EP8

192 19 1
                                    

..قل لي ولو كذبا كلاما ناعما
..قد كاد يقتلني بك التمثال
..مازلت في فن المحبة ..طفلة
..بيني و بينك أبحر و جبال
..لم تستطيعي بعد ، أن تتفهمي
..أن الرجال جميعهم أطفال..

نزار قباني

....................................................🌼


-" إبتعد يا علاء قليلا دعني أكلمه نيابة عنك، ماذا تقصد أنك لم تفهم طريقة كلامهم ، هل سيتكلمون الصينية مثلا؟ ، تكلم بسرعة و أخبرني بما كانوا يتحدثون."

"أرجوك سيدي إرحمني، أخبرتك بكل ما أعرفه، و أعدك إن تذكرت أي شيء آخر فسأخبرك به فورا."

-" كم تبدو ظريفا حقا، ستخرج كل مابجعبتك الآن حالا ، صدقني الموضوع لن يكون بإرادتك "

وضع علاء يده على كتف شمس قائلا:
" أرجو أن تهدأ سمو الأمير، لن يجدي هذا نفعا، يبدو الرجل صادقا، لماذا سيكذب في أمر كهذا؟"

-" أتركني و شأني يا علاء ، ليالي مختفية لاكثر من شهر عني و عن أهلها و تخبرني أن أهدأ، لا تجعلني أصب جام غضبي عليك أنت الآخر ."

أومأ علاء برأسه بلا حيلة و هو يعتذر من الرجل الواقف أمامهم، ذهب ليسأل شابا آخر في السوق.
-" لست متأكدا بصراحة فالجميع كان ملثم بالسواد فلم ألمح ملامحهم، ولكني سمعت أحدهم ينادي على أحد الأفراد بلغة تبدو مألوفة بعض الشيء لي."

-" أي لغة ؟ أرجوك فكر جيدا ، هي شبيهة بأي من اللغات؟

-" لست واثقا حقا و لكني أشك أنها أقرب للفارسية او التركمانية إن لم تخني ذاكرتي."

"إنها التركمانية" قالها رجل كهل بصوت واثق عال جعل شمس يلتفت نحوه و يتقدم بتجاهه.

..................................................

بعد أسبوع من إنتقالهن إلى جناح الأميرة، ذهبت فاطمة لجلب بعض الشموع التي طلبتها منها ديلارا لتستطيع كتابة بعض الرسائل الخاصة لصديقاتها في المملكة.

كانت تمشي بين الاروقة و موضوع نوارس الراحلة لايزال يؤرق تفكيرها، لم تشعر بالقطة التي تتبع خطواتها و تحاول مداعبة فستانها ، الا أنها إنتبهت لظل شخص ما يتحرك بطريقة غريبة في الرواق الغربي، و بما أنها شخصية فضولية ذهبت لتلقي نظرة هناك .

تقدمت بخطوات بطيئة دون أن تصدر صوتا أو تلفت الانتباه، إنصطدم بمشهد آخر يثير الإشمئزاز و كأن القدر يسخر منها في كل مرة، أغمضت عينيها بإنهاك و قد أسدل الخجل ستاره على ملامحها.

جارية حرة!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن