- ¹⁰

1.4K 130 36
                                    

- P E R F E C T -
- مِثالي -

---

كانَت واقِفة تحتَ سُطوع الشَمس
القَويّة لِشَرح نَشاطَات الرِحلَة ،
وهيَ صِدقاً تَكادُ أن تَنامُ وهيَ واقِفَة

لاحظَها ريكي الَذي يَقِف بالصَف
الَذي بِجانِبِها لِيَركُل ساقَها بِخِفّة حَتّى تَستَفيق

إعتَدلَت فِي وَقفَتِها تَتظاهَر بِفِهم الطَلاسم
الَذي يُثرثِر بِها مُشرِفُ الرِحلَة بِدون مُكبّر صَوت حَتّى

أولُّ نَشاطٍ كانَ مُمِّلٌ جِداً ، الإختِباء
حَتّى أطفالُ هَذِهِ الأيام لَا يَلعَبوها

تَناثرَ الجَميع بِأرجاء الغابَة لِتَسير هيَ
إلى الجِهة اليُسرى

كانَت حائِرَة إلى أينَ تَذهَب
لَكِّن قابَلتها شَجرَة ضَخمَة وطَويلَة

إبتَسَمت بِشرّ لِتَقفز عَليها
كَالقِردة ناويَةٍ التَسلُّق

إستَقرّت عِند أضخَم غُصن وَجدَتهُ
والَذي سَيكَون قادِراً عَلى حَملِها

مَرّت عِدَة دَقائِق لِتستَمِع إلى أصوَاتٍ
باهِتة قادِمة مِن بَعيد لِتَعلَم أنَّهُم قَد إنتَهوا
وعاودَوا التَجمُّع

أرادَت النُزول وعودَةِ أدراجِها لَكِنَّها أدرَكَت ،
أنَّها لا تَعلم كيفَ وَصلَت إلى هَذا العُلوّ حَتّى

جَلست عَلى ذَلِك الغصن مُجدداً وتمسَّكت
بِجِذع الشَجرة السَميك بأيديّ مُتعرّقة

أستَموتُ مِن الجُوع والبَرد هُنا! أستُصبِح
طَعامَاً لِصِغار الحَمام والنُسور!
أستَتعفَّنُ جُثّتها هُنا!؟

عِدّة أفكارٍ دِراميَة داهمَت عَقلَها
لِتَعقد حاجِبَيها بِقَلَق

لاحظَت مُرور أحدٍ فِي الأسفَل
كانَ هوَ! ريكي!

" يا ريكي "
صاحَت بِخُفوت لِيَقِف الآخر
مُديرَاً رأسَهُ إلى اليَمين واليَسار

" أنا فَوقُك أيُّها الوَغد "
همسَت بِذات النَبرة لِيَرفع
رَأسَهُ مُطلِقاً ضِحكَة ساخِرَة عَلَيها

عادَ إلى الوَراء يُحدّق بِها
بِعَدم تَصديق ، كَيف إستَطاعَت الوُصول
إلى هُناك حَتّى!

" لِيلي-يا ، أكُنتِ قِردَة فِي حَياتِكِ
السَابِقَة؟ "
حدَّثها بِذات النَبرة الساخِرة لِتشخُر الأُخرى

" كُفّ عَن هُرائِكَ هَذا وسَاعِدني عَلى النُزول ،
لا أودُّ فُقدان إحدَى قَدماي كَما تَعلم "
أجابَته بِنَبرة مُماثِلة لِيَبتَسِم بِتَكلُّف

إقتَربَ لِيَصعَد إلى رُبعِ مَسافَتِها

" هَيا إنزِلي ، إن سَقطتي فِسأُمسِكُك "
رَدَّ لِتُومِأ الأُخرى لِتَضع قَدمَيها
عَلى الأغصانِ بِبُطئ

إجتازَت نِصفَ المَسافَة لَكِّنها
تَعثّرت نَتيجَةَ غُصنٍ قَد إنكَسرَ أثناء
وُقوفِها

كادَت أن تتَدحرج وتَفقُد تَكويرَة
جُمجمُتِها لَكِّنَهُ سارعَ بِالإمسَاكِ
بِها بِمَعالم مَذعورَة

لَم يَشعُر كَونَّها جَالِسَة
بِحُضنِهِ الآن

" هَل أنتِ بِخَير؟ هَل تَأذَّيتّي؟
كاحِلك ، هَل كاحِلك بِخَير؟ "
إنهالَ عَليها بِوابِل الأسئِلة لَكِّنَّهُ
تَوقّف بَعدَ رُؤيَتِه لِخَدّيها المحمَرّين
وعَينَيها الجَاحِظَة بِخِفّة

ما كادَ يَستغِرب ألا وهوَ يَستوعِب
بِأنَّها تَتوسَّط حُضنَهُ الآن

بَقيَا عَلى هَذا الحَال لِعِدَّة دَقائق
وهُما يُحدِّقا بِعَينيّ بَعضِهِما بِصَمتٍ
مُحرَج

قاطَع صفوّ جوِّهِما طالِباً قَد أرسَلَهُ
المُشرِف لِلبَحثِ عَنهِمَا

إبتَعدا عَن بَعض ليَعودا أدراجِهِما
بِتَمثيل كأنَّ شَيئَاً لَم يَكُن

لَم يُلاحِظا نَظرَات ذَلِك الطَالِب
الَذي يُدعى هيوك ، وإبتسامَتِهِ الماكِرة
بَعدَ رُؤيتِهِ لِوَضعيَّتِهمَا لا تُبشّر بِخَير

الرِحلة هاتِه سَتكونُ أكثَر
مُتعَة عَلى ما يَبدو

---

إنتَهى✔

مِثالي | rikiWhere stories live. Discover now