه شرح لها الأمر :"لقد بدأ الأمر كتحد ولكنه انتهى بشكل مختلف.لم أتوقع أبداً...لم أعتمد عليك فى ذلك"
ـ طبعاً ! لابد أننى خيبت ظنك.بيللا وكايت تتصادقان مع الجميع ولكن أنا كنت صعبة . ألليس كذلك؟يجب أن أعترف بمجهودك با جيب.لقد استلزم العمل علىّ جهداً كبيراً
واحمرت وجنتاها وهى تتذكر ما جرى فى غرفتها :"كان ذكاء منك تلك الطريقة التى أتبعتها لأنظر إليك كصديق.أفترض أنك كنت تسجل الحديث كله لتثبيت لـ جوش أنك ربحت الرهان.ها هى فيبى تقول إنها ستشتاق إلىّ . ماذا تريد أكثر؟"
ـ فيبى لقد أسأت الفهم...
ـ بدأت أفهم كل شئ الآن
وفكرت فيبى فى الغضب الذى انتابها عندما عرفت أنه يعمل فى المصرف ولكنه لم يكن شيئاً بالمقارنة مع ما تشعر به الآن.تابعت والغضب يعتمل داخلها:
ـ لابد أننى أفسدت خططك عندما بدأت أتقرب منك.لم يكن العناق والملامسات جزءاً من الرهان.لا ألومك لإصرارك على النوم على الأرض . لفعلت الأمر نفسه لو دفعوا لى عشرة آلاف دولار. وأظن ان تلك البادرة اللطيفة عندما أعطيتنى بطاقة "صديقك" كانت بدافع التعزية.أليس كذلك؟
كان جيب يجاهد ليحافظ على رباطة جأشه:"بالطبع لا.كل ما فى الأمر أننى لم أشأ رؤيتك متعبة.أردت مساعدتك على الاحتفاظ بعملك
ـ يا لشهامتك! ومن دون شك كان من المفترض أن براد بيترسن يجاريك فى اللعبة !
ـ نعم أردت إبقاء الأمر سراً مدة أطول
ـ حسناً الآن وقد كشفت أوراقك يمكنك أن تدبر لى مقابلة أيضاً فكما فهمت لديك أصدقاء كثر فى المصرف لذا لن يكون الأمر صعباً.هذا اقل ما يمكنك فعله لقاء استغلالك لى!
أجابها جيب غاضباً وقد فقد رباطة جأشه:"أنتِ أيضاً استغلتينى.رحت تتكلمين وتتكلمين عن حبك للغالى بين موضحة كعين الشمس أننى لست سوى بديل عنه.كيف تتخيلين شعورى؟لم أقترب منك أكثر ليس بسبب الرهان إنما لأننى عرفت أننى لن أكون سوى بديل عنه ودائماً فى المرتبة الثانية"
فتحت فمها لتتكلم لكنه لم يمنحها فرصة لذلك:"حسناً أنا آسف فيبى لكن هذا لا يكفينى تدعين انك تحبين المخاطرة ولكنك لا تفعلين ذلك.تفضلين البقاء حيث أنت.تفضلين العيش على ذكرى رجل لا يمكنك الحصول عليه بدلاً من النظر حولك مد يدك لمن يهتمون لأمرك.تفضلين العمل ساعات طويلة عوضاً عن الاسترخاء والاستمتاع بوقتك.وإذا كان العمل ليس عذراً كافياً كى تجربى شيئاً جديداً هناك عائلتك!"
ـ لا تقحم عائلتى فى هذا
ـ لماذا؟إنهم قادرون تماماً على الأهتمام بأنفسهم ولكن لا فيبى هى من يعرف ويفهم اكثر من الكل.تدعين أنك لا تحبين الكذب ولكن هذا بالضبط ما تفعلينه لأنك تظنين أنك تعرفين كيف يشعر كل واحد منهم وتعتقدين أنه من واجبك تحسين الوضع.حسناً لدى خبر لك فيبى.لا يمكنك ذلك.عليك أن تتعلمى كيف تثقين بالناس لكى تحلى مشاكلهم
ـ تتجرأ على إلقاء محاضرة عن الثقة فى حين أنك أمضيت الأسابيع الستة الأخيرة تدعى أنك صديقى
ـ لم أكن أدعى ذلك
ـ الأصدقاء لا يكذبون على بعضهم.آهـ أنا آسفة أنت لم تكن تكذب!كنت تخفى فقط بعض التفاصيل الصغيرة مثل أنك تعيش حياة مزدوجة !
وترقرقت الدموع فى عينى فيبى الخضراوين :"يمكنك أن تذهب إلى جوش وتعطيه عشرة آلاف دولار. تقبل الخسارة و لو مرة جيب.صديقتك كانت على حق ليس لديك أى فكرة عما تريده المرأة من الرجل ولكن يمكننى ان أقول لك إن ما تريده المرأة هو أكثر من مجرد سحر سطحى وقدرة على الكذب وهذا كل ما لديك لتقدمه .آسفة ولكنك اا تتمتع بما تتطلبه الصداقة!"
عندما عادت بيللا وكايت فى ذلك المساء وجدتا فيبى تذرع المنزل مستاءة على وشك البكاء
ـ ماذا تعنين بأن جيب رحل؟
سألتها بيللا ذلك مشددة على الجزء الوحيد الذى استطاعت فهمه مما قالته فيبى
أخبرت ففيبى القصة مجدداً وكادت تجن لهدوء صديقيتها :"كيف يمكنكما أن تبقيا هادئتين ؟لقد كذب عليكما أيضاً"
أجابت كايت وهى تفكر فى المسألة بمنطق :"آهـ لست أدرى أسوأ ما قام به هو انه جعلنى أظن انه عاطل عن العمل فى حين ان لديه وظيفة ممتازة.وهذه لست نهاية العالم"
ولكنها كذلك بالنسبة إلى فيبى .مسحت الدموع من عينيها فهى لن تبكى على جيب.سيكون ذلك قمة الأذلال!
ـ ماذا عن الرهان ؟ألا تشعران بأنه تم استغلالكما ؟
أجابت بللا :"ليس فعلاً لم يكن جيب يتظاهر بأنه يحبنا . أنا واثقة من أنه أحبنا فعلاً ونحن أيضاً لن تكون الأمور على حالها بعد رحيله"
أجابت فيبى ساخرة :"آهـ أنا آسفة جداً كان يجب أن أرحل أنا لكى تبقوا الثلاثة أصدقاء!من غير المنطق ربما أن أعترض على وجود شخص مزيف فى المنزل لا أرى سبباً يدعونى إلى ذلك"
ـ حقاً ألا ترين سبباً؟
أجفلت فيبى لسؤال كايت الهادئ وسألتها بلهجة دفاعية:"ماذا تقصدين؟"
ـ آهـ فيبى . هذا واضح ! أنت غاضبة لأنك مغرمة بـ جيب
وأنفجرت فيبى غاضبة:"طبعاً لا"
ثم تلعثمت وهى تنظر فى عينى كايت الثاقبتين:" لم أعد أحبه على أى حال"
ـ لا؟
ـ كيف أحب شخصاً لا يمكننى أن أثق به؟ لا أعرف إن كان أى مما قاله لى صحيحاً أم لا. أشعر وكأننى لا أعرفه على الأطلاق
ـ بل تعرفينه فيبى.إنه الشخص نفسه الذى كان من قبل . كل ما فى الأمر أن لديه أشياء أخرى لم نكن نعرفها
ـ نعم لديه حياة بأسرها لا أعرف شيئاً عنها
قالت كايت محاولة إنتقاء كلماتها بعناية:"هذا لا يهم . ما يهم أن شيئاً مميزاً كان بينكما . كان ذلك واضحاً وضوح الشمس .رأيناه على وجه جيب كلما نظر إليك وعلى وجهك كلما نظرت إليه لم تكن تلك كذبة لم يكن جيب يتظاهر هو مغرم بك أيضاً"
أنهمرت الدموع من عينى فيبى مجدداً :"لا ليس كذلك أنا لا أعجبه حتى"
أجابت بللا :طإنه يهتم لأمرك ولكنه طبعاً لم يشأ أن يكون بديلاً عن بين لا أظنه من النوع الذى يحب أن يأتى فى المرتبة الثانية وهذا بالضبط ما جعلته يشعر به"
وضعت كايت ذراعها حول كتفى فيبى قائلة:"بيللا على حق . أعرف انك تتعذبين ولكن يحب أن تمنحى جيب فرصة أخرى.من النادر أن يلتقى المرء بشخص تنشأ معه علاقة كهذه , وسيكون من المؤسف أن تستسلمى من دون محاولة إعادة الأمور إلى مجاريها"
أعترفت فيبى يائسة:"لا أعرف كيف"
ـ لن تقدرى أن تفعلى شيئاً وأنت بهذه الحالة
فى وسط يأسها لم تستطيع فيبى إلا أن تشعر بالتسلية لهذا الانقلاب فى الأدوار ففى العادة كايت هى من يغرق فى البكاء على حياتها العاطفية فى حين أن فيبى تأخذ دور الفتاة العقلانية . كانت فيبى جيدة فى التعاطف مع الآخرين و كانت دائماً الملجأ لكليهما للراحة وطلب النصح .كل هذا تغير الآن!
قالت لها بيللا :طانتظرى بضعة أيان ريثما تهدئين . أنا واثقة من ان جيب سيتصل على أى حال.عند ذلك عليك أن تمنحيه فرصة وتصغى إلى ما سيقوله"
لكن جيب لم يتصل

رهان على قلبWo Geschichten leben. Entdecke jetzt