الليلة السابعة عشر

7 4 0
                                    

ماذا لو أن الزهايمر أصاب شخصك المفضل؟.
ماذا لو أن هذا العزيز جهلك فجأة وكأنك لم تكن؟.
لن نتحدث عنه أو ماسيمر به ويعيشه من ألم، إنه اعترافك الصغير، ما الذي ستفعله حينها.

بعد سؤال كهذا لم أعي حقا ماذا أقول، وكيف أجيب، خُيل إلي كيف سينسى ذاك الشخص حتى نفسه، ستضيع أفكاره، معتقداته وذكرياته، لن يعي حقيقة شيء من حوله، سيبدو كل ما حوله ككذبة كبيرة، حتى يفقد ثقته بنفسه وبما حوله، كما لو أنه يقف وسط المجهول ليبدأ بالتلاشيء رويدا رويدا مع كل شيء.

مهما حاولت أن أجيب ستبدو الإجابة فرضية، لامر لا يمكنني تخيله لشخصي الوحيد وهو ينتهي قبل أن يبدأ، لكن يمكنني حتما أن أكون شمسه وقمره، أن انير العتمة التي يتوه فيه، أن أكون ونيس طريقه القصير نحو المجهول، أن أعرف ما يريد دون أن يعرف ما يريد، أن احفظه أن نسي نفسه وانقشه ابدا في جدران ذاكرتي، لتحيا ذكرياته في قلبي.

اعترافات منتصف الليلWhere stories live. Discover now