مُسْتَحْوِذٌ عَلَى الْعَرْشِ

605 54 384
                                    










صحيحٌ بأن كاغو على إدراكٍ تام وتَقبُلٍ للمشاعر التي تكِنها تِجاه كيساكي، إلا أنها شابة تتصفُ بالرزانة، وتُتقن الفصل بين الأمور الشخصية والتزامات العمل، لذلك لم تختلف مُعاملتها معهُ منذُ بداية اكتشافها لذلك وحتى الآن.

فهي من قررت أن تحاول الوصول إليه على مَهلٍ ،ولن تُجازف بالكشف عن أحاسيسها قبل أن تتيقن من أن كل الظروف مُؤاتيةٌ لها.

وقد استقبلتهُ صباح اليوم الذي تلى العُطلة بابتسامتها المُعتادة قبل أن يصعد للسيارة، وأَسَرَّت في نفسها ما خَلفتهُ رؤيتهُ من غبطة.

وبينما كانت تقود بتريثٍ في شوارع طوكيو، اختلست نظرة إليه من خلال المرآة الأمامية، ووجدتهُ يرتشفُ قهوتهُ الصباحية بتأَّني، فباشرت بفتح الموضوع الذي نازع فِكرها لفترةٍ خلال أيام عُطلتها.

-كيساكي-ساما.

نادت اسمهُ، وحين تأكدت من أنها اِسْتَرْعَت انتباههُ أردفت قائلة:

-لديَّ استفسارٌ إن أذنت لي بطرحه؟

-ما هو؟

أجاب بنبرةٍ مُحايدة قبل أن يشرب مُجدداً من كوبه، وقد كان ذلك جُل ما تحتاجهُ لتواصل الحديث:

-أخبرني هانما-سان عندما تَسلمتُ هذهِ الوظيفة أنني قد أستمعُ لمُكالماتٍ سرية مُهمة، وقد شدَّد على ضرورة عدم الإفصاح أو التحدث عنها لأي شخص، وقد إلتزمتُ كُلياً بالشرط، ولكن ماذا لو أردتُ الحديث بشأنها معك أنت، فهل من الممكن القيامُ بهذا؟

توقفت عند إشارةٍ تومض بالأحمر، وأعادت ناظريها لانعكاسه، حيث عَقد حاجبيه وتمتم مُتفكراً:

-ما تسمعينهُ من مُحادثات خلال تواجدك معي تَقعُ خارج نطاق صلاحياتك، لذا حديثك عنها أو السماحُ لكِ بإبداء الرأي فيها ممنوعٌ بطبيعة الحال.

ثم أضافُ وهو ينقلُ حدقتيه الزرقاوتين الفاتحتين لتُلاقي نظرتَها المُترقبة:

-ولكنِك أولُ من يستفسرُ عن شيء مماثل،لذا سوف أمنحكِ استثناءً، فمالذي تودين الحديث عنه؟

شّدت كاغو قبضيتها فوق مقود السيارة، كانت واثقة تقريباً من التفسير الذي توصلت إليه، ولكنها خشيت أن يُخالف توقعاتها فهو شخصٌ يصعبُ التكهن بما يدور في عقله، غير أنها عقدت العزم على المضي بعد وصولها لمرحلةٍ لم يُدركها أيٌ من سائقيه الذين استمعوا لكثير من المحادثات شديدة السرية من قبلها.

سحبت نفساً طويلًا، واستجمعت رباطة جأشها قبل أن تسأله:

-الشخصُ..الذي سمعتك تتحدثُ عن دنو موعد إعدامه.. آه....إعذرني على وقاحتي ولكن، هل كُنتَ تقصدُ بقولك أنك انتظرت ذلك طويلاً..بأنك كُنت تسعى دوماً للحصول على زوجته؟

أَحَدُهُما مُـعْتِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن