2: الأستاذ الجديد

47 9 1
                                    


"عن نوح ابن عمي إبراهيم فلقد عاد من السفر البارحة ومكث في الفندق لذالك لم تلحظه عند بيت عمي"

"الحمد لله على سلامته ... لما سافر انا لا اذكر؟"

"خرج من اجل ان يقوم بشاهادة الدكتوراه في علوم الاحياء في جامعة أكسفورد ... وعند عودته حصل فوراً على عمل بأرقى الجامعات في المدينة ... الجامعة التي يديرها عمي"

"ما شاء الله ... ومالذي يدرسه؟" تسألت والدته "علوم الاحياء واللغة العربية فهوا حصل على شهادة الدكتوراه بها قبل سفره" همهمت له بإعجاب قائلة مع إبتسامة دافئة "والله انه يستحق ذالك بل أكثر لأنه شاب محترم"

تثائبت سراج بعد أن إنتهت من تناول الطعام ثم وقفت لتضع صحنها في حوض غسل الأطباق. "عزيزتي اذهبي وانا ساقوم بذالك"

اومات لأمها بالموافقة ثم غادرة المطبخ صاعدة إلى غرفتها. توضأت ثم صلت الظهر وخلدت إلى النوم.

᯽᯽᯽

في ممرات تلك المشفى الكبيرة يمشي رجل بهيبة طاغية على المكان جاذباً الأنظار بأناقته ووسامته معاً. طرق باب احد الغرف ثم دخل قائلاً ببعض المعاتبة "السلام عليك ... قبل اي شيء، هل صحيح ما سمعته؟"

"أجل"

"حسناً لما لا توافق اذاً لما رفضت العملية؟"

"لأنني أمتلك اطفالاً وإذ قمت بالعملية المدرسة ستفصلني ولن تعطيني اي تعويض او نفقة" عقد الواقف حاجبيه بغضب من تصرف تلك المدرسة ثم تسائل "الا يوجد أي حل كي تعطيك المدرسة اجازة مرضية بدلاً من فصلك؟"

ضحك سالم مجيباً "أجل الحل هوا ان اجلب استاذ غيري لكن المشكلة من أين سأجلب استاذ يوافق على ذالك حتى الأسبوع القادم؟ ... ليس ذالك فقط بل من سيقبل العمل بدلاً عني لعام دراسي واحد فقط؟"

سرّح نوح شعره الفحمي للخلف بأصابع يده مع عقدة تستوطن حاجبيه من شدة الغضب والمهزلة التي يجب على صديقه عيشها.

نقل اعينه المشابه لونهن لحبات القهوة نحوا ذاك الجالس على السرير قائلاً بعد تفكير "أنا من سيأخذ ذالك العمل"

"انت تمزح نوح أليس كذالك؟ ... من دكتور في الجامعة إلى مدرس عادي في مدرسة ثانوية؟! ... ماذا عن عملك يا رجل بالله عليك لا تتحمس وتجعل الشيطان يوسوس لك!"

"إن شاء الله ستقوم أنت بالعملية الاسبوع القادم وانا سأبدأ العمل بدلاً عنك لذا ستبقى في وظيفتك وراتبك ينزل كل شهر وحالتك ستتحسن بأذن الله ... اما عن وظيفتي في الجامعة لا تقلق بشأنها لأن والدي العميد لذا لا مشكلة!"

سراج الليلWhere stories live. Discover now