00

2.6K 104 22
                                    


.
رفعت رأسها تجاه النادل الذي وضع علبة ما فوق طاولتها ..
عقدت ما بين حاجبيها متعجبة ..
ثم سألته
" ما هذا ؟ "
" طلب مني شخص أن أوصله لك .. قال أنه طلبك .. ثم غادر "
" لكن أنا لم أطلب شيئا .. "
هز كتفيه نحو الأعلى .. ثم قال
" أشار نحوك ثم إنك الوحيدة المتواجدة هنا "
.
تلفتت حولها و حقا وجدت نفسها الوحيدة في هذا المقهى .. الجو بارد في الخارج و المطر يتساقط .. و في مثل هذه الأجواء تكون المقاهي شبه خالية
غادر النادل بعدما أومأت له و شكرته مجاملة
ثم قربت منها العلبة و لم تتردد في فتحها
تجمدت لوهلة ثم أمسكت بفردة ذاك الحذاء ذو الكعب العالي
أمعنت النظر فيما تحمله يداها الإثنتين .. نفس الحذاء الذي أعجبها عندما كانت تتجول وسط المحلات منذ قليل
كان حذاء ذو لون أزرق ملكي .. فيه لمعان سكري .. جميل جدا إلى درجة أنه جذب نظرها .. هي التي لا تحبذ الأحذية ذات الكعب العالي
رفعت رأسها تتلفت يمنة و يسرى .. لكنها لم تر أحدا نظرت إلى العلبة مجددا فوجدت أيضا فستان طويل بنفس اللون .. لم تلاحظه بالبداية لأن ما لفت انتباهها كان الحذاء .. و معه حجاب من اللون البيج .. تلمسته بأناملها .. كان من الحرير
ابتسمت بخفوت .. لا تعلم لما .. لكن هذا جميل .. لا تعلم من فعل هذا .. و حتما لو تعلم لن تقبل مثل هذه الهدية من شخص لا تعرفه
رأت تلك البطاقة التي كانت فوق الفستان
"ذوقك جميل مثلك"
ابتسمت ابتسامة جانبية
" غزل مبتذل"

أغلقت العلبة .. ثم ركزت على إكمال كتابة الفصل الأول من روايتها الجديدة .. و التي بالصدفة خطرت لها فكرتها فور رؤيتها للحذاء ذو الكعب العالي
لكن فجأة وردتها رسالة عبر حسابها الشخصي و السري لكتابة الروايات على الواتباد .. من حساب لم يكتب اسمه بل رقما .. كان محتواها ..

" لا تتناولي المثلجات في عز الشتاء أيتها الكاتبة "
جحظت عيناها .. لا تصدق أن هناك شخص ما يعرفها .. يعرف أنها كاتبة .. و خاصة أنه الآن يراقبها ..
رفعت نظراتها حولها لم تجد أحدا .. حولت نظرها نحو الخارج .. حيث كانت تتواجد سيارة سوداء بزجاج مثل لونها .. تيقنت أن الشخص المراقب لها بداخلها .. لأنها السيارة الوحيدة المركونة قريبا من المقهى المتواجدة فيه ..
أخفضت نظراتها نحو هاتفها ثم خطت على لوحة المفاتيح ..
" أو بالصدفة أنت تراقبني ؟"
بعثت الرسالة
ثم وضعت الهاتف على الطاولة .. و أكملت تناولها لمثلجاتها
حتى سمعت نغمة وصول رسالة أخرى
"ستمرضين"
مصمصت شفتيها تنظف بقايا الشوكولا العالقة بشفتيها
" لن أقبل الهدية .. سأتركها هنا "
لم تكد تغلق شاشة هاتفها حتى وصلت رسالة أخرى
" لا تنظف الشفتين بتلك الطريقة أيتها الكاتبة "
توسعت عيونها .. و رفعتهما من على شاشة هاتفها نحو
السيارة .. أول ما فكرت به

" الذي أفعله بأبطال رواياتي سينقلب ضدي أو ماذا ؟ ما الذي يحصل بحق الإله "

أغلقت هاتفها .. ووضعته جانبا دون الإجابة على آخر رسالة وصلتها منه .. ثم أنهت مثلجاتها و نهضت تغادر المقهى ..

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
Writer Where stories live. Discover now