متيم أنا

مقدمة

La_viiittta

...
يتحرك القلم بسلاسة وسهولة كإنه طائر يرفرف بين السُحب متنعم بقرب السماء الشاسعة والنسمات الرقيقة.. غير عابئ بأرض الواقع الصلبة القاسية.

يسبح بين الكلمات والتعبيرات اللغوية وهالة من العشق تحيط به.. نابعة من تلك الأسطر التي يخطها.

"قبل البعثه ببضع سنين لم تكن زينب رضي الله عنها، جاوزت العاشرة من عمرها حين رنتْ إليها عيون الهاشميِّين، وتنافست بيوتات مكة على الظفر بها عروسًا لمن يختاره أبواها من كرام الفتية القرشيِّين وتقدم لها العشرات والعشرات من كرام القوم لكن دائمًا ماكانت ترفضهم رغم صغر سنها ..
حتى تقدم لها أبو العاص بن الربيع رضي الله عنه وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد، وهو من أشراف مكة، فجاء إليها النبيﷺ وقال لها أبن خالتك تقدم إليك فأحمر وجهها وتبسمت ثم وافقت عليه وسط غبط من شباب قريش لأنه ظفر بأجمل النساء خُلقًا وخلقه، وكان ذلك قبل مهبط الوحي على رسول الله..

ومن هنا كانت بداية هذه القصة فعاشت زينب مع أبو العاص وكان زواجهم أكثر من مثالي وحبهم ببعض كان عجيب وغريب وتضرب به الامثال في مكه فزينب كانت سند ومعين له اكثر من كونها زوجه وكذلك الحال بالنسبه لأبو العاص واستمرت علاقتهم سنوات أنجبوا من خلاها طفلين..

الابن الاكبر اسمه عليًا والثانيه إمامه ، وكان أبو العاص يشتغل بالتجاره وزينب كانت تكره هذا العمل لأنه يُبعد حبيبها وزوجها عنها بالشهور وكانت لا تطيق بعدهُ عنها ، وفي مرة من المرات خرج أبو العاص إلى الشام للتجاره لكن في نفس الوقت كان هناك أمرًا عظيم يحدث في مكه..

هذا الامر العظيم هو نزول الوحي على رسول الله وبدأ الدعوة الاسلاميه وكان من اوائل الناس الذين اسلموا هي زينب ابنه محمد رسول الله فأسلمت وآمنت بأبيها وكل ذلك حدث وزوجها في التجاره لا يعلم أي شيء عن مايحدث في مكه ، وبعد أشهر رجع لمكه وكانت المفاجأة..

دخل ابو العاص على زينب فأستقبلته وأجلسته ثم بدأت بالحديث وقالت له عندي لك خبرٌ عظيم، ففزع أبو العاص وقال لها ماذا؟ فقالت له ﻟﻘﺪ ﺑﻌﺚ ﺃﺑﻲ ﻧﺒﻴﺎً ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺳﻠﻤﺖ
ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻼ‌ ﺃﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﺃﻭلا ‌ً؟
ﻭ وهنا كانت بداية ظهور مشكله ﺗﻄﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ بينهم

ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻷ‌ُﻛﺬِّﺏ ﺃﺑﻲ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻲ ﻛﺬﺍﺑﺎً ﺇﻧّﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ الأ‌ﻣﻴﻦ ﻭ ﻟﺴﺖ ﻭﺣﺪﻱ ﻟﻘﺪ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺃﻣﻲ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﺇﺧﻮﺗﻲ ، ﻭ ﺃﺳﻠﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻲ (علي بن أبي طالب)، ﻭ ﺃﺳﻠﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺘﻚ عثمان ، وصديقك أبو بكر ..

فقال أما انا لا احب الناس أن يقولوا كفر بدين أبائه ارضاءً لزوجته
ثم قال لها فهلا عذرت وقدرت؟

فقالت ومن يعذر إن لم أعذر انا ولكن انا زوجتك اعينك على الحق حتى تقدر عليه ..

ووفت بكلمتها لمده 20 سنه ..