- ³

2K 141 82
                                    

- P E R F E C T -
- مِثالي -

---

عاودَت الجُلوس بِمَكانِها لِتَجِد الجَميع
مُهتَمٌ بِأمورِه ولا أحد يُعطي أيَّ لَعنَةٍ حَولَها

بِالطَبع ، الهُدوء هوَ الأفضَل
كانَ يَجِب عَليهِم أن يَكُونوا هَكذا
مُنذُ البِدايَة

أيجِب عَليهَا تَوبيخُ الجَميع حَتّى يَفعلوا
مَا تُريد؟

أسنَدَت رَأسَها عَلى كَفِّها بِخِفّة تَتخيَل
سِيناريوهاتِها المُحبَّبة إلَيها

حَتّى لو كانَ وَضعُها وحياتِها سَيئين ،
فَالخَيالُ شَيءٌ مَجانّي

كانَت تَتخيلُّ مَواعيدٍ وأشياء لَطيفَة أُخرى
مَع حَبيبُها مَجهولُ الهَويّة

لِيلي ذاتُ الجَفافِ العَاطِفي هيَ الأسوءُ
فِعلاً

فَتحت عَينَيها بَعدَ شُعورِها بِجُلوسِ أحدِّهم بِجانِبها

لَم تَنظُر لَه لَكِّنَّها لاحظَت وُجودُ مَشروبٍ عَلى
مَقعَدِها

رَفعَتهُ لِيَتّضح بِأنُّهُ حَليبٌ بِاللَوز والعَسَل

نَظرَت لَهُ لِتَجدُه يَبتَسِم إبتِسامَة مُشرِقَة
لَها لِيُعاود إكمالَ قِصَّتِه المُصوّرة

كَسرَت الغِطاء لِتأخُذُ رَشفِةً مِنهُ ،
رُغمَ أنَّها لا تُحِبُّ اللَوز إلا أنَّها لَم
تُرِد إحراجَهُ بِعَدمِ شُربِه

" يُراوِدُني الفُضول ، هَل لِيلي
هوَ إسمُكِ الكامِل؟ "
سألَها عَلى غَفلَة لِتُحرّك
حِدقَتيها نَحوه ، كانَ لا يَزالُ مُرَكِّزاً
بِكِتابِه

" لِيلينا رُودِيوز ، يَابانيّة أمريكِيّة "
عرَّفَت عَن صِيغَتها الكامِلة ليُومِأ
لَها بِإهتِمام وهوَ يُتمتم بِإسمِها عِدَّة مَرّات

" رَائِع ، أنا يابَاني الجِنسيّة أيضَاً! "
حدَّثها بِاليَابانيَة بِنَبرة مُتحمِّسَة لِتُقابِلُهُ
بِالإبتِسامَة هِيَ الأًخرَى

---

بَعد إنتِهاء دوامِهُم ما كادَ أن يَخرُج
ألا وَرَجُلٍ مُلتَحِف بِبذلَةٍ رَسميّة قَد إنحنَى
لَه يُشيرُ بِيَدَيه إلى السَيّارَة الخَاصّة

أكملَ طَريقَهُ مُتجاهِلاً إياه لِيَتوجّه ناحيةً
محطّة وُقوف الحافِلَات ، كانَ يَعلَمُ مَن أرسلَ
هَذا السائِق وَ لِمَاذا

وَصلَ إلى شِقَّته لِيُدخِل الرَمز السِرّي ويَتقَدّم

لَم يُدرِك وُجودُ كَعبٍ عِندَ عَتَبَةِ الباب قَبل
دُخولِه ، لَكِّنه يُدرك مَن المُتواجِدُ بِالدَاخِل

ما كادَ أن يَتقدَّم لِغُرفَتِه لَكِن مَن عَلى
الأريكَة جَذبَ إنتِباهَهُ

كانَت إمرَأة فِي أواخِر العِقد الرابِع
مِن عُمرِها ، مُتأنِقّة واضِعَة سَاق فَوقَ الأُخرى
تَنتظَر إبنُها المَصون

" وَاه ، أهذِهِ ثالِثُ مَرّة أُغَيّرُ بِها الرَمز هَذا الشَهر؟ "
تَحدَّث بِشَخيرٍ ساخِر لِتُدَحرِج المُقابِلة
عَيناها

" كُفّ عَن هِذهِ التَفاهات وتعالَ مَـ

" لا أُريد "
قاطَعها بِنَبرتِه الجامِدَة لِتُدّعك
الأُخرى جَبينَها بِإنزِعاج

" أُمّي ، أنا لَستُ وَلَدُك لِذا كُفّي عَن هَذا وغادِري "
أضافَ مُشيرَاً بِرأسِهِ ناحيَةَ البَاب

إستقامَت مُمسِكة بِطرفِ حَقيبَتِها بِغَضب

إقتَربَت مِنهُ بِخُطواتٍ مُتَمَّهِلَة

" سَتأتي قَريبَاً ورُغماً عَنك ، حَياتُكَ لَيسَت
مُلكك كَما تَعلَم! "
تحدَّثت بِنبرَة مُريبَة تَرُصُّ عَلى كُلّ حَرف
يَخرُجُ مِن فَمِها بَينما المُقابِل لَم يُبدِ أيَّةَ
رَدَّةَ فِعلٍ

خَرجَت لِيَتنَهد بِقَسوة

" أُشفِقُ عَليكِ حَقاً "
تحدَّث ساخِراً وهوَ يَنظُر إلى البَاب

" إبحَث فِي أمرِ الفَتاة الَتي كانَت مَعه "
حدَّثت مُساعِدُها عَبرَ الهاتِف بَعدَ خُروجِها
مِن شِقّة الآخر

إمرَأة مَهووسَة؟ نَعم!

---

إنتَهى✔

مِثالي | rikiWhere stories live. Discover now