- ¹⁶

1.2K 109 23
                                    

" P E R F E C T "
" مِثالي "

---

- بعد إسبُوعين -

كانَ واقِفاً أمام عَتبة بابِ مَنزِلها ،
يَنتَظِرُها حَتّى يُغادِرانِ مَعاً

خَرجَت وهيَ تَلهث بِسبب رَكضِها
فِي أرجاء المَنزِل ، إبتَسمت لَهُ بِهُدوء
بَينما صَدرُها يَعلو ويَهبط بِإستِمرار

قهقهَ عَلى مَظهرِها ليَأخُذ يَدَها بَينَ
خاصَّتِه يَسيران مَعاً

كانَا قَد إعتادَا المُرور عَلى بَعضٍ والذَهابُ
مَعاً كُلّ صَباح بَعدَ إنتِهاء الرِحلَة

عِلاقتَهم هيَ ذاتُها حِينَ كانا يَجهلانِ
مشَاعر بَعضهم ، لكنّها أصبحَت أكثر
ودّية عَن ذِي قَبل

صباحاً يَذهبانِ مَعاً ، ويَقضيانِ بَقيّة
اليَوم فِي الحديثِ معاً
ثُمّ يَنتهي يَومَهُم بِمُعانقَة أحدِهم لِلآخَر

لكِّن ، مَاذا حَصلَ عَلى آنِسة تَعال مَعي؟
أسَتظلُّ سَاكِنة هَكَذا؟ بِالتَأكيدِ لَا

إذ فِي نِهايَة الأُسبُوع ،
كانَت لِيلي عائِدة لِلتو إلى مَنزِلها
وإبتِسامَة خَفيفَة مَرسومَة عَلى وَجهِها

رَفعَت أنظارَها بَعدَ أن كادَت تَصِل
لِتَجد سَيّارة حَمراء مُظلّلة مَصفوفَة
مُقابِل مَنزِلها بَينما إمرأة أربعينيَة واقِفة
أمامَ السَيّارة تُحرّك أنظاراهَا عَبر البُيوت
المُجاوِرة

شَكَّت لِلحظَة فِي هيّة هَذِهِ الإمرَأة لَكِن
سُرعان مَا طَردَت أفكارَها وتوَجّهت بِخُطواتٍ
مُسرِعة إلى البَاب ناويَةً الدُخول

" المَعذِرة! "
نطقَت المرأة المعنيّة قَبل
أن تَقوم لِيلي بِعُبور عتبَة البَاب
لِتَعقد مَلامِحها بِعدم رَاحة ، لَيسَ الآن

" أأنتِ الطالِبة لِيلينا؟ "
أكملَت بَينما عَقدت المَعنيّة
حاجِبيها وهيَ تقترِب مِنها بِخُطواتٍ
بَطيئِة مُتمّهِلَة

" نَعم ، أنا هيَ
لَكّن مَن أنتِ؟ "
سألتها بَينما الأُخرى قَد
طأطأت رَأسَها تُقهقه بِخُفوت

" أنا؟ والِدة ريكي
أو يُستحسن القَول ، زَوجةُ أبيه "
أجابَتها بِغنج بَينما لِيلي قَد
رَفعت حاجِبيها بِمعنى والمَطلوب؟

" أووه ، أهلاً سيدتّي!
بِماذا أُساعِدُك؟ "
ردّت بَعدَ ثَوانٍ تُمثّل التَفاجؤ والسُرور
لِرُؤيَتِها ، بَينَما هيَ لَا تَفعَل

" بِإبتِعادكِ "

" أستمِيحُكِ عُذراً؟ "

" أنتِ كما أظُن وحسَب تحليلي أنكِّ
خَليلَةُ رِيكي ولَدي ألستِ كَذلِك؟ ، وبِكُلِّ
لُطفٍ وصِدق أطلُبُ مِنكِ الإبتِعادَ عَنهُ
لِعدّة أسبابٍ مُؤلَفة ، أنكِ لا تَليقي بِه
لا شِكلياً ولا إجتِماعياً وَلا حَتّى تقليدياً
فَكما تَعلمِين وإن كُنتُ لستُ والِدَتهُ فَـ
رِيكي عَزيزٌ عَليّ وأرغَب لَهُ بِالأفضلِ
دائِماً ، أظُنكِ ذَكيّة كِفايَة لِتفهمي ما أعنِيه! "
تحدّثت بِمهلٍ وهيَ تَقترب مِن لِيلي
تُداعب خُصلاتِها بَينما المَعنيّة كانَت
تَنظُر لَها مِنَ الأسفَل إلى الأعلَى بِنظرَة ساخِطة

" أشكُركِ عَلى مُحاضرتكِ الجَميلة عَن
إختِلاف القِيم والمَكانة الإجتِماعية بَيننا
ولكِن يُؤسِفُني مُقابَلتُكِ بِالرَفض ، فَماذا
سَتفعلين؟ ليسَ لَديّ شَيءٌ لِأخسَرُه! "
أجابَتها بِحدّة وهيَ تَبتسِم بَينما الأُخرى
قَد قَهقهت بِسُخرية مُجدداً

" أخبرتُكِ أن ريكي عَزيزٌ عَلي ، لَكِنهُ
لَيس إبنيَ الرُوحي فليّ حُريّة فِعل
ما أشاءُ فِيه ، فأنا لَن أؤذيكِ أو أؤذِي
آخِر مَن تَبقّى مِن عائلَتِك مَثَلاً
بَل سَأؤذِيهِ هوَ! أنا مُتأكّدة بِأنّهُ أخبركِ
بِأنّهُ يُريد أن يَعمل كَمُصمم أليسَ كَذلِك؟
هوَ لَن يَكونُ موجوداً لِتحقيقِه إن رَفضتي! "
حدّثتها بِنبرة غاضِبة بَينما الأُخرى
قَد إبتَلعَت بِقلق بَينما عَينيها قَد تَلألأت ،
هَذِهِ الإمرأة سَامّة بِحق

---

إنتَهى✔

مِثالي | rikiWhere stories live. Discover now