لستُ مجنونًا

1.1K 117 41
                                    

تسللت أشعة الشمس من نافذة غرفتي الزجاجية
تتبعها نسمات هواء الصباح الباردة.. فتحت عيناي
متثائبًا أفركها في إرهاق.. لم أشعر أنني نمت سوي
ساعة واحدة فقد أمضيت ليلي أفكر.. نفضت كسلي
ونهضت متمنيًا أن يمضي هذا اليوم بسرعة وأصل
للساعة العاشرة

لقد انتظرت أثني عشر سنة ولكني الآن لا أطيق الانتظار بضع ساعات...صليت صلاة الاستخارة ودعوت الله أن يرشدني للصواب فأنا لا أثق به كثيرًا به ولا أستطيع أن أبعثر النقود التي أدخرتها أمي وتعبت في جمعها لكي تساعدني علي فتح عيادة خاصة بي...

نزلت درجات السلم متجهًا إلى المطبخ حيث توجد أمي دائما صباحًا.. قبلتها في جبينها وأنا أردف مبتسمًا "صباح الخير يا أمي العزيزة"

ضحكت برقة وناولتني بعض الأطباق لأضعها علي الطاولة وهي تردف "يبدو أنك سعيد هذا اليوم.. وجهك يبدو مشرقًا"

"نعم.. أشعر أنه سيكون يومًا جميلًا" تمتمت متمنيًا
ثم جلسنا نتناول الطعام وكان لذيذًا بحق وكانت المرة
الأولي التي أستمتع فيها بالطعام هكذا منذ مدة

قالت أمي مبتسمة " هل تعلم لقد حلمت به اليوم "
أحتبس الطعام في حلقي وكدت أختنق لأسعل بشدة
تناولني أمي كوبًا من الماء سريعًا في قلق ثم قالت معاتبًة" لا تأكل بسرعة هكذا يا آدم! "

شربت الماء بسرعة لتكمل هي  في سعادة " أتعلم.. لقد كان سعيدًا جدًا ركض نحوي وعانقني لدرجة أنني أحسست أنه حقيقي تمامًا "

ابتسمت محاولًا إخفاء توتري.. هل شعرت أنه سيعود يا ترى ..طالعتها متمنيا أن يتحقق حلمها قائلاً "إن شاء الله سيعود يا أمي.. أنا واثق من هذا"

تومئ لي في سعادة وأنا فقط ابتسم لها..لا أستطيع إخبارها بما حدث ليلًا.. لن أعطيها املًا كاذبًا ..

أنهيت طعامي وارتديت حذائي قائلاً "إلي اللقاء يا أمي.. ربما أتأخر اليوم قليلًا.. لذا لا تقلقي"

ودعتني مبتسمة.. لا أستطيع تخيل سعادتها عندما أحضر لها سامي بعد كل تلك السنين.. كيف سيكون رد فعلها؟! بل كيف سيكون رد فعلي أنا عندما أراه.... تتسارع نبضات قلبي لمجرد تفكيري بهذا ودموعي تنذرني أنها علي وشك الهطول...خائف جدًا من ألا يبادلنا الشعور..أن يغضب منا لأننا لم نعثر عليه..كيف كانت حياته؟ هل عاني أو تألم؟ طردت تلك الفكرة الشنيعة من عقلي سريعًا وركبت سيارتي متجهًا إلي المشفى تطاردني أفكاري...

بعد قليل وجدت ازدحاما كبيرًا من الناس فنظرت بفضول لألمح علي يقف معهم.. كل هؤلاء ينتظرون الحافلة! ناديت عليه لينظر حوله يبحث عمن يناديه

"أمامك يا ذكي" رفعت صوتي ليلتفت إليّ ويتجه
راكضًا نحوي فتحت له باب السيارة ليركب  قائلاً "لا أصدق أنني سأصل أخيرًا.. لقد أنقذتتي"تنهد في راحة مبتسمًا ثم أردف "سيارة جميلة بالمناسبة"

ما وراء عينيه Where stories live. Discover now