"رَجفَة مِن نوع خاص"
"الحلقة التاسعة_مُهندس مُدمن""_____"
دلفت غرفتها لتـجده يجـلس على الفراش بمنتهى الأريحية يرمقها بصمت وعلى وجهُ بسمة مُستفزة، تجاهلت نظراته لها، لتستدير مُغادرة الغُرفة لعدم فتح جِدال معه في بداية يومها، لكن كيف لا يُعكر صفو نهارها!، كيف لا يتركها لنصف ساعة فقط بدون تشاجر !، أستمعت إلى سؤاله لها المُحتد_:
_الواد ده كان عايز أيه؟
ضحكت بسخرية وهي تطلع إليه، مُتحدثة بنبرة ساخطة"مسموش واد أسمه باشمهندس"سيف"، وكان جي لأخته وأظن هو مدخلش بيتك أصلًا، كان واقف على الباب".
كانت ضحكاته هو أعلى، نهض من فراشه مُتحرك صوبها، رمقها من أعلاها لأسفلها بنظرات عيونه ومزالت ضحكاته المُثيرة للإشمئزاز بالنسبة لها تتعالى، لكنها سُحبت في ثانية وهو يهتف بنبرة غليظة"الفلوس جبتيها منين، إللي الباشمهندس خدها"سخر في كلمة_مُهندس_اللعنة كيف له أن يكون مُهندس وهو الآن مُتعاطي وقريبًا سيتجه إلى طريق بلا رجعة!!
_الفلوس فلوسي، عمري ما خدت من فلوسك الحرام حاجة، الفلوس من عرق جبيني.
نطقت بها بشراسة، ضاغطة على كُل حرفٍ في جُملتها، لَم يرمش ولم يهتز لهُ جفن، نطق فقط بـطريقة واثقة مُمتزجة بـتهكم"قريب أخوكي هيشتغل صَبي عندي وهيبقا بياخد من فلوسي الحرام".جُملة كفيلة بجعلها تتمنى الموت قبل أن تحدث، لكنها دافعت بشراسة وهي تُلقي عليه بنظرات مُشمئزة وكأنه حشرة بغيضة"أخويا عمره ما هيجتمع معاك في شيء، بني آدم حشاش"ختمت بكلمتها المُستهزاءة وهي تـرحل من أمامه، تلك المرة لَم يغضب بـل أبتسم بخـبثٍ، حرك يدهُ على رأسه بطريقة ماكرة، مُتمني رؤيتها تنكسر أمامه، تنعته بذلك اللقب دائمًا!، إذًا يـأجمل ليل أخيكِ سيكون نسخة طبق الأصل عني، بدأ بشيء صغير بالنيبة لهُ والأكبر والأخطر قادم، تُرن جُملته في ٱذنه وهو يهتف بـ
"عايز الواد ده يتكسر، عايز يبقا مُدمن عن جدارة، مش عايز نستخسر فيه حاجة، أغلى نوع مُخدر نخليه يدمنه"
_يبقا مُدمن مخدرات ؟
أبتسم بتقزز، مُردف بثقة"ومن النوع الفاخر كمان، أصله مش أي حد ده أخو الغالية مراتي".
"سيف"أكثر إنسان يبغضه بعد"ليل"شقيقته، تشاجر معه لأكثر من ثلاث مرات، طفل بالنسبة لهُ يستطيع قتله في ثوانٍ لكنه ينتظر عليه يُقتل بذلك السُم البطيء وأمام عينه، و"ليل"ستكون أكبر مُساهمة لهُ، تعطيه أموال ليشتري _كيفـهُ_ستموت بـحصرتها بعدما تعلم المسكينة!!
_أصبري يا"ليل"أنتِ وأخوكي على رزقكم، بدأ بالسجاير والحشيش ينتهي بالبُودرة.
قالها بتوعد وبسمة أنتصار أرتسمت على وجهُ، هو الفائز هُنا...!"______"
وجه نحيف شاحب، عيونها العـسالية معـقودة باللون الأحمر مِن أثر البكاء الكثير، عيونها لا تُجف، يُزينها هالات سوداء، شفتيها لون بشرتها_صفراء_وكأنها على مشارف الموت، والغـريب إن والدتها لَم تُلاحظ، لَم تـتساءل حتى عن حالها، مِن قبل كانت نحيفة والآن فقدت قدر كبير من وزنها، أصبحت أبشع من قبل، غرزت يدها في شعرها الـطويل وخُصلاته ليتساقط في يدها!، تساقط بطوله بعدما ذبل!!، هيَّ أقبح بنات العائلة، أغبى بنات العائلة، أرخص بنات العائلة، القت بنفسها في الجحيم والآن تبكي وتُنوح!!

YOU ARE READING
رجفة من نوع خاص.
General Fictionتـلك المـرة كانت رجـفَـة مُختـلفة!، من نوع خاص! دق معـها قلبـها، تدفـقت الدمـاء إلى وجـنتيـها، ارتسـمت أبتسـامة خجـولة على وجـهـها، حـاولت مُـدارات خجـلهـا وبسمتـها لكن تلك المـرة خسرت! وفـازت دقـات قلبـها بالتعالي...!!! رَجْـفَـة مِن نُوعٍ خَـاصٍ...