12: أنا من سيُحدث الفرق

50 6 1
                                    

"سراج" صرخ بغضب ما إن دخل إلى المنزل باحثاً بأعينه عن من إنتهت قبل قليل من تبديل ثيابها.

خرجت من الغرفة متجهة نحوه دون فكرة عن ما يدور بداخله من غضب فهيا نست ما فعلته في الدرس الثاني لليوم!

"ماذا؟" سألت عند وقوفها أعلى الدرج.

"ماذا؟ ... بربكِ لا تستغبي ... الم اخبركِ في ما سبق بأنه لا يسمح لكِ بالتغيب عن المزيد من الدروس؟" سأل وهوا يصعد الدرج.

زفرت المعنية أنفاسها فهيا فهمت ما يقصده "الست انت من قام بتخيّري؟"

"قمت بتخيّركِ كأستاذكِ لكن انتي اصريتي على مخالفة ما امرتكِ بعدم فعله المرة الماضية ... الم نتحدث قبل يومين بأنه لا يسمح لكِ بذالك؟" تحدث بحدة عند وقوفه أمامها تماماً.

"اه نوح وما الأمر الان؟ لقد حدث وانتهى ... عدى ذالك ما كل هذا التناقض خيرتني كأستاذ لكن كولي أمري تمنعني عن التغيب! سأنحول يا هذا"

"يا هذا؟" كرر اخر كلمتين ثم نفث أنفاسه بسخرية فهيا ببرودها ذاك كانت توقد النار التي بداخله اكثر واكثر.

"حسناً للنتفاهم اذاً بالطريقة التي تفهميها على ما يبدو لأنكِ بالحديث لم تفعلي ..." امسك شعرها البني بقبضة يده ذات العروق البارزة ثم اكمل بذات النبرة الباردة وهوا يشدها نحوه اكثر عبر شد خصلاتها "أسمعي جيداً لأنكِ ستعيدي ما سأقول الان لأسبوع كامل! ... أنا فتاة مطيعة ولن اتغيب عن الدروس مجدداً ... اعيدي ما قلته!"

"ااه  .. نوح مالذي تظن نفسك .اااه توقف انه مؤلم ... نوح ااه" صرخت بألم اكثر فهيا لم تكن تردد ما يريده لذا كان يشد خصلات شعرها اكثر "رددي ما قلته" امر بحدة.

"لن افعل ... ااااه توقف انه مؤلم نوح واللعنة" عند شتمها هذه المرة ترك شعرها ثم صفعها بذات اليد التي كان يمسكها بها وعند استدارت وجهها امسك بشعرها مجدداً وجذبها نحوه "رددي ما قلته اما عن الشتم فأنا سأقص لسانكِ إذ تلفض بهذه الكلمة مجدداً"

بدأت المعنية بالبكاء فهيا لم تتوقع ذالك  هيا حتى لا تستوعب بعد انه ضربها ... "نوح .."

"قلت رددي وهذه اخر مرة اعيد بها أمري!" قال بنبرة غير مبشرة بالخير بعد تلك المخيفة التي ألقاها على مسامعها قبل قليل بسبب شتمها.

"أ .. أنا فتاة ..  (شهقة) مطيعة ولن ...(شهقة) ولن اتغيب عن الدروس مجدداً" حرر شعرها من قبضته ثم امسك فكها بذات اليد فهوا لم يكن يستعمل اليسرى لأنه يضعها داخل جيبه.

عندما أصبح وجهها المليء بالدموع أمامه تأمل الصفعة التي علمت عليه ثم نظر لعينيها الواتي لا ينظر إليه ابداً قائلاً بثبات "سأسمع هذه الجملة صباح كل يوم ابتداءاً من اليوم حتى يوم الاربعاء القادم"

سراج الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن