الفصل ١٥

11 3 16
                                    

صدمت "ماو" من كلام والدتها لتأخد حقيبتها و تخرج بينما والدتها لا تزال تتحدث : ان كنتِ تظنين انني ساكون سعيدة بعملكِ فهذا غير صحيح... هم شئ و انتِ شئ اخر... لن تكوني مثلهم ابدا...

خرجت "ماو" تنزل الدرج تفتح هاتفها و الرجفة تغزو كل خلايا جسدها بينما لا تزال تسمع جمل متفرقة من والدتها ، هي غير منزعجة هي مجروحة ، هي لم تقل سوى الحقيقة ، ليس و كأنها كذبت...

...

لا تعرف كيف وصلت لبواية البيت و لا حتي كيف اتصلت ب"بومقيو" و اخبرته ان يخرج لها ؛ لكنها فور فتحها و خروجها من البوابة كان هو يقف امامها يلهث بقلق ، تفحصها بالكامل بينما هي ارتمت بين ذراعيه تبكي... لم يعرف ماذا يفعل او يقول فظل يلف ذراعيه حولها بقوة فهما كانا معا قبل قليل و كانت هي تبدو افضل من ذي قبل كأنها اخيرا تقبلت ما يحدث حولها ، الي ان تذكر كلامها عندما اخبرته عن رغبتها في الهروب...

الهروب؟

هي كانت تريد الهروب من البيت ، لذلك اتصلت به... كانت تملك رقمه طوال هذه المدة ؛ لكنها لم تستخدمه حتي الان ، استخدمته قبل قليل لتحدثه و هي تبكي تخبره انها تريد رؤيته و عندما ذهب ، سقطت بين ذراعيه تبكي؟

تنهد يربت علي شعرها بعد ان هدات قليلا ليهمس : هل تريدين الذهاب لمكان ما؟

لم ترد ليضيف مكملا : بحر؟

لم ترد للحظات لكنها أومات ليزفر براحة قائلا و هو يفصل العناق و يجرها خلفه : هيا!

ذهبت خلفه دون النطق بكلمة ، ليس لديها طاقة للمجادلة و لا حتي للتساؤل عن اي شئ ، هي فقط تبعته لحيث ذهب...

اتجه هو لداخل فناء بيته ثم ناحية اليمين حيث تصطف مجموعة سيارات ، تقدم احدهم يمد مفتاح سيارة ما له ثم اتجاها نحو سيارة صفراء قائلا و هو يفتح لها باب المقعد المجاور للمقعد القيادة : هيا!!

نظرت له ثانية ثم نظرت لشرفة غرفتها فدخلت دون تردد فهي حقا تريد الابتعاد عن هنا باي طريقة ، بعدها اتجه هو لمقعد القيادة ليشغل السيارة و يخرجا من البوابة التي فتحت منذ دقائق بانتظار عبورهما...

...

بعد مرور الوقت منذ خروجهما ، هما عالقان في زحام مروري سيئ بسبب سقوط الامطار تنهد هو فالوقت متأخر بالفعل و الي ان يصلا للبحر يحتاجان لساعة اخري و عودتهما ستستغرق ساعة و هذا لن يكون جيدا لا له و لا لها ، استرق النظر لها للحظة ليجدها تراقب الطريق بفراغ هي عادة تنظر لما حاولها بهذه النظرات ؛ لكن شعر ان شيئا ما تغير بتلك النظرات... ربما بعض الأمل المزروع داخلها قد قتل الآن؟

تَضْحِيةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora