" لافندر "

الفصل التاسع

لف ذراعيه حول عنقها ليلبسها العقد فشعر بنبض قلبه يصارع صوت عقله الذي يأمره بالتمهل والحذر
لكن رائحة عطرها التي غلفت حواسه كانت اقوى من جميع المنبهات ؛ ملمس بشرتها الناعمة وبياضها الثلجي المغري ، واخيراً انفاسها التي انحلت على ملامحه بحرارتها لتفقده صوابه

احكم اغلاق العقد حول عنقها ثم لمسه بطرف سبابته حتى نهايته فوق عظام ترقوتها لينحل عزم رجولته وتنتشي النار في دواخله توقاً اليها بينما كانت عينيها قد خرجت عن الحادها اخيراً ووقعت في مدار عينيه لتلهبه بألق نجومها ...

تنحنح صوت السيد سوان ليوقظه من سكرة اخذت عقله لوهلة وكادت تفقده ادراكه لكل الأنظار التي تحيط بهما
تراجع للخلف مستدركاً ضياعه كما اشاحت وجهها بعيداً تخفي ارتباك قلبها من نظراته النارية التي كادت تودي بها بين ذراعيه

انشغل الجميع في الاحاديث لتغيير ذلك الجو المريب الذي ساد المكان فاغتنمت السيدة سوان الفرصة لتلكز زوجها في وسطه وتهمس بغضب : ما الذي فعلته ؟؟

همهم بصوته الخفيض : ما الذي تفكرين به ؛ عليهما ان يحافظا على اخلاقهما امامنا على الاقل !

غمغم صوتها متنهداً : لكنني بت اكثر ثقة ان علاقتهما ستتوج بالزواج عما قريب !

حرك رأسه بقلة حيلة فأشارت عليه ان يتحدث ليجذب جميع الانظار اليه وهو يدعوهم : بما ان شمس الصباح الحارقة قد انخفضت قليلاً فهل تودون التنزه في الخارج وركوب الخيل ؛ حقولنا كبيرة واسعة ولدينا اسطبل خيل كبير فيه انواع متعددة من الأحصنة الأصيلة .

خرجوا جميعاً للتنزه في الحقول ومشاهدة الخيل حتى اقترح الدوق امتطائها ليتسابق الرجال سوية
وبالفعل قبل دونغهي وروبرت التحدي فبحث كلٌ منهم عن الخيل الذي يود امتطاءه بعناية
وداخل الاسطبل تقدمت لوسيل رفقة تشانيول مغتنمة الفرصة لخلق بعض الوقت معه على انفراد بينما يختار حصانه
كما طلب روبرت من اماندا مرافقته لترجح له افضل حصان يساعده على الفوز في السباق

اما خارج ذلك الاسطبل فوقفت لوريتا عاقدة حاجبيها ومكتفة ذراعيها الى صدرها وهي تراقب دونغهي الذي كان منشغلاً باعداد الحصان الأبيض الذي وقع اختياره عليه ليكون رفيقه في هذا التحدي
نظر اليها بزاوية طرفه قبل ان يبتسم لبرودها وعنادها وهي تتجنب الاقتراب منه او خلق اي حديث معه

لذلك قرر ان يكون اول من يبدأ الكلام لعله يخرجها من صمتها : هذا الحصان يبدو قوي البنية وسريعاً ؛ اراهن على انه الاسرع من بين كل تلك الخيول ، هل توافقينني الرأي انسة لوريتا ؟

بتهكم اجابت : لماذا اخترته هو دوناً عن غيره ؟

ربت على شعر الحصان متسائلاً باستنكار : ألا يعجبك ؟