إعتذار وندم

959 95 129
                                    

ثوانٍ معدودة مرت وأنا أحاول قراءة ملامحه القلقة.. إرتجاف يديه بعصبية شديدة.. حركة عينيه يمينًا ويسارًا  .. وجهه الذي حاكى وجوه الموتى لشدة شحوبة.. لم يتبادر إلي ذهني سواه!

إنطلقت نحوه مسرعًا أمسك كتفيه صارخًا في قلق "ماذا هناك؟! هل حدث لسامي شئ؟!"

يقف صامتًا وقد إزداد فزع عينيه لأصيح قلقًا "ألم يأتي لك أمس؟! هل هو بخير؟!"

أزاح يداي ممسكًا ياقتي بقوة قائلًا "هل أنت قلق كثيرًا؟!..لم يبدو ذلك علي وجهه المدمي أمس!"

تحدثت في حنق وقد آلمني ما قاله "لنتحدث بالخارج"

تنهد تاركًا إياي لننزل درجات السلم متجهين خارج المشفي.. جلسنا علي أحد المقاعد أطالعه منتظرًا حديثه ولكن صمته هذا مستفز جدًا!

"لماذا أتيت إلي هنا؟! كيف عرفت مكان عملي؟!"

أجاب بنظرات متهكمة"أنا أعرف أكثر بكثير مما تتوقع! هل سيصعب عليَّ إيجادك؟! "

أغمضت عيني بنفاذ صبر أحاول كبت غضبي قائلًا "ماذا تريد؟! ألم يخبرك أن لا تظهر أمامي مجددًا؟! كيف تجرؤ؟! بعد كذبك هذا وخداعي؟! أنا لا أطيقك.. أكرهك حقّا.. أشعر بالإشمئزاز لمجرد رؤيتك أو سماع صوتك!"

ضحك بصوت عالي كالمجنون جاذبًا أنظار الناس حولنا قائلًا في سخرية "وأنا لست مولعًا بك كثيرًا.. ولكن لسوء حظك أظل والدك ويبدو أن المكان راقني.. وستراني كثيرًا فيما بعد"

إنه مجنون حقًا... أردفت في غيظ "ماذا تريد؟!"

"إنه أخوك حقًا.. لم أكذب عليك في هذا"

"بالطبع.. بالطبع.. لقد سمعته بأذني يحدثك أيها ال.."
إبتلعت ما بقي من كلامي في حنق وإتجهت نحو بهو المشفي بخطوات واسعة صائحاً "ليس لديَّ وقت أضيعه معك!" ولكن صوته العالي ذاك أوقفني قائلًا "لم يكن يعلم.. لم أخبره بالحقيقة!"

إلتفت مستفهمًا مقصده ليكمل قائلًا "بالطبع لن أخبره أنني أبوه بعد كل ذلك الوقت!"

"كل ذلك الوقت؟!" رفعت حاجبي متسائلًا ليكمل في فخر بدي لي حقيرًا "أنا من أختطفه.. أنا من حرم أمك منه.. راقبته لأيام عديدة وعندما كان يلعب مع الأولاد أمام المنزل.. إستدرجته وكم كان وديعًا.. ومنذ وقتها وأنا معه"

قبضت حاجبي غير مصدقًا ما أسمعه؟! أكان هو؟! كل ذلك الوقت؟ كل تلك المدة؟ أهو من فرقنا وأحرق روحنا؟! إتجهت نحوه وكلته بلكمة قوية مخرجًا بها كل غضبي ليسقط أرضًا ولكنه عاد يبتسم في سخرية قائلًا "لم أتوقع هذا! لقد أصبحت قويًا علي والدك"

أيُسمي نفسه والدًا بعد ما قاله؟! الحقير المجنون!
تعلو أنفاسي حتي أصبحت مسموعة..ينتفض جسدي مرتجفًا ولا أستطيع إيقافه!

"عليك أن تشكرني!.. أنا من أهتممت به كل ذلك الوقت.. إعتنيت به حتي وصل لهذا العمر!" تمتم ناهضًا ماسحًا خط الدم المنساب من شفته بكم قميصه في عنف

ما وراء عينيه Where stories live. Discover now