- ²⁴

1.1K 110 26
                                    

" P E R F E C T "
" مِثالي "

---

فِي اليَوم الَذي يَليه ، هَرولَت إلى المَبنى
لِتَذهب حيثُ مَجموعَتها مُتجمّعة بَينما
تَضع كَفيها عَلى رُكبَتيها وهيَ تَلهث لِتَعتدِل
بِوقفَتِها سَريعاً بَعدَ أن وَجدتَهُ يَنزل الدَرج
حَتّى وَقفَ أمامَهُم مُتكتّف الذِراعين عاقِد
الحاجِبين

" آنِسة رُوديوز "

" نعَم؟ "

" مُتأخّرة بِثَلاث ثوانٍ عَن البَقيّة ،
لِمَ تستمرّينَ بِإفتِعال المَمنوعَات مُنذُ
قُدومِك؟ "
حدّثها بِصرامة بَينما هِيَ طَأطأت رَأسَها
بِخجل ، هَذا الرَجُل لا تَفوتُهُ خافِية

" إتبَعيني "
أردفَ قَبلَ أن يَنزِل بَقيّة الدَرجات حَتّى
توجّه يَميناً بِخُطواتٍ كبيرَة بَينما هيَ
شابَكت يَديها وهيَ تَسيرُ خَلفَهُ بِتردد

وجدَته قَد دخلَ لغُرفة الإجتِماعات المَكشوفَة
بَينما أبقَى البابَ مَفتوحاً حَتّى دَخلَت هيَ
وَرائهُ ثُم أغلَقتهً

كانَ يَقِف بِجُمود أمامَها وهوَ يَنظُر لَها
مِن الأعلَى إلى الأسفَل بِنظراتٍ غَيرُ
راضيَة

أدارَ ظَهرَهُ مُتوجّهاً إلى خِزانة إعادَة التَدوير
ليُخرج كومَة أوراقٍ مُمزقة ليِضعها عَلى الطاوِلة
بِرفقةِ عُلبة غِراء

" لَن تَتعدي عَتبة هَذا البَاب إلا وأنتِ قَد قُمتِ
بِلصق الأوراق مَعَ بَعضِها ثُمّ كِتابَة تَقريرٍ عَنها
، مَفهوم؟ "
حدّثها بِذات النَبرة وهوَ يُمرر سَبابَتهُ عَلى الطاوِلة
لِتُومِأ هيَ مُتمتِمةً بِنَعم

أومأ هوَ الآخَر ليَخرُج مُبتعداً عَنها عائِداً
إلَى المَجموعَة بَينما هيَ قَد حدّبت كَتِفَيها
أثناءَ تَدعيكِها لِجَبينَها بِأسَى.. ما هَذا الحَظ

جَلسَت بِإحدى الكَراسي المُقابِلة لِلباب وهيَ
تُحرّك بِيَديها كومَة الأورَاق ، حَقاً البَحثُ
عَن إبرَة فِي كَومَةِ قَش سَيكونَ أسهَل مِن
هَذِهِ المُهمة

لَقد كانَت مُحقّة ، قامَ بِتوظِيفِها فَقط لِلإنتِقامِ
مِنها ، أيُّ إعتِناءٍ هَذا الَذي تحدّثَ عَنهُ الأُستاذ؟
إنّهُ حَتماً يُفرّغ جَلَّ حِقدِه عَن طَريق هَذِه الأُمور
والأسوَء أنّهُ يَومُها الثاني فَحسب

كانَت سَعيدَة بِحُصولِها عَلى وَظيفَة مُستقرّة
أخيرَاً ، لِمَ إزدادَ الأمرُ تَعقيداً؟

أحقّاً قَدرُها لا يُخبِئُ لَها سِنيناً هادِئة وسَعيدة؟

تنهدّت قَبل أن تَقومُ بِفصلِهم لِتبدأ عملَها بِتركيز ،
يَجِب أن تبذُل جُهدها حَتّى لا يَتم إقصاؤهَا
لَيسَ فِي فَترَة التَدريب عَلى الأقل..

أغلقَ هاتِفه بَعدَ أن تَأكّد مِن بُدأ عَملَها ليَضَعهُ
فِي جَيبِهِ مُكمِلاً حَديثِه

" أنت ، الَذي فِي الأخير "
نادَى أحداً كانَ ، يَعبث؟

إستفَاقَ الآخَر ليُشابِك يَديِهِ
مُجيباً بِنَعم

" ما أسمّك؟ "

" لِي هِي ييّوك "

" أتذكُر ما قُلتُهُ مُنذُ لَحظَات؟ "

" نَعم ، كانَ عَن بِناء الأسهُم فِي مَرحلَة
التَدريِب المُتوسّط "

" أخبِرني كَيفَ ذَلِك؟ "
سَألَهُ رُغمَ عِلمِهِ بِالإجابَة ، كانَ يَعلَم
أنّ هَذا الفَتى يَنسى سَريعاً وليسَ قِلّة
تَركيزٍ مِنه

" لِذلك ، قُم بِإستِخدام الدَفتر الَذي بَينَ
يَديك.. لِماذا تَسيرُ بِهِ فَحسب؟ "
أكملَ مُشيراً بِعَينَيه إلى يَدِه الحامِلة لِدَفتر
مُلاحظَات صَغير

كانَ قَد أطلقَ 'آاه' مُستوعِبة بِحرَج بَينما
قَد سَمعَ هَمهمات خَفيفة صادِرة مِن رِي وو
دَليلاً عَلى ضَحِكِها عَليهِ

" لَكن أيُها الرَئيس ، ألا يَجِب عَلى لِيلينا
أيضاً أن تَستِمع إلى هَذِه المُحاضرَات؟ فَهيَ
لَن تَكونُ مَعنا طِيلَة اليَوم "
تحدّثت إحدَى المَوجودات مُقاطِعةً الجوّ المُحرج
الَذي حَلّ بِالمَكان بَينما قابَلها الصَمت

" أنا أُسجّلُه آنِسة تشوي "
أجابَها بَعدَ أن أخرَجَ هاتِفَهُ مُشيرَاً
إلى المُؤقِت الَذي يَقومُ بِتَسجِيلِ حَديثِه

إذَن بَعدَ كُلُّ شَيء
الرَئيس رِيكي شَخصاً لَطيفاً أيضاً

---

إنتَهى✔

مِثالي | rikiWhere stories live. Discover now