١. حين بدأ كل شيء

1.2K 30 96
                                    


قراءة ممتعة.

نوعاً ما مقدمة.

_______________

يُقال أن الجشع يصنع أقبح الرجال، أما الرجال مثل دوتوري فهم قبيحون منذ البداية.

_______________


استطاع أن يشعر بأنفاسه على شفته العلوية، ساخنة، تلدغ ورطبة. انبعثت رائحة خشب السيدار المحترق من الرجل، حلوةٌ ومسكرة عندما وصلت إلى رأسه لتدور مع أفكاره التي أخذت تتراقص حول أي شيءٍ عدا عن الموضوع المطروح.

"وإلى متى تخطط للوقوف هكذا، يا طبيب؟"

وضع ذلك ابتسامة عريضة على شفاه الطبيب، الاندفاع بوجه بانتالون هكذا كان من المؤكد أن يجذب اهتمامه. كان دوتوري ينحني على المكتب الثقيل -وباهظ الثمن- المصنوع من خشب الساكورا المدهون باللون الخمري أغمق قليلاً من عينيه، مقرباً وجهه بخطورة من وجه الآخر لا لسبب آخر إلا للحصول على اهتمامه الكامل، كادت أنوفهم أن تتلامس بينما أنفاسهم تختلط بالمساحة الضيقة بينهما.

"من الوقاحة ألا تعطي انتباهك الكامل لضيوفك، ألا تعتقد ذلك؟" قال الطبيب، لمحة من اللهو في صوته على الرغم من اللدغ الواضح في كلماته.

"ضيف؟" قال بانتالون بنفسٍ صغير، "انت لم تعد ضيفاً، يا عزيزي، فأنت تقريباً تعيش هنا الآن"

نعم، ربما جاء دوتوري إلى مكتب بانتالون الكثير من المرات في الآونة الأخيرة، ولكن في دفاعه، لم يكن ليستمر بالعودة إن لم يستمر المسجل برفض طلباته للتمويل بشكلٍ صارخ -الأمر الذي لم يأخذه الطبيب برحابة صدر أبداً-. لم يكن الأمر عملياً على أقل تقدير، فقد أخر تقدم مشاريعه، وأضاع وقته بمفاوضات عديمة الجدوى، إن كان أي شيء، لم يرغب دوتوري حقاً بالعودة إلى هنا مرة أخرى قريباً.

ولكن ليضع مشاعره الشخصية جانباً، فهو لا يسهب التفكير بها كثيراً. دوتوري رجلٌ عملي، قد يذهب إلى أبعد مدى لتحقيق النتائج والحصول على ما يريده، يفعل ما عليه فعله، حتى وإن كان ذلك يعني طرق باب المسجل كل يوم لمدة أسبوعين بدون خجل. ولكن هذه المرة لن يغادر بدون نتيجة، فبالنسبة لشخصٍ يتحلى بالكثير من الصبر كالطبيب، هو يكره التقدم البطيء.

على كل حال، لم يشعر دوتوري بالإهانة، على الرغم من أن كلمات المسجل كانت معنية لفعل ذلك بوضوح، فهو رجل لديه مهمة. "أنت تتحدث وكأنك لا تجعلني أعود إلى هنا عن قصد" قال متهماً، ولكن حتى هو يعرف انه كان يهذي.

"ليس ذنبي أنك لا تستطيع التعامل مع الرفض بشكلٍ جيد أيها الطبيب" قال بانتالون باستخفاف.

ضحك دوتوري، كان ذلك صحيحاً. "أنت تعرف كيف تتخلص مني بسهولة" قال، "وافق على طلب التمويل الخاص بي وسأبتعد عن وجهك" توقف قليلاً كما لو كان يفكر بالمدة، "لفترة" أمال برأسه قليلاً.

خسارة فادحة - Dottore x PantaloneWhere stories live. Discover now