الفصل السابع

171 74 26
                                    

الايام تمضي تباعاً في ربيع ذلك العام الذي ضج بالحفلات والمناسبات كما هو حال اي ربيع يمر على تلك المدينة المترفة
وكغيرها من الليالي الكثيرة كانت ليلة مبهجة اقيم فيها حفل كبير في احد منازل النبلاء لخلق المزيد من المتعة واضفتء لمسة من الحياة لقلوب الناس .

في ذلك الحفل حيث تمايلت الاجساد راقصة وتعالت اصوات الموسيقى والاحتفال صخباً ، وقفت لوريتا بجانب والدتها التي كانت تتحرك بنوع من التردد والقلق وهي توزع نظرها في المكان
انتصف الحفل بالفعل لكن سمو الامير لم يتقرب من لوريتا ابداً ؛ لم يقم بتحيتها ولم يلطب منها مرافقته او الرقص معه ولو لمرة واحدة مما اثار حيرة والدتها

افرغت محتوى كأس الشراب الذي كان في يدها ثم وضعته جانباً وهي تتكلم بقلق : اهناك مشكلة ما تواجهكما ، سموه لم ينظر ناحيتك حتى فما الذي فعلته له ؟؟

ببراءة رددت : لم افعل له شيئاً صدقيني ؛ كم مرة علي ان اقسم لكِ انني لم افعل شيئاً !

من بين اسنانها تحدثت والدتها والخوف يعتريها : ما المشكلة اذاً ؛ لماذا لا يتقرب منكِ كالعادة ، هل سئم منك ام انه غير رأيه بشأنك ؟

تنهدت بغيظ واشاحت نظراتها بعيداً بغضب : لا اعلم ولا اهتم اياً كانت اسبابه ، توقفي عن محاصرتي بهذه العلاقة التي لا اعلم ابعادها ونتائجها ..!

تركتها ومضت بنفور فلحقت بها اماندا على عجل لتوقفها ؛ قدمت لها احد اصناف الحلوى التي وزعت للضيوف فرفضتها بسبب انعدام شهيتها لتتكلم اماندا بقلق : هل انتِ بخير ؟

بانفعال رددت : انا بخير تماماً ولا اعلم لماذا تهولون الامور ، انه منشغل مع اصدقائه ، ليس وكأنه ملزم على مرافقتي طيلة الحفل !

ربتت اماندا على كتفها برفق تهدئها في حين كتفت ذراعيها الى صدرها وارسلت نظراتها اليه بغضب
لا تعلم سبب نأيه عنها ، لا تفهم لماذا اختار ان ينفرد بنفسه هذا الحفل واستمر على تجاهلها مما جعل عائلتها تثور عليها !

غريب امر قلبها بما يحدثه من فوضى بداخلها ؛ نزاع يمزقه لأشلاء بين غضبها منه وقلقها ..
ماذا لو كان قد سئم منها فعلاً ، ماذا لو كانت صحبتها مملة ثقيلة وهي ما جعلته ينفر منها ويقرر انهاء تلك العلاقة المزيفة التي كانت تجمعهما ؟

لم تعلم انه كان يخوض حروبه الخاصة ويحاول هزيمة وحش ارق سيطر عليه وحرمه النوم لايام منذ رحلتهما الاخيرة تلك
كل ما في الأمر انه يشعر بالتوهان ، فقد خارطة طريقه التي كان يسير عليها بحذر وما عاد يفقه وقع خطواته
يحتاج مهلة يستوعب فيها ورطته التي اقحم نفسه بها ، يفكر بالتمهل والتراجع خشية ان يفقد طريق النجاة اذا ما علق في متاهات شعور هي ترفضه وتستنكف عنه ..

" لافندر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن