Ep6

152 16 2
                                    

.. بعضي لديّ .. وبعضي لديكِ..

.. و بعضي يشتاق لبعضي .. فهلاّ أتيتِ..؟!

محمود درويش

...................................


يقفان بين أشجار حديقة القصر ، كانت تنظر إليه بعينين خائفتين و تترقب بقلق ما سيحدث بعد أن تخبره بالمصيبة، إقترب الأمير "غوث" متفحصا إياها بنظراته الشهوانية ، شدّ على خصرها منحنيا ليقبل شفتيها ، لم يبقى إلا مسافة قصيرة تفصل بين وجهيهما حتى قالت بخفوت:

-"أنا حامل".

بدى كأنه لم يسمع ما قالته جيدا، ضيق عيناه سائلا إياها بغير إستيعاب :
"ماذا تقولين يا نوارس؟ لم أسمعكِ"

إرتجفت أوصالها حابسة دموعها بقوة لتعيد قائلة:" أنا حامل يا سمو الأمير"

إتسعت إبتسامته شيئا فشيئا حتى بدأ يقهقه ضاحكا بشكل جنوني بقي على حاله هذا لعدة دقائق حتى توقف فجأة ، أشاح بوجهه بعيدا متنفسا بشكل عميق، ثم ناظرها بعينيه الحادتين قائلا:

" حسنا ، و ماذا في ذلك؟ ، إن لم تريديه فأجهضيه، ليست مشكلتي على ما أعتقد."

إتسعت عيناها بصدمة قائلة:" تعلم جيدا أنه إبنك يا سمو الأمير، ثم إني من جواري الملك ولم أدخل غرفته من قبل قط، و القصر ليس به رجال ما عدا الأغوات الذين لن يستطيعوا الإنجاب أبدا ، لم يتبقى غيرك أنت و أخاك الأصغر الامير"سيردار" ".

إشتعل غوث غضبا من تهديدها الخفي شد على عنقها بقوة قائلا:
" تجرأي إذن ، أخبريهم بالحقيقة، أقسم حينها أن نهايتك ستكون على يدي. "

رفعت صوتها قائلة :" لن أخاف منك بعد الآن، سؤخبرهم بكل شيء ، لم أعد نوارس الضعيفة التي إعتدت على رضوخها لكل أوامرك ".

نظر إليها ببرود وقال:" تبدين متأكدة و واثقة من ما تقولين؟"

أجابت بإندفاع شديد:" نعم متأكدة و سأجعلك تندم على كل أفعالك ، صدقني".

شهقت فجأة حابسة أنفاسها بقوة، وضعت يدها على بطنها تتلمس الدماء التي تخرج منها، وقعت من طولها تشد على السكين الذي إخترق كيانها الهش.

غوث بجمود:" أنت من أردته لنفسك ، فلا تلوميني"

سحب السكين بعنف من بطنها و بحركة سريعة مررها على عنقها بقسوة منهيا على حياتها في ثوان معدودة.
حينها سمع صوت شهقة في الأرجاء من حوله، إتجه راكضا ليلحق بمن راقب ما فعله ، بحث كثيرا و لم يجده .

توقف مبتسما ببرود محدثا نفسه:" لن يتجرأ على الكلام بعدما رأى ما حصل، ليس غبيا ليستغني على حياته ببساطة."

................................

نهض من فراشه بتثاقل، إتجه الى شرفته وهو يعيد غلق أزرار قميصه، سرح طويلا متأملا الصهباء التي تنام بفراشه ، ثم حدث نفسه قائلا:

جارية حرة!Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt