Part 8~

28 2 0
                                    

وَ لَرُبَّما لَعِبَ معي الزهر في الوقت الصحيح، تدبيرُ الله دائِمًا الأَفضل

إِذًا تريفانا هل تمنحيني شرف اختيار العشاء لَكِ!

بِالتَّأكيد بيكهيون

القلبُ يسأَلُ العينَ حينَ اذكُرُهُ
يا عينُ قولي مَتى باللهِ نَلقاهُ
إِن كانَ غاب لِأَنَّ الحُزنَ يسكُنُهُ
يا ليتني الحُزنَ لكي أَحظى بِسُكناه

هل تودينَ الاستمتاع بالطقس الباردِ خارِجًا!

لا بَأسَ فبرودةِ ما بينَ اضلُعي فاقت المحيط الخارجي، شعرتُ أَنني هَرِمَة للغاية، لا حملَ لي بحزنٍ أو فرحٍ

جلسنا في أَحد الحدائِق و لفَّ جسده نحوي كانَ قريبًا جدًا مني، كنتُ أُراقبُ عيناهُ بِخِفَّة وَ هو يراقبُ وجهي

مَدَّ يَدَهُ لي، وضعتُ يدي فوقها بترددٍ كبير
إنّي مددتُ يدي لكِ فَلا تفلتيها، أنا تائِهٌ وَ أنتِ من عثرَ علي، أَنا هُنا وَ أشار لقلبهُ ينبضُ بكل قوَتهِ حالَما يراكِ

اشحتُ وجهي عنهُ لا اعرفُ ماذا افعل

حماسُ البدايات هذا اعرفهُ جيِّدًا، سيتلاشى الإهتمامُ وَ الحبُّ حالما تَعتق العلاقة

بيكهيون أَلا تظنُّ أَنك تسرعت! دعنا نعرف بعضنا أَولًا و من ثمَّ اعرف مشاعري تجاهك لا أُريد أن نَتَخبَّط في العلاقةِ و نصل إلى طريقٍ مسدودٍ حَقًا فقط دعنا أصدقاء حَتى اتخذ قراري و افهمني ارجوك.

أَود أن أَبوحَ لَكِ بِشيءٍ، في الواقعِ أنا هو ذلكَ الشخص الذي تُحادثيهِ يوميًّا، أَنا هو أوليڤر، لم أقصدُ شيئًا مُهينًا لَكِ و لكني وددتُ التخفيفَ عنكِ مِمَّا فعلتَهُ لَكِ

أَخشى الحب وَ كَأنهُ أَسوأ مخاوفي، أَن يُحبني أَحدهم وَ كَأنني أثمن ما يملك، يُحلقُ بي إلى فضاءٍ ورديٍّ مُشرقٍ، يطيرُ بي إلى سابعِ سماءٍ يَجعلني أَحيا لَهُ وَ من أَجله، ثُمَّ يُلقيني من ذات العلوِّ الذي أَخذَ بي إِليهِ، مُحال لي العيش بعد تلكَ الإنهيارة العظيمة، مُحال أَن أبقى جسدًا واحدًا، سأتشلَّى أَشلاءً دقيقةٍ تكاد تُرى، تجرِبتي جعلتني أشعرُ أَنني أرغبُ بِتَقَيؤ قلبي.

والدي هو من قَتل والدتي يا بيكهيون

عانقني وَ نظرَ لي النَّظرةِ ذاتِها، أخبريني كيف حدثَ ذلك

ذهبَ والدي في إحدى المراتِ إِلى برلين في مُؤتمرٍ طبيٍّ، حينها صادفَ أُمي التي ذهبت للسببِ عينِهِ، وَ خلال تلكَ الفترةِ طلبَ مواعدتِها ثُمَّ زارها في مورمانسك و قام بخطبتها وَ سافرت معهُ إلى سيول، و خلال شهرين تزوجَ والداي و خلال عامين تَمَّ إِنجابي

كانت الأَيام رائِعة و اللحظات جميلَة، كَم كانت علاقتهما الزوجية جميلة وَ سعيدة، سرعان ما تغيَّر الأمر بعدما شُخِّصَ أَبي بالاكتئاب، أصبح عدائِيًا جدًا يكرهني وَ يكره أمي وَ حتى جدتي، ذهبنا إلى مزرعةِ جدتي وَ أنا في الرابعةِ عشر من عمري، لكي نرفه عن والدي، وَ لكنه جلسَ وَحيدًا، ثاوٍ على صخرٍ قاسٍ كَقلبه تَمامًا

تركضُ والدتي تجاهه كَالفراشة الرقيقة، بشعرها الأَحمر الطويل المجعَّد، و دارَ حديث بينها وَ بين والدي وَ احتَدَّ النقاش جدًا حَتى قام بصفعها، لا زلت أذكر رجفة يدها واضعةً إِياها على موضِعِ الأَلم و هرعت بعيدًا عَنهُ، بينما تركضُ بعيدًا عنه و عن المكان سَقطت في بئرٍ قديم

صرختُ بكلِّ ما بي من طاقةٍ و قلت أومااا
اتصلنا بالسلطات المختصة وَ فرقِ الإنقاذ و أَخيرًا اخرجوا امي

اخرجوها جُثَّةً هامِدَة شعرتُ بضيقِ الدُّنيا وَ سوادِها

كُنتُ صغيرة لا اعرف معنى الفقد، وَ لكنني جَربتُ أَلَمِهِ باكرًا

تَألَّمتُ من كُلِّ شيءٍ، من كُلِّ شخصٍ، عائلتي هيَ مَن دَمَّرتني، لا ادري مَن قال مقولة أَن المكسور من أهلِهِ لا يُجبر وَ لكنَّهُ صَدَق جدًا

وَ بعدها بعامين توفيَّ والدي إِثرَ سكتةٍ دماغيَّةٍ مُباغِتةٍ، هكذا أخبرَ الطب الشرعي

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 25, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

|Philadelphia| فيلادلفيا Where stories live. Discover now