١٠. رقصة رقيقة من الخداع

593 23 38
                                    

يس رجعت بعد ست أشهر ههههههه
قراءة ممتعة

___________

تسربت أشعة الشمس من خلال النوافذ الصغيرة للكوخ، ملقيةً خيوطًا رقيقة من الضوء الذهبي الخافت على وجه دوتوري لتدغدغه بلمسةٍ لطيفةٍ موقظةً إياه بهدوء. عاد بصره إلى الحياة ببطء، كاشفًا عن الداخل المظلم للمساحة الضيقة، -شيئًا كان ممتنًا له، ونادرًا ما يكون دوتوري ممتنًا، إن كان أبدًا!- فهو لم يقدر السطوع الذي غالبًا ما يرحب ببصره الحساس خلال هذه الرحلة بعد استيقاظه مباشرة، فحواسه الحادة لم تستطع احتماله.

رقصت رائحة مغرية في الهواء من حوله، وتناثرت الرائحة الحلوة لفاكهة سوميرو المشوية في مقدمة أنفه، ميقظةً ذكرياتٍ قديمة في رأسه.

جلس ببطء، ملاحظً فوريًا الألم في أسفل ظهره والذي جلب ذكريات الليلة الماضية إلى مقدمة عقله. مما دفعه إلى الابتسام، تجربة جديدة، وبالتأكيد لم تكن شيئًا كان يجب أن يحدث، ومع ذلك، لم يجد دوتوري في نفسه أي ذرة من الأسف أو العار بينما أخذت الأحداث تعيد نفسها في رأسه، في الحقيقة، كان ليفعل ذلك مرة أخرى.

لم يضطر إلى النظر من حوله ليعرف ان بانتالون لم يكن موجودًا، كانت المساحة صغيرة بما يكفي لتناسب إطار رؤيته الواسعة. لا بد من أن المسجل قد استيقظ مبكرًا مرة أخرى، ووجد دوتوري نفسه يتساءل ما إن كان الآخر قد حصل على قسط كافٍ من النوم هذه المرة.

نهض إلى قدميه ببطء، وجفل قليلًا وهو ينحني لالتقاط ملابسه. يبدو أن بانتالون كان لطيفًا بما يكفي لطي ملابسه بعناية ووضعها فوق الصندوق الخشبي في زاوية الغرفة. قهقه دوتوري وهو يسحب قميصه فوق رأسه، لطالما كان المسجل رجلًا أنيقًا، يجد الجمال والرقة في أكثر الأمكان الغير تقليدية. ومع ذلك، فطيه لملابس دوتوري كان عاطفيًا بشكلٍ غريب.

قبل أن يشق طريقه إلى الخارج، ألقى دوتوري نظرة خاطفة خلفه. كان معطف بانتالون باهظ الثمن لا يزال ملقى هناك على الأرض، متسخًا ولزجًا بدليلٍ صارخ على أنشطة الليلة الماضية. ضحك من جديد، ستكون هذه بالتأكيد مفاجأة لطيفة لمن يعثر على هذا الكوخ من بعدهم.

كان بانتالون يجلس في الخارج من حول نيران صغيرة أشعلها، وخوخ سوميرو معلق على أعواد خشبية ليُطهى ببطء فوق اللهب. كانت أعينه ترتكز على الكتاب الذي رفعته يده اليسرى بينما أخذت يده الاخرى تحرك العيدان بين كل حين وآخر بشرود ذهن.

بدا وكأنه في عالمه الخاص، وللحظة، شعر دوتوري أنه لا يريد إفساد لحظة الكمال تلك، كان هناك شيءٌ آسر حول سكون بانتالون، لمحة نادرة من السلام لم يرغب دوتوري بمقاطعتها.

"ما الذي تعده؟" قرر دوتوري كسر الصمت عندما شعر أنه يتضور جوعًا لاهتمام بانتالون. شق طريقه نحو الآخر، انحناءٌ طفيف لكن ملحوظ في وركه. كان بانتالون عنيفًا، ولا يشك دوتوري بأن جسده سيتألم لبعض الوقت، ومع ذلك، لم يكن لينكر الإشباع الذي صاحب الألم المستمر.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 16, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

خسارة فادحة - Dottore x PantaloneWhere stories live. Discover now