🌺الفصل السادس🌺

516 25 2
                                    

الفصل السادس:

_هل تعلم آخر الأخبار؟!!....اكرم الالفي تعرض الى ازمه ماليه كبيره وكل أسهم شركاته تتراجع بشكل كبير فى البورصة
ابتسم عمار بتشفى فيما يقول:
_الاخبار الجيده تأتي تباعاً.... اعتقد انه تأكد الان أن حركات المبتدأين التى فعلها حين ذهب للشركات التى نتعامل معها ليعرض عليهم سعرا أعلى لم تؤثر معى بشئ.
قالت سوزان بتقرير:
_لكن لا تنكر أنه استطاع إقناع معظمهم مما جعلنا نتكبد خسائر كبيرة
ضحك عمار بسخرية وهو يقول:
_ليس مهما....فهو لم يستطع أن يزعزع علاقتنا مع الشركات المهمه....الشركات الصغيرة فقط من قبلوا بعرضه لذا الخسائر لم تكن بتلك الأهمية
قالت سوزان بأبتسامه واسعه:
_ومع ذلك لا تنكر انك ضربته فى مقتل حين بعثت هؤلاء الرجال ليروضوا تلك الإشاعات حوله وحول شركاته لقد تسبب الامر فى هذا التراجع الرهيب لأسهمه في البورصة
قست نظرات عمار فيما يقول:
_حتى يتعلم أن لا يعبث مع الأكبر منه
_عمار انا خائفة....اكرم الان كالحيوان المسعور ومن الممكن أن يؤذيك
ابتسم عمار بغرور بينما يقول:
_لا تقلقِ هو الان يحاول أن ينقذ نفسه من الإفلاس ولن يكون متفرغ للقيام بأي عمل احمق
ابتسمت سوزان بعشق بينما تقول بعيون لامعه:
_اتعلم كم اعشقك؟!!
احتل البرود نظراته فيما يقول بضجر:
_الم ننتهى من هذا الأمر سوزان؟!!!....لقد أصبح الموضوع مملا للغاية
تغصن جبينها فيما تكافح ظهور دموعها بينما تقول:
_ممل؟!!!....حبى لك شيء ممل؟!!!...ما الذي أخطأت فيه لتعاقبني بهذا الشكل؟!!
أعاد عمار نظره الى حاسوبه فيما يقول بلامبالاة:
_انتى لم تخطئ بشئ سوى ترديدك لنفس الكلمات كلما رأيتينى....كل ما فى الأمر أنى لا اريد ان استمر في هذه العلاقه...لا تعطي الأمر أكبر من حجمه
نظرت له سوزان بذهول ثم قالت بهمس:
_اكبر حجمه؟!!!...لهذه الدرجه كنت لك مجرد جسد تستمع به لا اكثر
أعاد عمار نظره اليها ثم قال بعدها ببرود تام:
_انا لا اذكر بأنى وعدتك بشئ اكبر من هذا....لا تلعبى دور الضحية سوزان...كلانا كنا نعلم جيدا طبيعة هذه العلاقه ولم نحتاج لتزينها ببضعه كلمات تافهه...انتى اردتِ أن تكونِ معى وانا اعطيتك ما تريدين.....انتهينا
نزلت دموعها بغزاره فيما تقول بصوت مبحوح:
_الم تحبنى يوما؟!!!
التوت شفتاه بسخرية ثم قال:
_انتى تعلمين جيدا أن الأمر لم يكن له اى علاقة بالحب سواء من طرفى أو من طرفك
هتفت سوزان ببكاء:
_انا احببتك دائما...لكن انت.....انا لا أصدق
اغمض عمار عينيه بملل ثم قال بهدوء:
_من الأفضل أن تنتقلِ لقسم اخر سوزان فمن الواضح انك ستتعامل ِ مع الأمر بدراميه شديده
ضحكت سوزان ثم تحولت نظراتها لحقد اسود فيما تقول:
_بالطبع....انتقل إلى قسم اخر...فحاجتى هنا قد انتفت بعد أن انتهيت منى
هتف عمار بملل:
_سوزاااااااان....انتهينا من هذا المسلسل الدرامي....واليوم اخر يوم لكِ كمساعده لى.....من الغد ستنتقلين لقسم اخر...مفهوم؟!!!
هزت سوزان رأسها ثم قالت بمكر خفى:
_لست بحاجة لفعل ذلك يا عمار...انا لن اضايقك من جديد...فأنت تعلم جيدا أنى افصل جيدا بين عملى وبين حياتى الشخصية
_حسنا يا سوزان....لكن اعتبرى هذا تحذيري الاخير لكِ....أن فتحتِ هذا الموضوع من جديد....ستخرجين من الشركه كليا
اومأت سوزان ثم اندفعت للخارج بجنون بينما اخرج عمار عقد زواجه منها من الخزينه المجاورة له ثم قام بحرقه ببرود تام وبعدها عاد من جديد لعمله وكأن شيئا ً لم يكن....فهو ليس بحاجة إلى كل تلك التعقيدات خاصة في هذه الفترة...فعمه يعتبر انتهى أمره لكن المبجله ابنته هى من ترفض أن يفصلونه عن الأجهزة التى تبقيه حياً الى الان....فبعد أن تركهم علم أن قلب عمه توقف ثم عاد للعمل من جديد لكنه دخل فى غيبوبة لا يعلمون أن كان سيستيقظ منها ام لا.
ابتسم عمار فيما يقول بتوعد:
_انتهى صبرى عليكِ آنسة رؤى وحان دورك فى تصفية حساباتى معكم
من ناحية أخرى جلست سوزان تغلى بغضب فوق مقعدها فيما تبحث بين اوراق العمل عن اى شئ يفيدها ضده فهى اقسمت بين نفسها انها لن تمرر استغلاله لها بهذه الطريقة على خير فأمسكت بكل الأوراق الخاصة بالصفقات القادمه ثم بدأت بتصويرهم بهاتفها وبعدها اخذت نسخه من كل الملفات الموجودة على الحاسوب لتكون أداة انتقام لها تنفعها فيما تنوى القيام به.
.................................................. ............................
_مرحبا يا صديق
وقف كريم ثم رحب بصديقه بحراره فيما يقول:
_انرت المدينه كلها جاك ..... اشتقت اليك يا رجل
ربت جاك على ظهر كريم بقوه بينما يقول بسخرية:
_اجل واكبر دليل انك لم تسأل عنى ابداً منذ مجيئك الى هنا....لكن انا افضل منك وفور أن حطت قدمى فى هذه المدينة وانا ابحث عنك حتى وجدتك
جلس كلا منهما فيما سأل كريم بأبتسامه:
_وكيف وجدتنى ايها العبقري؟!!
ضحك جاك بتسليه فيما يقول:
_لم يكن الأمر بمثل هذه الصعوبة....لقد جئت بعنوان هذه الشركة من صفحتك الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي...انا هنا لمدة أربعة أيام....اشارك في مؤتمر طبى وفرحت كثيرا حين علمت بأنه سيقام في مدينتك.
ابتسم كريم بود ثم وقف قائلا بمرح قد نسيه منذ زمن:
_اذن هيا لأعرفك على طعامنا....لكن احذر...طعامنا يحتاج لمعده قويه...هل تفهم ما اعني يا طبيب
ضحك جاك فيما يتحرك بجوار كريم للخارج بينما يقول:
_لا تقلق....لقد تناولت طعامكم من قبل واعجبنى كثيرااااا
خرج كريم بصحبة جاك الى إحدى المطاعم الشهيرة ثم طلب كريم بعض الاصناف التى يعلم أن صديقه لم يتناولها من قبل و فى اثناء تناولهم للطعام سأل جاك بمرح:
_اذن...هل يوجد جديد فى حياتك؟!!!
قال كريم ببساطة؟!!
_اى جديد؟!!!
_اعنى صديقه...زوجه...اى شئ
_لا
رفع جاك حاجبيه بأستغراب ليسأل من جديد:
_هل كنت على علاقة بأحداهن ثم انتهى الأمر ام أن الموضوع غير مطروح للنقاش من الأساس؟!!!
قال كريم بأيجاز:
_الموضوع غير مطروح للنقاش من الأساس
ازدادت حيرة جاك لتظهر فى صوته بينما يقول:
_لا تقل انك أوقفت حياتك بعد الحادث الذي تعرضت له انت وروز!!!!!!
وضع كريم ملعقته بضجر ثم قال بصوت مكتوم:
_جاك....من فضلك انا لا اريد التحدث فى هذا الامر
رفع جاك كتفيه بلامبالاه ثم أكمل طعامه حتى وصله صوت كريم المشدود فيما يقول:
_انا احتاج اليك فى أمر ما
نظر له جاك منتبها فأستطرد كريم:
_اريدك أن تعرف أين تقطن عائلة روزى...فأنت تعلم انهم اختفوا تماما بعد الحادث
نظر له جاك بتعجب فيما يقول:
_وماذا تريد منهم بعد كل هذه السنوات؟!!!
_لدى بعض الاسئله ابحث عن اجابه لها واعتقد أنى سأفهمها حين اقابلهم
قال جاك ببساطه:
_لا تقلق سأبدأ بالبحث عنهم فور عودتى وابلغك اذا وجدتهم.
ابتسم كريم بأمتنان فيما يقول:
_هذا ما انتظرته منك يا صديق....والان اخبرنى ماهى اخر اخبارك؟!!!
.................................................. .......................
أغلقت نوال المصحف بعد أن قرأت ما تيسر لها من القرءان ثم بدأت تمسد فوق رأس رؤى النائمه بفعل المهدئات بسبب الصدمه التى تعرضت لها حين توقف قلب ابيها أمام عينيها... فبالرغم من انها استفاقت بعد أن فقدت وعيها ببضعة ساعات الا ان الكوابيس المزعجه لم ترحمها ابدا وتجعلها تنتفض صارخةً كل يوم....مسكينه ربيبتها تعاني معاناه اكبر من عمرها بكثير...وبسبب رعبها مما يحدث رفضت أن يفصل الطاقم الطبي ابيها تلك الأجهزة الموصله بأبيها رغم أنها تعلم جيدا انها لا تفيده على الاطلاق...لكنها مرتعبه من فكرة الموت فى حد ذاتها.
همهمات صدرت من رؤى هى ما لفتت انتباه نوال
_امى.....ابتعد...لا تذهب ِ....امى...عينيكِ...لا تلمسنى
اغمضت نوال عينيها بأسي...فرؤى لم تتخطى أزمة امها بعد حتى تجد الطاقة للتعامل مع أزمتها الجديده
_لا تلمسنى....ابتعد
كلماتها الخافته أعادت لها تلك الذكرى اللعينه حين دخلت رؤى المنزل بمنظر مزرى وهى ترتجف حرفيا ولا تستطيع إسناد نفسها بينما تقول بهذيان وعينين زائغتين:
_لقد.....قتلته....انا قتلته
يومها أمسك بها عزالدين فيما يقول بصلابة شديده:
_ماذا فعلتِ....ماذا بكِ؟!!
ظلت رؤى تهذي بكلمات غير مترابطة:
_لقد حاول اغتصابى...قتلته قبل أن يقتلنى...لم يستطع
_من؟!!...احكى ما حدث معك كالخلق.....انطقِ
وبصعوبة بالغه حكت رؤى عن محاولة إحدى الشباب الذين ترافقهم اغتصابها وعن دفاعها الشديد عن نفسها ومقاومتها التى انتهت بضربها إياه بزجاجة كبيره كانت موضوعة قربها ثم هربت بعدها حين فقد الشاب وعيه...لكن وبفضل الله لم يمت الشاب لكن انتهى به مضروب وبشده من رجال عزالدين علام انتقاما مما فعله برؤي.
فكرت نوال أن رؤى قررت ارتداء الحجاب بعد هذا الحادث مباشرةً حين علمت أنها لن تصل لأى شئ بذلك المظهر الذى كانت تتخذه درعا وكأنها تستعرض قوتها وانوثتها وتتحدى بهما الجميع...لكن نوال كانت تعلم جيدا انها تفعل كل هذا حتى لانها خافت من أن تكون نسخه عن امها فالسيده سهيله كانت بسيطة الشكل والمظهر ومن وجهة نظر رؤى كان هذا الأمر هو أحد أسباب خيانة ابيها لها فقررت هى أن تكون العكس تماما من شخصية امها فبدأت بجذب نظرات الجميع لها بأثوابها الجريئه وتصرفاتها الاجرأ حتى وقعت في شر أعمالها مع هذا الصعلوك الذي حاول التطاول عليها.
خرجت نوال من غرفة رؤي بعدما اطمأنت عليها لتعود إلى عملها فى جمع متعلقاتهم من المنزل حتى ترسلهم للشقة التى سيقطنون بها لأن البنك أعطاهم فرصة حتى نهاية الاسبوع...اما الدفع أو الحجز... والاختيار بالطبع سيكون الحجز.
.................................................. .....................
جلست سحر بجوار اختها التى كانت تدرس من أجل اختباراتها التى ستبدأ في مطلع الشهر...فسهام اعتادت المذاكرة فى هذا الوقت من الليل حيث انها تكون فى جامعتها فى الصباح ثم تذهب الى المشغل بعد الظهيرة بعد أن تنتهى من محاضراتها... شعرت سحر بالعجز الشديد وهى ترى نفسها غير نافعه إطلاقا ولا تحمل ولو القليل عن اختها...اختها تدرس وتعمل وهى تجلس في المنزل بلا حول ولا قوه...
عاد إليها شعورها بالخزى من نفسها لأنها حتى لا تجد ما تصرف منه على نفسها أو المنزل...فعزت اخذ كل المال الموجود في المنزل كما أخذ ايضا اساورها التى كانت تعتبرها إحدى ضمانتها في الحياه والان بعد أن سلب منها كل شئ أصبحت لا تجد حتى المال لتشترى به طعاما لها ولأختها....تلاعبت سحر بالاسوره الوحيده التي تمتلكها بعد ان اخذ عزت البقيه ثم خلعتها ووضعتها جانبا وسط بعض مشغولاتها التى ستذهب فى الغد لبيعهم.... وبالمره ستذهب إلى الصاغه حتى تبيع تلك الاسوره حتى تستطيع أن تصرف على نفسها واختها الفترة القادمة.
_ما الذي يأخذ عقلك؟!!!!
انتبهت سحر على صوت اختها المشاغب فأبتسمت بهدوء فيما تقول:
_افكر فى انكِ كنتِ محقه
نظرت لها سهام بأستفهام فاستطردت قائله:
_اظن أنه آن الاوان لطلب الطلاق من عزت....فالفائده الوحيده التي كنت ارجوها حين قبلت الاستمرار في هذا الوضع قد ذهبت.....سأتصل به فى الغد ثم أخبره بقرارى وبعدها سنعود سويا الى بيت أبى وان اعترضت حسنيه فلتخرج هيا من منزلنا.
قفزت سهام بحماس فيما تقول:
_هذه هى الروح المنشودة
ضحكت سحر بألم لم تلاحظه اختها...ففكرة أن تطلب الطلاق من عزت تذبحها... بالرغم من كل ما فعله هى مازالت تحبه... بالرغم من أنها تعلم أنه يفعل كل هذا حتى تطلب هى الطلاق بنفسها مازالت تحبه...رباااااه...كم اذلها هذا الحب...لكن كما قالت لها سهام من قبل...الحب الذي يهين صاحبه مكانه تحت الحذاء.
تثائبت سهام فلاحظت اختها مدى ارهاقها فسألتها بعدها بأهتمام:
_ماذا ستفعلين فى موضوع عملك وقت اختباراتك؟!!!
قالت سهام بحيره شديده:
_مازالت لا اعلم....اختباراتى تمتد لشهر كامل وفى نفس الوقت لا استطيع ان اتغيب كل تلك الفترة عن العمل...فنحن بحاجة لكل قرش في الفتره القادمه حيث أن وجه البومه ستتبع نظام التقشف معنا حتى تسود حياتنا.
اطرقت سحر قليلا لتفكر فى حل لهذه المعضلة ثم قالت بهدوء:
_هل سيوافق صاحب المشغل اذا عرضنا عليه أن أعمل انا هذا الشهر بدلا منكِ؟!!!
تفاجئت سهام قليلا ثم رفعت كتفيها فيما تقول:
_لا اعلم....سأعرض عليه الامر فى الغد...الحاج مؤمن رجل طيب...اتمنى فقط أن يوافق على هذا الأمر.
ابتسمت سحر فيما تقول بهدوء وهى تنهض من فوق الاريكه البسيطة:
_إن شاء الله سيوافق....وان لم يفعل سأبدأ بالبحث عن اى عمل آخر حتى يأتي فرج الله....والان هيا لننام قليلا فغداً سيكون يوما حافلاً.
.................................................. ...............
بعد عدة أيام
دخلت رؤى لمبنى الشركه ببرود تام...قناعها المفضل وقت الشدائد...فإذا اعطيت وجهاً لأحدهم سيجعلك علكه في فمه بلا تردد... ركبت رؤى المصعد لكن قبل أن يغلق أوقفته يد أحدهم....لم تهتم رؤى بهويته فيما كانت تضع النظارة الشمسية فى حقيبتها حتى اتاها صوته الواثق كعادته بينما يقول:
_صباح الخير
نظرت له رؤي لتتفاجئ بوجوده معها فى المصعد بينما تفاجئ هو بتلك الهالات السوداء التى تحيط بعينيها الواسعتين...بدت لعينيه في تلك اللحظة اكثر هشاشة وضعف عما اعتاد.
تنحنح ثم حاول التحدث بصوت خشن ليخرج نفسه من محيطها فقال بغباء:
_لقد كنت اعتقد ان اباكِ هو المريض...لكن اثار المرض تبدو واضحة للغايه فوق صفحة وجهك
شتم كريم نفسه على غباءه حين اتسعت عيناها بصدمه من وقاحته...تنهدت رؤى ثم تكلمت بعدها بصوت بارد:
_لقد مرضت انا ايضا الفترة الماضية...لهذا لم استطع الحضور
هز كريم رأسه ثم قال بهدوء:
_وكيف حال والدك الان؟!!!
فتح باب المصعد فقالت رؤى بصوت لا ينم عن شئ بينما تتحرك للخارج:
_يحتضر
شعر كريم بالصدمة من اجابتها ولم يستطع ان ينطق بحرف إذ أنها تركته وتحركت بسرعه اتجاه مكتبها...
تحرك كريم بأتجاه مكتبه فيما ينمو بداخله شعورين... أحدهما الغضب الشديد من نفسه لأنه يعطي تلك الفتاه اهتمام اكبر من اى موظفه أخرى...وشعور اخر بالشفقة عليها والرغبة العارمه فى مواساتها...حتى تخرج من تلك الازمه التى سرقت بريق عينيها الواسعتين... فلطالما لفتت نظره عينيها البنية الاقرب للسواد التى تتحول للؤلؤه سوداء رائعه الجمال حين تتسع بأندهاش كما حدث منذ قليل فى المصعد.
انتبه كريم لمسار أفكاره فزفر بغضب ثم رن هاتفه مشتتا انتباهه ليجد المكالمه من مهاب فأستقبلها فيما يقول بتهكم ساخر:
_اهلا بعريس الغفله
ضحك مهاب بأستمتاع فيما يقول:
_لقد أصبحت الفاظك سوقيه للغايه اخى....أرى أن عودتنا اثرت عليك بالسلب الشديد
_نحن هنا منذ عامين بالطبع يجب أن اتأثر
ضحك مهاب بينما يقول بخبث:
_تبدو رائق المزاج...هل كل شئ على ما يرام؟!!!
_بالعكس انا اشعر بالضغط الشديد منذ سفرك لأنى مضطر أن ادير القسمين فى غيابك...ألم تكتفى بعد من سنة العسل تلك؟!!
هتف مهاب بدفاع:
_اى سنه هذه؟!!!....كلهم شهرين
_يكفيك بهذا القدر...العمل هنا فوق رأسي انا....لقد أخذت شهر زائد على شهر العسل المفترض
_لهذا انا اكلمك يا رجل... اعتقد اننا سنعود بعد اسبوع
هتف كريم بعصبية:
_اسبوع اخر؟!!!...هل تمزح؟!!!
قال مهاب مقلداً طريقة مريم حين تلك عليهم حتى تحصل على ما تريد:
_ارجوك اخى.....اسبوع اخر...اعدك أن انفذ لك كل ما تريد بعدها
كتم كريم ضحكته ثم قال بعدها منهيا المكالمه:
_حسنا مهاب.... حين تأتي سيكون لنا حساب اخر...والان اذهب فقد عطلتنى بما يكفي.
_الى اللقاء يا وسييييييييم
اغلق كريم الهاتف ثم رغما عنه ذهبت أفكاره الى مريم التى وجدها تبكى فى احدى الايام وحين سألها رفضت تخبره عما حدث ثم التزمت البيت بعدها ليومين حتى ظن انها سأمت من العمل معهم لتفاجئه بعدها بعودتها للعمل من جديد وكأنها تحاول أن تثبت شئ لنفسها كما لاحظ تعاملها الجاف مع مساعدته حتى انه شك للحظه أن علا هى من كانت وراء بكائها فى ذلك اليوم...لكنه لم يهتم بعدها كثيرا للأمر فيكفيه أن أخته أصبحت بخير.
.................................................. ........
_اخيرا ظهرتِ ايتها ال......
اوقفت زينه وصلتها الصباحيه حين رأت وجه رؤى المتعب فقالت بأهتمام وهى تقترب منها:
_يا الله.... تبدين متعبه للغايه.
لم تعقب رؤي بشئ وهي تجلس فوق مكتبها فقالت زينه من جديد:
_لقد اتصلت بكِ منذ بضعة أيام ووالدتك اخبرتنى بأنكِ مريضه...هل اخبرتك؟!!!
هزت رؤى رأسها بهدوء فقالت زينه بمشاكسه اعتادت عليها:
_هل تعلمين...لقد اعتقدنا أن السيد كريه قام بطردك بعد مقاطعتك لحديثه فى ذلك اليوم...فأنتى اختفيتِ كليا بعدها...لكنى فوجئت به يسأل عنكِ مثلنا بعدها بيومين... واضح أن عملك الجيد يشفع لك كثيرا عنده فهو لم يفعلها من قبل...فهو كان.....
_اعتذر منكِ زينه لكن حقا رأسي تؤلمنى بشده ولا ارغب فى اى حديث الان....سأستمع لكِ كما تشائين فيما بعد
هزت زينه رأسها بتفهم ثم قالت:
_معى مسكن للصداع إن كنتِ ترغبين
_يكون افضل
اخذت رؤى المسكن واغمضت عينيها بتعب لتعود لها كلمات نوال من جديد فتطرق عقلها دون رحمه:
_يا ابنتى...نحن نعذبه بهذا الشكل...دعى الطبيب يفصله عنه الأجهزة ليرتاح كما انكِ لن تستطيع ِ تحمل تكاليف المستشفى لفتره طويله...اتركيه يرتاح يا ابنتى
فكرت رؤي فى أن نوال محقه فى كل كلمه قالتها...لكنها مازالت مصدومه من نفسها اولا لأنها اكتشفت انها مازالت تحب ابيها حتى بعدما تسبب فى موت امها...كما أن صدمة توقف قلبه بين يديها مازالت تؤثر عليها حتى فى أحلامها ... ابتسمت رؤى بسخريه مريره فيما تقول لنفسها:
_وها قد اضفنا وجها اخر لمسلسل الرعب الذي أحياه فى كل مساء
أمسكت رؤى بهاتفها ثم طلبت رقم الطبيب الذي يتابع حالة والدها لتسأله عن اخر التطورات:
_مرحبا....انا رؤى عزالدين علام....الطبيب مدحت معى
_اجل آنستى....تفضلى
قالت رؤى بخوف وترقب:
_لقد اردت سؤالك....هل هناك اى امل فى تحسن صحة ابى؟!!
_انستى لقد اخبرتكم من قبل... حالة السيد عزالدين متدهورة للغايه...اذا اردتِ رأيي انتم تعذبوه بأبقاءه هكذا معلقاً لا هو حى ولا هو ميت
قالت رؤى بصوت يختنق بالبكاء:
_حسنا...سأمر علي المستشفى اليوم مساءا لأرى ماذا سنفعل
_حسنا آنستى كما تريدين
اغلقت رؤى هاتفها واستمرت بتنظيم أنفاسها حتى تمنع دموعها التى تهدد بالانهمار فى اى لحظه....فمن حسن حظها أن زينه ملتهيه بمحادثة هادى والا كانت ستسألها مئة ألف سؤال عن طبيعة المكالمه.
خرجت رؤي من أفكارها على صوت محمد فيما يقول أثناء دخوله المكتب:
_شباب....مساعدة السيد كريم تخبركم أن المدير يريدنا حتى يري التصاميم الجديده ليضيف التعديلات النهائية
وقفت زينه فيما تقول بتأفف:
_كم مره سيعدل فى التصميمات؟!!...اللعنه كم هو كريييييه.
علق هادى ضاحكاً:
_اصمتى...فأنتى ما أن تتحدثين عنه حتى نجده فوق رؤوسنا وكأنك تستحضرينه كالجن
دخل الجميع إلى الاجتماع الذي لم تركز رؤى فى اى شئ تم طرحه فيه اليوم لتحمد ربها فى النهاية على انتهاء اليوم قبل أن تسقط فاقده للوعى من الاجهاد والتعب.
نزلت رؤى لموقف السيارات حتى تركب سيارتها لتنطلق الى منزلها لكنها فوجئت بمن يقف أمامها يسد عليها الطريق....لقد كان إحدى رجال عمار...شدت رؤى قامتها ثم قالت بصوت حاولت قدر المستطاع أن لا تظهر فيه رعبها:
_ماذا تريد؟!!!....ابتعد عن طريقى
تكلم الرجل بصوته الثلجي قائلا:
_لست انا من يريد....السيد عمار يريد رؤيتك الان
هتفت رؤى بدفاعيه:
_وانا لا اريد رؤية احد وابتعد هيا عن طريقى
اقترب الرجل فيما يقول بهمس ارعبها:
_السيد كان واضح حين طلب جلبك له بأى طريقه...لذا لا تفتعلِ اى مشكله وتفضلِ معى
صاحت فيه بوحشيه:
_اذهب الى الجحيم انت وسيدك....انا لن اذهب له ابدا
تأفف الرجل بضجر ثم اقترب منها وحاول سحبها الى سيارته بعنف ولكن ما أن وضع يده على معصمها حتى أطلقت صرخه هيستيريه اجفلته كما اجفله مقاومتها الشرسه وضربها إياه بجنون وكأنه سيخطفها... ما هذه المجنونه؟!!...هو فقط سيقوم بإيصالها الى ابن عمها لا اكثر.
امسك الرجل بمعصميها ولكن قبل أن يضعها فى السيارة فوجئ بيد تنتزعها منه بشراسه ليجد نفسه فجأة فى مواجهة مع رجل بالتأكيد جلبه صوت صراخ تلك المجنونه الذى لم يتوقف الى الان.
قال الرجل بهدوء حتى يتجنب اى مشكله وارده:
_لا تفهم الأمر بشكل خاطئ ايها السيد...انا سأخذ الانسه لقريبها....لا يوجد اى مشكله هنا
تكلم المجهول بصوت بارد كالصقيع:
_لكنى اراها رافضة تماما لمرافقتك...حتى انها تصرخ مستغيثه لذا اذهب الان قبل أن تحدث مشكله انت فى غنى عنها
_هل تهددنى يا هذا؟!!!
_اجل انا اهددك وأقسم ان لم تذهب الان سأجعلك منك كوم قمامه ولن اترك فيك اى مكان سليم
ابتسم الرجل بأستخفاف ثم حاول دفعه ليصل إلى الفتاه المتكومه ارضا تبكى بأنهيار غريب له لكن الرجل الاخر سدد لكمه قويه أصابت وجهه مما جعله يزمجر بجنون لتبدأ معركه عنيفة جلب أصواتها حراس المبنى الذين امسكوا برجل عمار ثم سحبوه والقوه خارجا ليحاول كريم بعدها الاقتراب من الفتاه التى تبكى بأنهيار لم يتوقف للحظه وكأنها لا تدري ان الخطر قد زال ...وضع كريم يده على كتفها محاولا تهدئتها لكنها انتفضت صارخه من جديد وبدأت بمحاولة ضربه مما جعله يمسك بساعديها فيما يقول بقوه:
_اهدأى رؤى....أنه انا...اهدأى...توقفِ لقد ذهب وانتهى الأمر
لم تتوقف للحظه وازدادت ضرابتها قوه مما جعله يهتف فيها حتى تستفيق:
_قلت توقفِ...انا كريم....لا تخافِ....لقد انتهى الأمر
اخترقت نبرته القوية لا وعيها لتهدأ فجأة بين يديه ثم تتحول هستيريتها لجمود تام لتحاول بعدها الوقوف بترنح مما جعله يمسك بها ليقول بهدوء شديد حتى لا تجفل منه:
_تعالى سأخذك الى منزلك...لا تقلقِ انتى بخير الان
لم تجيبه رؤى بشئ وتحركت بجواره كدميه بلا روح نحو سيارته بعدها حاول أن يعرف منها عنوان مسكنها لكن دون جدوى فقال بهدوء حين لاحظ انها مازالت تحت تأثير صدمتها:
_ما رأيك أن نتجول قليلا قبل أن اعيدك الى منزلك؟!!
_...................
_رؤى يجب أن تقولِ اى شئ....انا اريد مساعدتك...قولى اى شئ حتى اطمأن انكِ بخير
_ايضا لا اجابه
رن هاتفها فسحبه هو من حقيبتها ثم استقبل المكالمه لعله يستطيع أن يصل لعنوان منزلها:
جاءه صوت امومى قلق حين فتح مكالمة نوال:
_اين انتِ يا رؤى؟!!!....لما تأخرتِ بهذا الشكل؟!!
_مساء الخير سيدتى...رؤى معى الان لكنها متعبه قليلا...هلا تخبرينى عنوان بيتها حتى اقوم بأيصالها إليه
هتفت نوال بجزع:
_ماذا حدث لها؟!!...اين ابنتى؟!!!
_رؤى بألف خير سيدتى...اخبرينى العنوان من فضلك
أخبرته نوال بعنوان المنزل الذي انتقلت إليه هى ورؤى منذ يومين فأنطلق كريم بها إلى المنزل وفى كل مره كان يلقى نظره عليها كان يجدها وكأنها بعالم اخر تنظر بشرود من النافذة المجاورة لها بهدوء مخيف.
تذكر كريم ما حدث من جديد مما أعاد إليه غضبه فحتى هذه اللحظة لم يستطع أن يمحومن خياله وجهها المرتعب ولا من أذنه صرختها المستميتة...حتى الان لا يفهم كل هذا الغضب الذي اعتراه حين رأى ذاك الحقير يضع يده عليها...لقد كان وكأن مارد تلبسه فلم يري فى تلك اللحظة غير جسدها وهو محاط بجسد ذاك الرجل حين كان يدفعها لداخل سيارته.
ضرب كريم على المقود بشده مما افزع تلك القابعه بجواره وجعلها تنتفض بشده فقال بصوت مكتوم:
_اعتذر منكِ لم اقصد ارعابك....هل اصبحتِ افضل؟!!
هزت رؤى رأسها بهدوء بالغ فقال من جديد:
_هل تعرفين هذا الرجل؟!!...هل يقربك كما يقول؟!!!
خرج صوتها مختنقا بشده وهى تقول:
_هذا إحدى رجال عمار وكان يريد اخذي إليه رغماً عنى
_اذن كانت توقعاتِ صحيحه منذ البداية...انتى تقربين لعمار علام
كان تقريرا اكثر منه سؤالا فهزت هى رأسها بتعب بينما تقول بمرارة:
_عمار يكون ابن عمى
لم يستطع كريم اخفاء فضوله حين قال:
_هل العلاقة بينكما سيئة لدرجة تعمدك اخفاء كنيتك حتى لا يتعرف احد على صلة القرابة التى تجمعكما؟!!!....فأنتى تتجنبى ذكر الأمر بشكل تام منذ الاجتماع الذي تعرف أبى على اسم عائلتك فيه.
قالت رؤى بسخرية:
_ها انت تعرف...اذاً الأمر لم يعد سراً
_لقد علمت حين اطلعت على ملفك الشخصي
استطرد كريم بغضب دفين لا يعلم هو نفسه مصدره:
_هل يؤذيكِ؟!!!!
_لقد وصلنا....هذا هو المنزل... شكرا لك
أوشك كريم على منعها من الخروج من سيارته حتى يفهم منها ما يحدث لكنه احترم رغبتها في الخصوصيه لكن هذا لم يمنعه أن يقول دون إرادة منه:
_رؤى.....ان احتجتِ الى اى شئ رجاءً اخبرينى
ابتسمت رؤى دون أن تصل الابتسامه الى عينيها ثم قالت بخفوت وهى تتحرك الى منزلها:
_شكرا لك مره اخرى
لم يقل كريم اى شئ ولم يتحرك من مكانه حتى تأكد من دخولها آمنه الى منزلها بعدها ظل قليلا يجوب فى المكان حتى يتأكد من أن هذا الحقير لم يتبعها ثم تحرك مغادرا إلى منزله بينما تجوب ملايين الاسئله فى رأسه وكلها تتمحور حول اسم واحد...رؤى علام.
.................................................. .......

_احمق.....انت مجرد احمق اخر ابتليت به....لقد طلبت منك أن تحضرها لى...لا أن تفتعل مشهداً بجوار محل عملها وتتشاجر مع رجل آخر هناك
_سيدى انت من طلبت أن اجلبها بأى طريقه
هتف عمار بغضب:
_توقف عن الجدال وأخبرني كيف يبدو هذا الرجل
تكلم الرجل بعصبية مكتومه:
_سيدى أنه طويل بعض الشئ...ويبدو وكأنه يمارس رياضة الملاكمة...عينيه ضيقتين ونظراته حاده للغايه ويبدو أنه يعرف الانسه جيدا لأنه كان غاضبا من اجلها للغايه
هتف عمار بسخط:
_الم تكونوا بموقف سيارات الشركه.... بالتأكيد هذا احد زملائها في العمل
استطرد عمار بنفاذ صبر:
_اسمع هذه اخر فرصه لك....اريدك ان تعرف لى هوية هذا الرجل وكل ما يتعلق به...وان فشلت هذه المرة ايضا لا ترينى وجهك من جديد....انصرف
خرج الرجل وترك عمار بمفرده الذى تأفف بعصبية فيما يقول:
_هذه المره لن اسمح لأحد بأفساد مخططى مهما كان الثمن.
مرت بضعة ساعات كان عمار منهمكاً فى عمله إلى أن قاطعه صوت الهاتف ليصله صوت إحدى أصدقاءه فيما يقول:
_مرحبا عمار.... البقاء لله...لقد سمعت أن عمك عزالدين توفى منذ قليل... البقاء لله يا رجل...كلنا لها.

نهاية الفصل السادس

قراءه ممتعه للجميع 💙💙

بقعة ضوء للكاتبة "هاجر حليم" Where stories live. Discover now