غيابك كحدث غير مروي

100 10 1
                                    





الأرض صوانٌ، ذبذبات حادّة تشتعل من شاشة جهازي. أبحث عن نص جديد، وأفشل؛ أدواتي صدئت (أم أنها أنا؟)

–1–

أن تحب يعني أن تترك أحدًا في الخلف، لكن في حالتي، الأمر يختلط عليّ، من أي نقطة أسجّل اختفاءك إن كان تلاشيك قد استمرّ ينبئ بالصورة التي جاء بها أول مرة؟ أجلس على الكنبة، أرنو إلى أوراق أجلونيما المتفتحة. الكفوف المخضرة غائصة في نور مدوّخ ينسدل من طيّات الستار. الأمر بسيط، استمررت بجلب حيوات أخرى إلى البيت، رغم أنه ليس البيت الذي تركتَه، لكنني أتخيّل ظل الموت يكبر كلّما أوغلتُ في الابتعاد عنه. الموت يعرف كل البيوت. أنيابٌ مثلّمة توعب في لحمك على قدر ما تشدُّ السلاسل. الهواء قاس، صلب. مخثّر بفجاجة برائحة البارحة، مألوفًا، مثل غد. أجلس عبره كله، بلا حراك. سئمت كل صوت ممكن.

في أحد الأيام خشيت أن نكون معًا، للحظة أقصر من أن ألمحها، وأن أمقتك، أن أضغط بجسدي البارد ضد الرخام وألا أعرف ماذا سآكل، وأن أحاول إشعال جذوة رغبة ميتة، مثل كليشيه تداري فشلك في مواراته، وفشله في إحداث فارق. ماذا سوف يشفي الوحدة، غير وحدة أشد عنفًا تمضيها وأنت تتأمّل خواء العالم الذي ترجو أن يغمرك؟ أن تستيقظ ذات مساء، دون أن تعرف الساعة ودون أن تبالي بذلك. دون رجفة هلعة، كجسر ينهمر أسفل الرئتين: أن تقول أنا أعرفك. بلا فواصل للوقوف، بدون نفس، بعجلةٍ محمومة لغريق يستنفذ حظوظه في سبيل احتمالات بائرة.

أجلس ساهمةً وبين أصابعي درّاق حلو. شفق ثخين يأخذني إلى كذبة أخرى، أن تؤمن دائمًا بالإصلاح، فقط كي تتذكر، دون أمل. أنظر إلى الدراق رائع التكوّر؛ أعتقد بأن هذا هو حجم القلب. بالحجم الملائم لفاه يتوسّع ليمزّقه بأنيابه.

تثنّيات صغيرة على مفرش السرير، محاولات شرح. استدارات وتمثّلات أثناء النوم. غيبوبة مؤقتة عن العالم الذي لا يعتازك، قبل أن تستيقظ مرة أخرى والأرض صوانٌ، ذبذبات حادّة تشتعل من شاشة جهازك. تبحث عن نص جديد، وتفشل؛ أدواتك صدئت (تتساءل: أم أنه أنت؟)

تلة، شجرة، وعيناكTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon