٦. قريب جداً ولكن بعيد المنال

410 17 172
                                    

تحذير التشابتر فيه محتوى جنسي.

 قراءة ممتعة.

____________

لم يكن الهبوط لطيفاً على الإطلاق. لقد كان شيئاً لم يأخذه دوتوري في الحسبان، ربما قد غيم حماسه على عقله في تلك اللحظة، جاعلاً إياه يصب تركيزه فقط على تحقيق هدفه وليس ما بعده. عندما دخلوا البوابة، كانت الرحلة سريعة كوميض ضوءٍ أزرق، شعر دوتوري وكأنه يطفو، مسافراً بسرعة أكبر بكثير مما هو ممكن بشرياً. حاول أن ينظر ولكنه لم يرَ شيئاً، فقط الضوء الأزرق، والكثير منه، ولكن عندما سقط، لم يكن الهبوط جيداً على الإطلاق.

كان وجهه أول ما ارتطم بالأرض، ثم تبعه جسده. حدث كل شيءٍ بسرعة، لم يدرك دوتوري أنه كان يسقط حتى شعر بألمٍ يكاد يقسم جمجمته إلى شقين. والآن كان وجهه مدفوناً بالأرض، مؤخرته معلقة بالهواء، وأطلق صرخة لم يكن يعرف أنه قادرٌ عليها عندما شعر بشيءٍ ثقيل يحط على ظهره كاد ان يقصمه من المنتصف.

"سحقاااا" أصدر دوتوري أزيزاً مثيراً للشفقة، فقد نفذت رئتيه من الهواء وذلك كل ما كان قادراً عليه في تلك اللحظة، كان الألم لا يُطاق.

"يال الهول، هل قمتُ للتو ب.." قال بانتالون ببطء، ساكناً للحظة قبل أن يتحرك بسرعة، وشعر دوتوري بالارتياح الفوري عندما ارتفع الوزن من فوق ظهره، كان المسجل الآن على قدميه.

"دوتوري، هل أنت بخير؟" جثا بانتالون على ركبتيه أمامه، أيديه تتحرك لتمسك وجه دوتوري من كلا خديه وترفعه من مدفنه في الأرض، حتى أنه كان هناك طبعة في التراب حيث اصطدم وجه الطبيب.

"بالنسبة لشخصٍ بحجمك، أنت بالتأكيد ثقيل كاللعنة" بصق دوتوري الكلمات من خلال فكٍ مشدود، واضعاً كل قوته المتبقية في جحرة عميقة، وحتى وإن كان قناعه منحرفاً قليلاً إلى الجانب، لا زال لا يمكن لبانتالون رؤيتها. –جهدٌ ضائع بالتأكيد.

"سأعتبر أنك بخير تماماً إذن" قال المسجل مع اهتزازٍ طفيفٍ لحاجبه وهو يترك وجه الطبيب، مما أدى لارتطامه بالأرض من جديد، متسبباً بأنينٍ مخنوق يخرج من رئتي دوتوري.

"والآن، ماذا لدينا هنا؟" نفض بانتالون الغبار عن يديه، صوته على بعد أمتارٍ قليلة الآن وهو يواصل المشي، تردد صدى حذاؤه في المنطقة بأكملها، كما لو أنهما كانا في داخل قوقعة. رفع دوتوري رأسه من جديد بقوة الإرادة وحدها، شعر وكأنه لم يكن هناك عظمة واحدة سليمة في جسده. أدار رقبته قليلاً لينظر من حوله، وكان المكان بالفعل يشبه القوقعة. لم تكن هناك سماءٌ فوقهم على الإطلاق، بل سطحٌ مغلق.

"هل ستستمر بالتكاسل هناك أم أنك ستنهض أخيراً؟" استدار بانتالون ليواجهه، صوته مبتهج كما لو كان مستمتعاً بوضع دوتوري. صك الطبيب أسنانه بانزعاج وهو ينهض ببطءٍ على قدميه، لحسن الحظ لم تكن أيٌ من عظامه مكسورة، ولكن جسده كان على الأرجح مليءٌ بالرضوض والكدمات في هذه المرحلة.

خسارة فادحة - Dottore x PantaloneWhere stories live. Discover now