Page 9

73 7 0
                                    








مُذكرتي العزيزة ،

أتعرفين ظل ما بعد الثانية عشرة ليلًا ؟
ظل الواحدة صباحًا ؟
ظل الثانية والثالثة والرابعة وحتى الخامسة صباحًا ؟
هو ذاته الظل الذي يكون مُتجاهلاً ومرمياً خلفك طيلة اليوم مثل ظلك الحقيقي تمامًا ، لكنه في تلك الأوقات سيتحد مع الظلام المُحيط بك مالم تنم وسيُسيطر عليك.

وأعتقد أني اكتب تحت تأثيره الآن.

الظل الثالثة صباحًا هو مايجعل الناس مُتأثرين وعاطفيين، بأي شعورٍ كان.
شعوري اليوم -والذي هو الأكثر اعتياداً وتكرارًا- هو الحُزن.
الضيقة، ثُقل الصدر، الشعور بأنفاسك، تصلُب أكتافك وبُطء جسمك والرغبة بالبكاء.



أحيانًا تكون لأسبابٍ محددة تحدث معك تلك الفترة، او تمر بها، أحيانًا تكون دون سبب على الإطلاق ، أحيانًا تكون مجرد إنهيار على ذكريات غير مهمةٍ البته من الماضي او أحيانًا تكون من تراكُم مشاعرك المكبوتة وتعبك لفترةٍ ما.


الليلة لايُمنكنني تحديد أيُها انا .
لكن أُرجح أنها الأخيرة.


أنا أكتم الكثير يا مذكرتي، لستُ النوع الذي يشارك مايُثقله مع احد. ليس لأنني انا هكذا،
كلا ، ترغب نفسي حقًا بفعل ذلك، لكني أمنعها انا.


لأسبابٍ عدة،
منها أن الجميع بالفعل لديهم ما يُثقلهم ولا أريد أبدًا الإثقال عليهم حتى لو كانوا هُم يفرغون مايُثقلهم لدي وأستقبله، ولأني أحيانًا لا أعلم حتى ماذا اقول او كيف أشرحه، ولأني أندم لاحقًا على فعلها. إذ اني حين اخرج من الحالة واعود للعادي أجد اني لست مرتاحاً بكون الشخص يعلم ما أمر به ومايزعجني وابكي بسببه وانه رآني بوقت ضعفي.



لكن السبب الأهم والأكبر هو: أني لم أجد الشخص المناسب.
اظن حقاً اني سأرمي بكل الأسباب السابقة عرض الحائط لو كان لدي الشخص المثالي لإفراغ أثقالي.

لكن كل من جربتهم الى الان كانوا فقط بأساليب وردودٍ تجعلني فقط أعي على ذاتي وأُعيد لملمة الموضوع واتظاهر بأنه "حسنًا حسنًا بخير سيتحسن انا افضل الان شكرًا" وهو ليس كذلك، فقط لأنهم ليسوا مناسبين ولا جيدين بما يفعلون (وهو مواساة شخص واحتوائه).


ارى نفسي شخصيًا بأني شخص جيدٌ جدًا ومناسب لمواساة الآخرين وإحتوائهم ، أتفهم حقًا لما يعود الناس الي غالبًا وقت ضيقهم ، وانا اغبطهم بصراحة، اغبطهم لأن لديهم انا.
لربما احسدهم حتى أحيانًا.

قد يبدو قولي لذلك عن نفسي نرجسيًا لكنه في الحقيقة حزينٌ ومؤلم جدًا بالنسبة لي.
مُذكرتي ، أنا جيد بمواساة واحتواء غيري لدرجة اني اتمنى ان لدي شخص جيد الأسلوب مثلي لأتمكن من افراغ كل اثقالي وامتعتي المُنهكة عليه.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 03, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

إدمانُ المُتشفَيات | هيُونينِقكايWhere stories live. Discover now